الاثنين، 6 فبراير 2012

كم انفقت الاحزاب لتصل الى مجلس الشعب ؟... أبسـوس العالميـة تنشـر دراسـة عـن التسويـق السياسـي في مصـر

بلادي اليوم / مصطفى احمد أصدرت شركة أبسوس العالمية للأبحاث والدراسات الإعلامية دراسة حديثة عن التسويق السياسى فى مصر، والتى تعتبر الأولى من نوعها، حيث غابت هذه النوعية من الدراسات فى ظل نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك انتهت إلى أن حجم الاتفاق على حملات الدعاية تجاوز نصف مليار جنيه أنفقتها القوى السياسى على الدعاية فى وسائل الإعلام خلال الأشهر الماضية، للترويج لمشروعاتها السياسية. وأكدت الدراسة أن حزب النور السلفي لم يقم بأي دعاية مدفوعة في وسائل الإعلام (الحزب استخدم القنوات الدينية في الترويج لمرشحيه) ورغم ذلك حصل حزب النور على المركز الثاني فى عدد المقاعد البرلمانية. وتركزت الدعاية السياسية في التليفزيون عنه في وسائل الإعلام الأخرى، واستخدمت بعض الأحزاب الراديو وعلى رأسها محطات نجوم إف إم وراديو مصر في الدعاية. وتكشف الدراسة أن الإنفاق زاد بمعدلات كبيرة عن عام 2010 الذى كانت الدعاية فيه مقصورة على الحزب الوطني المنحل وحزب «الوفد». وفيما يتعلق بمحتوى الرسالة الدعائية للأحزاب السياسية تفوق حزب الحرية والعدالة ( الاخوان المسلمين ) على جميع الأحزاب، فقد كانت رسالته الأكفأ والأقدر على توصيل الرسالة. ولابد من الإشارة إلى أن المبالغ المذكورة تستند إلى الأسعار الأصلية للإعلانات، وليس المدفوعة فعلياً، فمن المعروف أن المحطات والصحف تمنح نسب خصم تكون مرتفعة في الفضائيات ومعتدلة في الصحف.وفيما يلي نص الدراسة: حجم الإنفاق على الحملات الإعلانية بوسائل الإعلام عن الأنشطة السياسية جاء كالتالي في التليفزيون بلغ الإنفاق عام 2011 قرابة 483 مليون جنيه في حين كان عام 2010 أكثر من 110 ملايين جنيه، أما في الصحف فبلغ أكثر من 13 مليون جنيه في حين كان أكثر من 3 ملايين جنيه عام 2010، وفي الراديو بلغ أكثر من 12 مليون جنيه في حين كان أكثر من 800 ألف جنيه عام 2010، وبلغ الإجمالى أكثر من 509 ملايين جنيه في حين كان عام 2010 أكثر من 114 مليون جنيه. وبدأ- حسب الدراسة- معظم الأنشطة الإعلامية التي تتناول الأحداث السياسية في أبريل 2011 في أعقاب ثورة 25 يناير. ولفتت الدراسة إلى أن الإنفاق على الصحف زاد في شهري أكتوبر ونوفمبر مقارنة بالنصف الأول من العام نفسه، وبلغ الذروة في ديسمبر ليصل إلى أكثر من أربعة ملايين جنيه. وفي التليفزيون كان الإنفاق ضعيفا خلال شهور السنة باستثناء سبتمبر وما تلاه من شهور، حيث بلغ ذروته في ديسمبر بما يزيد على 156 مليون جنيه. وفي الراديو بلغ الإنفاق الذورة في شهري نوفمبر وديسمبر ليصل إلى أكثر من 4 ملايين جنيه. إنفاق الأحزاب على الحملات الإعلانية: «الوفد» أنفق أكثر من 232 مليون جنيه مقارنة بأكثر من 7 ملايين جنيه عام 2010، وأنفق حزب الحرية والعدالة أكثر من 25 مليون جنيه، ثم «الكتلة المصرية» بأكثر من 23 مليون جنيه، في حين أن حزب المصريين الأحرار أنفق أكثر من 35 مليون جنيه، فيما أنفق 28 حزباً وائتلافاً سياسياً حوالي 20 مليون جنيه. ولفتت الدراسة إلى أن حزبي الوفد والوطني المنحل كانا الحزبين الناشطين سياسيا خلال عام 2010، وأن الأخير أنفق أقل من الوفد عام 2010، حيث بلغ إنفاقه على الدعاية قرابة 22 مليون جنيه. الإنفاق بالنظر إلى تكلفة الدعاية لكل نائب: بلغ عدد مقاعد المرشحين من حزب الحرية والعدالة 235 نائباً بتكلفة إجمالية أكثر من 25 مليون جنيه لتبلغ تكلفة النائب الإعلانية 106 آلاف جنيه. أما «الكتلة المصرية» و«المصريين الأحرار» فبلغت تكلفة النائب قرابة 2 مليون جنيه، حيث أنفقت الكتلة أكثر من 25 مليون جنيه في حين أنفق «المصريين الأحرار» أكثر من 36 مليون جنيه. أما «الوفد» فقد وصل حجم الإنفاق على نوابه الـ38 إلى أكثر من 6 ملايين جنيه، في حين لم يقم حزب النور بأي أنشطة دعائية خلال الانتخابات البرلمانية، ورغم ذلك حصل على 123 مقعدا. حجم إنفاق الأحزاب على الحملات الإعلانية في عام2011: الوفد: تصدرت الحياة ودريم وموجة كوميدي القنوات في حملات الوفد، حيث بلغ إنفاقه في شبكة قنوات الحياة- المملوكة لرئيس الحزب- أكثر من 223 مليون جنيه، وهو ما يشير إلى أن نسبة الخصم التي حصل عليها «الوفد» في قناة «الحياة» كانت كبيرة، ويفسر ضخامة المبلغ المحسوب، حيث استندت الدراسة إلى القيمة الأصلية للإعلان وليس المدفوعة فعلياً بعد الخصومات المعروفة. وفي دريم أكثر من مليون جنيه، وفي موجة كوميدي 5.5 مليون جنيه، وقنوات أخرى بقيم مالية أقل. وبالنسبة لحملات الوفد بالصحف فقد كانت 642 ألف جنيه في صحيفة الحزب «الوفد» في مقابل 40 ألف جنيه لـ«الشروق» و26 ألف جنيه في «المصرى اليوم». الكتلة المصرية: في التليفزيون تصدرت دريم وسى بى سى وروتانا والحياة القنوات الفضائية في حجم الإنفاق على الدعاية التليفزيونية، فبلغ الإنفاق في دريم 4.8 مليون جنيه وفي سى بى سى 4.3 مليون جنيه وفي روتانا 3.5 مليون جنيه ثم الحياة بـ3.5 مليون جنيه. أما فى الصحف فقد تصدرت «الأخبار» و«الجمهورية» و«الأهرام» و«المصرى اليوم» من الصحف التي لجأت الكتلة إلى الإعلان فيها رغم أن «المصري اليوم» الأعلى في المقروءة، غير أن الكتلة اختارت تكثيف حملاتها في الصحف القومية، وجاءت «الأخبار» فى المقدمة بحوالى 1.1 مليون جنيه. وفى الراديو اعتمدت الكتلة بشكل أكبر على الترتيب على إذاعات نجوم إف إم وميجا إف إم وراديو مصر، فدفعت مقابل حملتها في نجوم إف إم حوالي 400 ألف جنيه، وجاءت ميجا إف إم وراديو مصر تاليتين في الترتيب. حزب الحرية والعدالة. فى التليفزيون تصدرت قناة المحور وسى بى سى القنوات الفضائية التي لجأ إليها الحزب في حملاته الدعائية، حيث أنفق في المحور أكثر من 12 مليون جنيه ثم سى بى سى 5.4 مليون جنيه، وتلتهما دريم وقناة الأهلي. في الصحف اختار «الحرية والعدالة» صحف الأهرام والأخبار والشروق والجمهورية فقط لحملاته الدعائية وجاءت الأهرام في المقدمة بـ513 ألف جنيه. وفي الراديو اعتمد الحزب على نجوم إف إم وراديو مصر فقط ودفع للأولى 319 ألف جنيه في حين أنفق في راديو مصر 142 ألف جنيه. حجم تغطية وسائل الإعلام لأنشطة التيارات السياسية وشملت قنوات سى بى سى والتحرير وأون تي في وتليفزيون الحياة والعربية والقناتين الأولى والثانية، وصحف الأخبار والأهرام و«المصري اليوم» واليوم السابع والدستور والجمهورية والتحرير والشروق. وجاءت الأحزاب الإسلامية في صدارة القوى السياسية التي نشرت عنها الصحف ووسائل الإعلام واستضافتها القنوات الفضائية خلال الشهور الماضية وبنسبة تزيد على القوى السياسة الأخرى، وهو ما مثل دعاية غير مباشرة لهذه التيارات تفوق في قيمتها الرسائل الدعائية المدفوعة، فقد حظيت التيارات الإسلامية بنسبة 58.7% والتي تتألف من أحزاب الحرية والعدالة والوسط والنور السلفي والأصالة، في حين كان لتمثيل الحركات الليبرالية والمدنية الأخرى 41.3%، فجاء «الإخوان المسلمين» والسلفيون في الصدارة بالنسبة للحضور في وسائل الإعلام بنسبة تصل إلى 28.5 % للإخوان المسلمين و25.3 للسلفيين، وتلتهما حركة 6 أبريل والوفد. كما لوحظ أن تحالفات الكتلة المصرية والثورة مستمرة يتمتعان بنسبة معرفة ودراية أعلى عند القطاعات الأعلى اجتماعيا واقتصاديا، وجاء في منطقة الوسط من حيث الدراية والمعرفة أحزاب الوسط وتحالف الثورة مستمرة وحزب التجمع، فيما تذيل القائمة أحزاب الكرامة والعدل والمحافظين. وحول القدرة على تذكر إعلانات الأحزاب، جاء الحرية والعدالة في الصدارة بنسبة 64% متجاوزا الوفد بمقدار 3%، في حين جاءت أحزاب النور وتحالف الكتلة المصرية في المركزين الثالث والرابع، تليهما الوسط وتحالف الثورة مستمرة. إلا أن حزب النور حقق نجاحا ملحوظا في التعريف بنفسه من خلال النشرات الموزعة والملصقات واللوحات الإعلانية، متفوقا على الحرية والعدالة والوسط، في حين جاء الوفد في المرتبة الأولى من ناحية الترويج عبر التليفزيون، متقدما على الكتلة المصرية بفارق 15%. التفاصيل والرسائل المذكورة من الحملات الدعائية للتيارات السياسية: حزب الحرية والعدالة. جاءت الرسالة المفهومة من الحملة الإعلانية للحزب لتشير إلى أن العدالة والمساواة في الصدارة تليهما التنمية وتحقيق الخير لمصر ثم الحرية، فيما جاء الدين فى المرتبة الرابعة يليه وحدة الأديان. وحول أهم العناصر التي تذكرها المواطنون من حملتهم الانتخابية، أشارت النتائج إلى أن شعار الحزب هو الأكثر تعلقا بالأذهان ثم أسماء وقوائم المرشحين، والخلفية التى تظهر جموعاً من المواطنين يسيرون وهم يرفعون الأعلام، أما حزب الوفد فكان أكثر ما تذكره المواطنون من حملته الانتخابية هو الأغنية التى صاحبت الإعلان، ثم تراث الحزب، وجاءت السياحة وتنمية مصر في ذيل القائمة. في حين كانت النتيجة معكوسة في القدرة على إيصال الرسالة من الحملة، حيث تصدرتها تنمية مصر والتنبيه على تراث الحزب والاهتمام بالمستقبل وتحقيق العدالة والمساواة. حزب النور. كان أهم ما فهم من رسالته الإعلانية هو اهتمامه بالدين، وجاءت النتائج لتؤكد ذلك بنسبة 59%، لذا فلم يكن مستغربا أن يكون أول ما يتذكره المواطنون من الحملة الانتخابية للحزب هو شعار الحزب وأسماء وصور المرشحين، في حين جاء الاهتمام بوحدة الأديان في المؤخرة بنسبة 1%، على العكس من حملة الكتلة المصرية، حيث جاء الهدف الرئيس لها - الذي فهمه الجمهور بحب الدراسة- هو الوحدة الوطنية والمساواة بين المسلمين والمسيحيين. واستخلصت الدراسة أن كل حزب ركز على رسالة أساسية في حملته الإعلانية، فبينما ركز حزب النور على الدين، ركز «الحرية والعدالة» على الحرية والتنمية والخير لمصر، أما تحالف الكتلة المصرية فقد ركز على وحدة الأديان وركز الوفد على التاريخ. وفيما يتعلق بتفضيل إعلانات التيارات السياسية والإعجاب بها، أظهرت الدراسة أن المشاركين كانوا أكثر إعجابا بالحملات الخاصة بالحرية والعدالة والوفد، حيث حصلا على نسبة عالية من التصويت في الدلتا عنها في أي إقليم آخر، في حين ظلت حملة الحرية والعدالة هي المفضلة في جميع المناطق ولدى جميع الفئات العمرية والطبقات الاجتماعية والاقتصادية، أما إعلانات حزب النور فكان لها السبق في الإسكندرية والصعيد، في حين كان المعجبون بإعلانات «الكتلة» هم الأقل «بشكل ملحوظ» في الدلتا. وجاء التقييم النهائي للحملات ليضع الحرية والعدالة والوفد في المقدمة كأكثر الحملات كفاءة وقدرة على توصيل الرسالة المطلوبة منها، في الوقت الذي قبع فيه تحالف الثورة مستمرة في ذيل القائمة من ناحية إيصال الرسالة والمصداقية والتميز.
* مركز بلادي للدراسات والابحاث الاستراتيجية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق