الأربعاء، 8 فبراير 2012

الداخلية تستعد لتنفيذ الخطة الأمنية الخاصة بها... الخارجية تنفي عدم مشاركة البحرين وتؤكد حضور نجل أميرها في القمة

نفت وزارة الخارجية العراقية تصريحات نظيرتها البحرينية بشأن عدم المشاركة في القمة العربية المزمع عقدها في بغداد في 29 آذار 2012، مؤكدة حضور نجل أمير البحرين شخصياً، فيما اعتبرت تلك التصريحات رد فعل على تصريحات عدد من السياسيين العراقيين التي تثير حالة "عدم ارتياح".
وقال وكيل وزارة الخارجية لبيد عباوي في تصريح صحفي: إن وفداً من الجامعة العربية برئاسة الأمين العام نبيل العربي زار البحرين قبل أسبوعين، وقد نقل لنا استعداد الشيخ خالد آل خليفة (نجل أمير البحرين) وتأكيده مشاركته الشخصية ممثلاً للبحرين في قمة بغداد"، معرباً عن استغرابه من التصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير الخارجية البحريني. وكان وزير الخارجية البحريني خالد آل خليفة استبعد، في الرابع من شباط 2012، مشاركة حكومته في القمة العربية ببغداد، فيما اتهم الحكومة العراقية وبرلمانها باستغلال الأحداث السياسية فيها وتصدير "الشر" لها يومياً. ورأى عباوي أن "تلك التصريحات جاءت كرد فعل على التصريحات التي تطلق أحياناً من قبل بعض السياسيين في العراق وتكون مثار عدم ارتياح". وسبق لوكيل وزارة الخارجية لبيد عباوي أن اعتبر أن ما يصدر على لسان بعض السياسيين العراقيين من توجيه انتقاد لاذع لبعض الدول في مجلس التعاون الخليج بخصوص قضية البحرين لا يخدم علاقة العراق مع هذه الدول، كما يعطي بعداً طائفياً للصراع. واستبعد عباوي أن يكون هذا هو "الموقف النهائي" للمسؤولين في البحرين، مؤكداً "سيكون لنا لقاء معهم لاستيضاح الأمر والعراق سيتعامل بمرونة وموضوعية وحرص على مشاركة البحرين في القمة، خصوصاً أن عكس ذلك يعد أمراً غير إيجابي".
الى ذلك أعلنت وزارة الداخلية،امس الأربعاء، يوم انعقاد القمة العربية ببغداد في 29 آذار المقبل عطلة رسمية، فيما أكدت أن اللجنة الأمنية العليا المشرفة على القمة وضعت خطة لتأمين الحماية الكاملة للرؤساء العرب وجميع الضيوف. وقال رئيس اللجنة الأمنية العليا الخاصة بالقمة العربية الفريق ايدن خالد في تصريح صحافي، إن يوم انعقاد القمة العربية سيكون عطلة رسمية، منعاً لحدوث ازدحامات مرورية، كاشفاً عن وضع خطة أمنية لحماية جميع المسؤولين ورؤساء الدول الذين سيشاركون في القمة من لحظة وصولهم إلى حين مغادرتهم الأراضي العراقية.وأوضح خالد: أن الخطة تشمل تأمين مطار بغداد الدولي والطرق ومكان إقامة الضيوف واجتماعات وزراء الاقتصاد والخارجية وزعماء الدول، مضيفاً أنه سيتم تشديد الإجراءات الأمنية في العاصمة بغداد، لكن من دون إغلاق الشوارع. ولفت خالد إلى "تخصيص غرفة عمليات تشرف على أمن القمة لمواجهة أي تحد محتمل"، مؤكداً أن "الوزارة ستتفرغ للخطط الأمنية الخاصة بقمة بغداد بشكل كامل بعد أيام قليلة".من جانبه كشف وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية لبيد عباوي عن تلقي العراق تطمينات من معظم الدول العربية بالمشاركة في القمة العربية المزمع عقدها في 29 من آذار المقبل، مشيراً الى أن التطمينات شملت حضورا كبيرا من جميع الدول العربية. وأضاف عباوي في تصريح صحافي امس الاربعاء: أن وزارة الخارجية تلقت تطمينات من جميع الدول العربية بالمشاركة في القمة العربية، حيث أبدى البعض رغبة بالحضور من خلال رئيس الدولة، فيما تعهد البعض الآخر بالتمثيل على مستوى عالٍ جداً وأشار عباوي الى أن اللجنة المكلفة من قبل رئيس الوزراء بتقديم الدعوات لحضور القمة ستبدأ بالجولة الأسبوع المقبل حيث لم تستثنِ اية دولة. وأكد أن العراق يطمح أن تكون المشاركة على مستوى رؤساء الدول وملوكها، مبيناً أن الحكومة هيأت جميع المستلزمات لإستضافة القمة على أعلى المستويات، كما هيأت أماكن استقبال الوفود و وفرت الجوانب الأمنية ولا يوجد أي مبرر لعدم حضور القادة العرب. وكان نواب عراقيون أبدوا قلقهم من بروز موقف خليجي يقاطع حضور القمة العربية في بغداد، مطالبين وزارة الخارجية بالتحرك السريع لضمان حق العراق في عقد المؤتمر .
وعزا النائب شاكر الدراجي اسباب المقاطعة الخليجية لحضور القمة في بغداد الى التفسير الخاطئ لموقف الحكومة العراقية تجاه الاحداث في سوريا وان موقف الحكومة الرسمي تجاه الاوضاع في سوريا سيكون ذريعة لبعض دول الخليج لمقاطعة القمة او رفض عقدها في بغداد، وعلى وزارة الخارجية ان تبدأ بالتحرك السريع نحو الجامعة العربية لضمان حقنا في عقد المؤتمر. وخلال الزيارة الاخيرة لنائب رئيس امين عام الجامعة العربية السفير احمد بن حلي الى بغداد ولقاء المسؤولين العراقيين اكد ان عقد القمة في التاسع والعشرين من الشهر المقبل، ولكنه في لقاء مع رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي اعرب عن اعتقاده بان التمثيل العربي لن يكون بمستوى عال.
ودعا النائب صالح الحسناوي وزارة الخارجية الى التحرك نحو الدول العربية لحضو المؤتمر قبل خضوعها لضغوط دول خليجية: يجب ان تبعث الوزارة برسائل اطمئنان الى جميع الدول العربية بان عراق اليوم ليس كما كان في الامس، فهو يتمتع بنظام ديمقراطي، ويرفض التدخل في شؤون الاخرين، وهو مؤهل لاستعادة دوره الفاعل في المحيط العربي، وخصوصا مع الدول التي اطاحت بحكامها، والتحرك السريع نحوها سيمنع الضغوط عليها من قبل ملوك وامراء وشيوخ الخليج والاستجابة لمقاطعة الحضور. الحسناوي وصف تصريحات وزير الخارجية البحريني وموقف بلاده بمقاطعة قمة بغداد بانها كان خطابا طائفيا، مشيرا الى ان الفعاليات والنشاطات المؤيدة لشعب البحرين لم تكن برعاية حكومية وانما هي فعاليات شعبية تعبر عن مشاعر معظم العراقيـــين المعبرة عن تأييدهم لمطـــــالب اشقائهم في البحرين. وبدورها حـــمّلت عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب آلا طالباني الاطراف المشاركة في الحكومة مسؤولية غياب الموقف العربي الداعم للعراق، لان الكتل لم تتفق بعد على بلورة موقف موحد بخصوص العديد من القضايا والمستجدات في المنطقة.
بغداد/بلادي اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق