الثلاثاء، 29 يناير 2013

سياسة الغرب بتهجير الإرهاب


تهجير الإرهاب وتوطينه كان ولا يزال إحدى إستراتيجيات الغرب المتبعة لتحقيق أهدافه بالهيمنة على دول المنطقة و وضع اليد على قرارها ومقدراتها ومستقبلها باعتبار الإرهاب أداة ضاربة في خلق الفتنة والفوضى وتدمير الجغرافيا لأي مجتمع يتغلغل فيه.
الإرهاب التكفيري المستولد في جبال أفغانستان وصحاريها كترجمة فعلية لبراءة اختراع غربية بتمويل نفطي وهابي انفلت من عقاله وتسرب خارج منطقة الولادة وضرب المخترع والممول على اعتبار أن أساس الصناعة عدم اعترافه بحدود أو وطن أو دين، لذلك كان لا بدّ من إعادة توطينه واستثماره والسيطرة عليه لتكون الوجهة ليبيا أولا فتحقق الهدف بإسقاطها كدولة ولتأتي سورية تاليا.
تلقفت بعض الدول الساعية لإضعاف سورية وتقسيمها أو الباحثة عن موقع لها في تاريخ لا تمتلكه أمر العمليات الغربي فبدأ تهجير الإرهاب القسري إلى سورية أفراداً وأفكاراً عبر البوابة العثمانية الواسعة بعد مده بكل وسائل القتل والإجرام فكانت النتيجة سلسلة اعتداءات إرهابية وحشية بلغت مستويات خطيرة من ناحية الكم أو النوع.
الصمود السوري الصلب أمام موجات الإرهاب العابر للحدود فاجأ الغرب وبنوكه النفطية وأوصل مشروع التوطين الجديد إلى طريق مسدود فكانت النتيجة كما حذرت سورية منذ البداية انتشار الفكر الإرهابي المتطرف على امتداد المنطقة لدرجة دفعت بعض الدول إلى دق ناقوس الخطر من سياسة دعم القاعدة في سورية وتأثيرها على دول الجوار.
بعض الدول الإقليمية أفصحت علنا عن مخاوفها من التمدد الإرهابي المعاكس على حدودها بينما استمر البعض الآخر بإخفائها لإدراكه حقيقة مرة مفادها أن قرار التوقف في طريق دعم الإرهاب الذي سار فيه ليس بيده لأن التوقف يعني نهاية مستقبله السياسي ودفن مشاريعه المتعددة الأسماء والمصطلحات.
ملك الأردن حذّر من استمرار حصول إرهابيي تنظيم القاعدة في سورية على أموال وعتاد من الخارج ما يعني أن طالبان الجديدة التي سيضطر العالم للتعامل معها ستكون في سورية معتبراً أن من يعتقد بسقوط سورية لا يفهم الوضع المعقد وميزان القوى.
المراهن الغربي الأول على الإرهاب دفع الثمن بمقتل سفيره في بنغازي ليتبع المراهن الثاني بتعرض مصالحه للخطر في مالي من قبل المجموعات المتطرفة ما دفعه للتدخل العسكري قبل أن تأتي الفاتورة الأكبر بمقتل ثلاثين من الرعايا الغربيين في هجوم إرهابي متعدد الجنسيات على حقل للغاز في الجزائر.
فشل سياسة تهجير الإرهاب إلى سورية أشعلت أيضاً الخلاف بين أعداء سورية وفق حسابات كل طرف فما كان حتميا وبحكم الأيام المعدودات أي سقوط القيادة في سورية بات ليس وشيكا حسب وزير الخارجية الفرنسي وبعلم اللـه فقط حسب السفير الأميركي السابق في دمشق بينما تحول دعم مشيخة قطر للإرهاب في سورية المسموح به فرنسيا إلى سابقة خطيرة ممنوعة في مالي والشمال الإفريقي تنذر ببداية صِدام حقيقية بين الطرفين.
وبعيداً عن تناقض مصالح الدول وتلاقيها على تحديد طرق سير الإرهاب قال السوريون كلمتهم: لا تهاون مع القتلة المستجلبين ولا مهادنة مع الإرهابيين التكفيريين حتى دحرهم عن آخر حبة تراب من أرض سورية.
http://www.beladitoday.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق