الاثنين، 4 فبراير 2013

كركوك 250 درجة شمالاً


جعفر مهدي الشبيبي
في خبر تم نقله استشهد 30 عراقيا واصيب 70 آخرون، الاحد 3 شباط في حصيلة اولية من جراء هجوم انتحاري بسيارة مفخخة اعقبته اشتباكات مسلحة وسط كركوك 250 كم عن بغداد و92 كم عن اربيل! 250 كم تحول العنف والاقتتال من بغداد العاصمة التي كثر فيها هذا النوع من القتل والاقتتال ليتحول الى 250 درجة شمالا، لثاني اغنى محافظات العراق من المخزون النفطي وأكثرها متنازع عليها من قبل قوى عراقية حسب الظاهر ولكنها كأخوة يوسف في الحقيقة!، فالاخ الاكبر عربي وكردي وتركماني ومسيحي اقسموا على إن يلقوا كركوك في غيابة الجب!.
ان بدايات تسمية متنازع عليها خرج من الإدارة المدنية للاحتلال الأمريكي وذكر في الدستور العراقي كما يرجع اسم المتنازع عليها إلى كثرة المكونات التي يعد كل منها أنه المكون الأكبر فيها وإليها يرجع تحديد هوية كركوك فهي تتأرجح بين التركمانية والكردية والعربية والمسيحية علما أن الدستور العراقي بين في المادة (140):‏‎ اولاً : تتولى السلطة التنفيذية اتخاذ‎ ‎الخطوات اللازمة لاستكمال تنفيذ متطلبات المادة (58) من قانون ‏ادارة الدولة‎ ‎العراقية للمرحلة الانتقالية بكل فقراتها‎، ثانياً: المسؤولية الملقاة على‎ ‎السلطة التنفيذية في الحكومة الانتقالية والمنصوص عليها في المادة ‏‏58 من قانون‎ ‎ادارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية تمتد وتستمر الى السلطة التنفيذية‎ ‎المنتخبة ‏بموجب هذا الدستور على أن تنجز كاملةً (التطبيع، الاحصاء، وتنتهي‎ ‎باستفتاء في كركوك والمناطق ‏الاخرى المتنازع عليها لتحديد ارادة مواطنيها) في مدة ‎أقصاها الحادي والثلاثون من شهر كانون ‏الاول سنة الفين وسبعة‎،‎ ولم تحل ازمتها التي تقع في حلين الاول هو الارادة الكردية لضمها الى الاقليم لكونها مدينة تتمتع بالأغلبية الكردية والحل الآخر تبقى ممثله بمكوناتها وتبقى خارج معادلة الاقليم وحساباته.
ان من أولى بوادر حالات التهجير في العراق بعد الاحتلال الامريكي حدثت في كركوك حيث تم تهجير الكثير من الأسر العربية من أراضيها الزراعية بدعوى إن هذه الأراضي لمواطنين كرد تم ترحيلهم عنها في زمن النظام السابق، وقامت قوة البيشمركة بحماية هذه القرى والأراضي الزراعية والعائدين إليها إلى هذا الوقت، وان حدة الصراع في المدة الأخيرة عندما قامت الحكومة المركزية بتشكيل قوات دجلة وهدفها حماية مدينة كركوك، وهذا ما جعلها في خط المواجهة من قبل قوات البيشمركة الكردية والتي يقع على عاتقها حماية إقليم كردستان وهي قوات أصل تسميتها من الناحية اللغوية تتكون التسمية من كلمتين: بيش وتعني أمام ومرك تعني الموت، التسمية تعني أمام الموت، وهو تحدي الموت، أما كيف تم اختيار هذه التسمية ومتى فأن التاريخ يحدثنا إنه في أحد الأيام اجتمعت القيادة السياسية والعسكرية للجمهورية بقيادة الشهيد القاضي محمد لإيجاد تسمية تطلق على الرجال المقاتلين فكثرت التسميات والمقترحات من جانب المشاركين منهم اقترح كلمة مقاتل أو فدائي وغيرها في تلك الأثناء دخل القاعة أحد رجال الخدمة حاملا مجموعة من أقداح الشاي للمشاركين وأسمه أحمد دسمال، عند سماعه بموضوع المناقشة طلب من القاضي محمد إن يشارك في اختيار التسمية مختارا كلمة بيشمركة فوافق الحضور على هذه التسمية، كان هدفها في السابق هو مواجهة القوات المركزية الجيش العراقي في مدة النظام السابق فكانت تحمل السلاح لرفض النظام وكانت قوات ممنوعة ومن ينتسب اليها يواجه بعقوبات كثيرة، ولها الآن قيادات واكاديمية عسكرية في زاخو ولديها معدات ثقيلة بعد إن كانت لا تملك إلا الأسلحة الخفيفة، وتتدرج فيها الرتب العسكرية كما في القوات النظامية، وحصلت في المدة الأخيرة مواجهة بينها وبين المركز في مدينة كركوك استعرض الفريقان عضلاتهما على الآخر، وانتهت بمناوشات على مشارف كركوك وأهمل ملفها بعد التظاهرات الأخيرة وكانت من أسباب هذا التصعيد تأسيس قيادة عمليات دجلة وفي أصل التسمية فالتصريحات الرسمية وبيانات حكومة رئيس الوزراء ذهبت الى تسمية كركوك المناطق المختلطة أما الجانب الكردي فقد اصدر مرسوما من قبل مسعود البارزاني يدعو فيه الى تسمية كركوك المناطق الكردستانية خارج الاقليم، وان آخر ما توصل اليه المفاوضون بين الاقليم والبيشمركة والحكومة المركزية الى ترك كركوك للشرطة الاتحادية وان يخرج البيشمركة والجيش منها أو ان يتسلح المواطنون المدنيون للحفاظ على ارواحهم وهي دعوى الى التسلح غير المشروع تحت خيمة الدولة.
كما ان هذا التصعيد في القتل يبرز وجود اتفاقات بين الغايات السياسية والعمليات الإرهابية بشكل ملحوظ فمع التدخل السياسي لتحديد وجهه كركوك تجري الابادة الجماعية في الوقت عينه، وان ملف كركوك يُعد ملفا صعبا ويشكل تحديا لأية حكومة مركزية في العراق ومن المستحيل حسمه خاصة بعد ان اعتبرها الكرد من الناحية الفكرية محافظة تابعة لإقليمهم وهم يعدونها بمثابة القدس ارض الميعاد بالنسبة لليهود، ومن المحتمل جدا ان لا يمكن السيطرة على الوضع الأمني في المدينة بسبب غياب القيادة المركزية والالتباس في تنفيذ الملفات الأمنية من جراء تعدد القوات المسلحة وانتمائها إلى فصائل بعضها تابع إلى الحكومة المركزية والآخر تابع إلى الإقليم الكردستاني.
http://www.beladitoday.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق