الأربعاء، 30 يناير 2013

التعبئة المفرطة


أن نحتفي بلاعبي المنتخب الوطني على سبيل تقديم اداء أقنع الوسط أو قل لانهم أسسوا لمنتخب مستقبلي فربما يكون الامر عاديا رغم عدم استساغته من بعض المعنيين بالشأن الرياضي، وأن نمجد ونمتدح ونشيد ونبارك فهذا يأتي أيضا من باب الغنتماء وعدم إفساد الفرحة، لكن ووفق وجهة نظر محدودة كمحدودية انصياعي للاقتناع بما حملته اللوحة برمتها أرى ان وقت الاحتفال قد انتهى ولايمكن ان نطيل من رفعنا لكؤوس نخب النصر المزعوم فتلكم هي التعبئة المفرطة الخارجة عن حدود العقلانية والتي لا يمكن لأي ان يفسرها سوى بالبكاء على ليلى كل محتفل، والبحث عن مأكل كتف يعود بغنيمة وقعت مسبقا تحت خط التخطيط للاستفادة، عموما رغم ان هذا الأمر لا يعنيني ارى ان هذه التعبئة المفرطة ستنقلب وبالاً على الاسود وربما تكون احد اسباب الترويض في تصفيات اسيا او كاس العالم، ولعمري ان من المعقول والمفروض ان تكون هناك جلسات تحليللية لاداء اللاعبين وفكر المدرب واجراءاته مع سير المباريات ودراسات اخرى ينكب عليها اكاديميون ومدربون وفق ما تحمله ذاكرتهم من اساليب التدريب والتحليل ويقدموها لمدرب المنتخب الذي كان عليه حسم امره دون البقاء متارجحا بين الشباب والوطني لتكون له فرصة اخرى كمدرب طواري مثلما يحلو له هذه التسمية التي قد تخلصه من مأزق الانتقاد في حال الافاق وترفع من شانه بين اقرانه في حال الإنجاز، كان من الواجب ان يصار الى عقد مؤتمرات صحافية وفنية وتشكيل لجنة استشارية فنية لتقويم الاداء ووضع المنتخب في ميزان يكشف مدى القدرة على الاقناع بما قدمه ومن ثم تشخيص ما كان عائقاً امام ديمومة تقديم الاداء في بين شوط وأخر والفوارق التي صنعت الفوز ودراسة شاملة فضلا عن استعراض مواطن الخلل والارباك وتقديم الحلول الناجعة بدلا من اللجوء لاطلاق عيارات التفاخر ونثر «واهلية الإنجاز الخرافي)، والسير باتجاه اقتطاع جزء من الغنيمة وفقاً للإدوار الموزعة من هنا وهناك، ومن بعيد يهمس احدهم في اذن الصمت ليبوح بشيء بل أشاء يمكن لها ان تفت في عضد المنتخب فيما لو تخلى عنها والتزم الاعتماد على النخوة والفزعة والمزامط بالافراط عبر الاشادة والاطراء الذي ارتاحت لعناوينه الصحف والفضائيات لما املاه من فراغ الحدث، نعم يجب ان تحضر كل شاردة وواردة امام المنتخب يجب التحليل وتحديد مدى اهلية بعض اللاعبين في بعض المراكز والكثير الكثير الذي لايجلب الا العوز الفني والخططي والاداري فيما لو ترك حبل المنتخب على غارب المباهاة بالانجاز والرفعة الكروية التي نالها البيت الكروي استجمعوا كل ما اوتيتم من دراية ومعرفة بشعاب الكرة وغلفوها بصدق النيات وقدموها لمنتخب العراق ومدربه لئلا تكون الخطوات المقبلة حاضنة الندم على ما حمله المنتخب في جعبة الاستعداد لمحفلين مهمين كل واحد منهما يبتعد ببون شاسع عن أهمية الصراع الخليجي على كأس الخليج.
مقالات للكاتب عدي حاتم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق