الأربعاء، 13 فبراير 2013

هل اختلفت النوايا ,أم كانت مختلفة في الأساس ؟



غالبيتنا ندرك ان الازمات المتتالية في العراق نابعة من عدم وضع النقاط على الحروف بدقة حقيقية, , والتفسير الخاطيء للدستور, والتعامل مع الاستحقاقات الدستورية بانتقائية وعدم التسلح بالصراحة والموضوعية, والتستر على ما يجري في الأروقة السياسية, وما يوجد خلف الاتفاقات التي تحمل في طياتها الكثير من الاشكالات والتفسيرات المتعددة,
والتي تفسح المجال امام من يريد ان يجيرها وفقا لأفكاره وتصوراته. ولو استندنا على الدستور والقوانين الثابتة في بناء الدولة الحديثة وفي لحظات الخلاف والاختلاف للاحتكام بها, وعززناها بمبدأ التراضي, وحولنا التراضي الى اتفاقات معلنة, سنحكم على نجاح العملية السياسية وعدم اخضاعها الى الاشكالات التي تقضم من الزمن وتضيعها في المساجلات السياسية. العملية السياسية وباعتراف الجميع تعيش في حالة ارتباك وارباك بسبب ما علق فيها من اشكالات وما تواجهها من صعوبات تعترض سبيل اجراء اي تغيير اوتعديل عليها, والدلائل تشير الى استحالة تحقيقه. وعند منح الارجحية للتفاؤل في تجاوز المرحلة الراهنة, حيث الازمات الكثيرة والمعقدة على اشدها، لابد من الركون الى قناعة اضطرارية لابديل عنها في المرحلة الحالية,( بعدما أثبتت تجارب السنوات السابقة عقم النتائج المترتبة على صيغ المراهنات), واللجوء الى حديث وخطاب العقلاء وترك خطاب التطرف والتشنج والتأزيم لكي لا تتطور الامور وتتحول من مجرد كلام وعبث الى شحن وشتم, ثم الى نزاع وصراع وتنازع على الصلاحيات في دولة يفترض انها واحدة ذات نظام ديمقراطي فدرالي اتحادي لها دستور لم يمض على كتابته سوى عدة سنوات ومن صاغه حي يرزق ... وهنا لابد ان نسأل : هل اختلفت النوايا بين الشركاء, ام كانت مختلفة في الاساس ؟ ام ان الطموحات تحولت الى اطماع لايتحملها الوضع الحالي؟ ام كانت هنالك خفايا كجبل الجليد الذي لايظهر الا القليل منه ؟ ما الذي تبدل لكي تنعدم الحلول, والاساليب كلها انحصرت وتحولت الى نفق واحد ومسار مسدود لايحتمل الاستراحة او الالتفات الى الوراء؟ وهل هو حقا نفق التلويح بالسلاح وخيار القوة وفرض الامر الواقع ؟ ام ان الامور والمشكلات جميعها قابلة للحل بمجرد العودة الى ضمير العراقيين وخياراتهم وامانيهم والخروج من هذه الازمات والرضوخ لمطالب العقل ونداء المنطق ؟ مرت الآن عشر سنوات على تحرر العراقيين من الدكتاتورية الفضيعة المتعجرفة التي كانت مدعمة من جيش جرار يفتقد لادنى معايير الوطنية, وشرطة مغلوبة على امرها, واجهزة امنية واستخباراتية قمعية طائشة وتهاوت جميعها تحت اولى الضربات. ولكن الشعب العراقي لم يرو ظمأه بعد من الحرية والديمقراطية، ولم يتأكد بعد أنه وضع الماضي الديكتاتوري الأليم والاستبداد البغيض وراءه وتجاوزه, بسبب محاولات البعض إرجاع الوضع إلى الوراء وزرع الشكوك في كل شيء، اما بتحليلاتهم التخويفية والتي مصدرها الرئيس نظريات المؤامرة، او بتحالفاتهم البائسة مع القوى والجماعات الارهابية, او تضليل الحقائق الراسخة في أذهان الكثيرين. الشعب يختزن في ذاكرته كما هائلا من المشاهد والمواقف المؤلمة وعانى كثيرا من التخندق والاكتواء بالحروب العبثية. فلماذا التهويل وخلط الاوراق والتهور وترك لغة العقل والتعقل ؟.. ولكي لا نكون خارج سياق العصر.. مايجب ان يسود هي لغة وخطاب وحكمة العقلاء وما يجب ان يترك هو اللجوء الى المدافع والدبابات ولغة القوة والعسكرة لانها فاشلة, وان انتصرت لاشهر او حتى سنوات, وهذه حقيقة وواقع ونتيجة عشناها وعرفناها . وعلى العموم خبئت لنا اقدار التاريخ أن نشهد هذه المرحلة من تاريخ شعبنا، وان نعاصر هذا الواقع الجديد وان نرى المستقبل ضبابيا وسوداويا، ودخان الازمات يتصاعد في كل مكان، وان نعيش في حيرة بين ماضي حكمته الديكتاتورية وحاضر نلعنه لان دخان الازمات يتصاعد في كل مكان ولانستطيع فيه التعايش مع المستجدات ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق