الأحد، 27 يناير 2013

الحوار للتغيير


في ظل استمرار التصعيد وتعقد الاوضاع لا نملك كصحفيين غير المناداة والمطالبة بالحوار بوصفه سيد الحلول لجميع المشاكل.
ذلك لان الحوار هو المنطلق الذي يعول عليه في حماية مصالح الفرقاء والمكونات وبالتالي حماية البلاد وصيانة وحدتها من التعرض للتمزيق لا قدر الله.
كما ان الدعوة (وهي قديمة طبعاً قدم عمليتنا السياسية الراهنة) تأتي بعد بروز بعض الاصوات الاعلامية النشاز التي تساند الافكار المتطرفة والاجندات الخارجية الساعية لإعادة عجلة العراق الى الوراء وان على حساب المزيد من الدماء والخراب والتخلف.
وكي اكون واقعياً اقول اننا لا نملك خيارا بديلا عن الحوار، هو الفرصة الوحيدة والسبيل الوحيد للخروج بتوافق معين يمنحنا فرصة زمنية لالتقاط الانفاس والتفكير برؤية في ما يجري واين سينتهي.
لكن يجب ان لا يكون الحوار لمجرد الحوار واضاعة الوقت الثمين بقضايا مصلحية لحساب الكتل السياسية على حساب مصالح البلاد والمواطنين.
وبديهياً ايضا فان الحوار يعني التغيير وليس التثبيت، والا لماذا الحوار أصلاً؟..إذن نتحاور لنصل الى نقطة التقاء نبني عليها.
يجب ان تطرح على طاولة الحوار جميع الملفات (التافهة والحساسة والشائكة...) بما فيها تعديل الدستور والمناطق المتنازع عليها وتغيير أو ابقاء رئيس الوزراء او البرلمان او الجمهورية والفساد والملف الامني وازمات الناس من بطالة وفقر وازمة سكن ونقص خدمات، على ان يوضع لها سقوف زمنية استثنائية غير قابلة للتسويف والمماطلة والتراجع.
بغير ذلك لن يكون هناك استقرار، والمواطن لن يسكت الى ما لا نهاية على التأجيل وحرمانه من التمتع بحقوقه، وان ما يبدو اليوم ممكنا قد لا يكون بمتناول اليد غداً.
كذلك يتوجب على المواطن العراقي اذا ما اراد الخروج من عنق زجاجة الازمات المتوالية ان يكون واعيا وذكيا في اختياراته البنفسجية، سيما اننا على أبواب انتخابات مجالس المحافظات التي تعد المنطلق الاساس لتوفير الخدمات لمختلف مناطق العراق لأربع سنوات قادمة.
على المواطن ان يعتبر ويتعظ من التجارب السابقة بعد ان خرج خاوي المعدة من الولائم الدعائية لعشر سنوات خلت.
كما يتوجب على السياسيين ان لا ينظروا الى المواطن بوصفه رقماً امياً يسهل وضعه في حسابات صناديق الاقتراع في كل مرة، فكثرة التجارب تولد الوعي وهذا الوعي سيكون فيصلا في تلقين المتقاعسين درسا في الديمقراطية.
طال الزمن ام قصر سيفهم الناخب اللعبة، وسيتعلم كيف يعاقب المقصرين تجاهه، وعندها لن يتسابق الفرقاء السياسيين الى كراسي الحكم قبل ان يتأكدوا جيداً من قدرتهم على الوفاء بوعودهم التي يقطعونها اثناء الحملات الانتخابية.
مقالات للكاتب كريم ابو طوق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق