الخميس، 16 فبراير 2012

التشويش على الفضائيات العربية إنتهاك خطير لحرية التعبير

يعد قيام جهات مجهولة في بلدان عربية وإقليمية بالتشويش المتعمد على بث العديد من القنوات الفضائية عملا غير مبرر، وانتهاكاً خطيراً لحرية التعبير يسترعي أعلى درجات التنديد والإستنكار لأنه يستهدف تعطيل وسائل الإعلام – الفضائية – بخاصة عن أداء دورها في إيصال المعلومات الى ملايين المتلقين حول العالم.
ومنذ إنطلاق حركة الإحتجاجات الشعبية فيما سمي (الربيع العربي) مطلع العام 2011, فإن العديد من القنوات الفضائية تتعرض الى التشويش حيث تم رصد مواقع بعينها يتم فيها تعطيل البث الفضائي من خلال التشويش المتعمد الذي تقوم به تلك الجهات, في مخالفة صريحة للقانون.
مرصد الحريات الصحفية عبر, وفي أكثر من مناسبة عن القلق البالغ, والرفض الصريح لكل سلوك من هذا النوع يحرم المتلقين في العالم العربي من حق الحصول على المعلومة سواء بالتشويش على القنوات الفضائية، أو بتعطيل عمل شبكة الأنترنت التي استخدمت بشكل فاعل في حملة الإحتجاجات الشعبية على مساحة الوطن العربي.
وفي هذا السياق يقول هادي جلو مرعي رئيس مرصد الحريات الصحفية: إن المرصد تابع وبقلق ما تعرضت له العديد من وسائل الإعلام, وفي المقدمة منها القنوات الفضائية التي كانت تبث في خضم موجة الإحتجاجات التي عمت عددا من البلدان العربية, إضافة الى شبكة الأنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي, مثلما حدث في بعض تلك البلدان التي قطعت خدمات الشبكة الدولية في أراضيها لأيام عدة الى أن عادت بعد مدة, وهو أمر يعد إنتهاكا خطيرا لحرية التعبير وحق المتلقي في الحصول على المعلومات من خلال تلك الفضائيات, لكن لا تتوفر الظروف الموضوعية التي تتيح محاسبة الجهات التي تقوم بالتشويش لحد اللحظة.
الدكتور هاشم حسن عميد كلية الإعلام بجامعة بغداد يرى في ذلك العمل غير القانوني (قرصنة فضائية) ,وشبيه بما يقوم به قراصنة البحار الذين يحتجزون السفن, ويستولون على ما فيها من بضائع, أو يطلبون أموالا مقابل الإفراج عنها, وهم بذلك يحرمون ملايين البشر من الحصول على البضائع التي تنقلها تلك السفن والبواخر التي تجوب البحار والمحيطات, منوها الى خطورة عمليات التشويش التي تستهدف الفضائيات العربية حيث يكون الضحية المتلقي نفسه.الكاتب والصحفي الأستاذ جواد الحطاب صنع مقاربة بين قيام السلطات في الأنظمة القمعية بإعتقال الصحفيين والكتّاب والمفكرين ليمنع عن الناس الإستفادة من أفكارهم وطروحاتهم وأرائهم الحرة, وحدث ما يشبه ذلك في هذه المرحلة, ولكن بصورة مختلفة حيث يتم الحجر على المعلومة بالتشويش المتعمد الذي يؤدي في الغالب الى حرمان الملايين من متابعة تطورات الأحداث المتسارعة في البلدان العربية.الإعلامي والمنسق الحقوقي الأستاذ محمد الأحمدي من اليمن يقول: أعتقد أن التشويش هو تقليعة جديدة من تقليعات الحكام الدكتاتوريين, والحكومات المستبدة التي ضاقت ذرعا بالإحتجاجات الشعبية, ودور وسائل الإعلام في نشر المعلومات وإيصالها الى المتلقين, ويعبر ذلك الفعل عن ضيق أفق العقليات الحاكمة والمتحكمة في الساحة وهي محاولة غير مجدية ولن تعود بالنفع عليها لأن حرية التعبير حق مكفول ولأن الشعوب قررت مصيرها وتحركت ولن تتوقف أبدا.
ياسر عبد الحسين مدير الأخبار في قناة بلادي دعا وسائل الإعلام كافة الى التعاضد معاً للوقوف في وجه هذه الحملة الشرسة التي تفتقد الى أبسط معايير الأخلاق, وتمارس دوراً سيئاً في حجب المعلومات, وتؤكد ضيق أفق من يقف وراءها من حكومات أو جهات لا تمتلك الموضوعية, ولا تقيم وزناً لحرية التعبير, ولا تمنح المساحة الكافية لوسائل الإعلام الحرة في إداء دورها في بناء المنظومة القيمية الإنسانية, والدفاع عن حقوق المواطنين الذين حرموا منها على مدى عقود من الزمن.

بغداد/هلال كوتا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق