الأحد، 24 فبراير 2013

يوم الفقير العراقي


ماجد الكعبي
أنا شخصيا افتخر بالفقر وبحياة الفقراء لأنني منهم ، وأحاول إظهارهم – الفقراء - للناس على أنهم كنز معرفي وأنساني و وجداني كبير وثروة لا تقدر بثمن وعليه يجب أن نحتفي بهم أسوة بكل الثروات التي نعتز بها وهذا دليل على أهمية وتأثير الفقراء في تاريخ وثورات الشعوب التي تحتفل بأيام معينة كيوم المرأة ويوم الطالب ويوم العمال , وكذلك أسوة بالأعياد الوطنية وعيد الحب وعيد الشجرة وعيد الأم . الفقير العراقي يستحق أن نسمي عيدا باسمه لانه عانى ما عانى من تشريد وجوع وحرمان واضطهاد اقتصادي وفكري وجسدي عنيف في زمن النظام البائد وعبر التمرحل الزمني والى يومنا هذا حتى بات اغلب الفقراء خارج حدود تفكير رئيس وأعضاء البرلمان العراقي والمسؤولين , وقد حان الوقت والزمن الذي يكون فيه الفقير جزءا من مسيرة العراق ، ولا بد له من المشاركة الفعالة في رسم معالم المشهد الاقتصادي والمعاشي بمساندة الشرفاء له وعلى كل الُصعد لأنه المترجم الأمين لضمير الأمة.. واعتبار أن الفقير يشغل حيّزا مهما من الفضاء الوجداني والإنساني والاقتصادي, والفقير ليس بالضرورة أن يكون من الذين يفترشون بساط العوز والحرمان ويلتحفون بالسماء , فقد يكون الموظف والعامل والصحفي والمثقف والأديب والسائق والعامل فقيرا ذلك لان كل من لا يملك دارا ودابة وخادما فهو فقيرا . وتقديرا لكل الصبر والتصابر الأصيل واعتزازا بكل الأفواه الجائعة التي تنشد بحب العراق والتي عانت من الجوع والحرمان والمطاردات والاعتقالات وكم الأفواه القسري من قبل جلاوزة كان همهم إسكات كلمة الفقراء كلمة الحق والصدق، أناشد الأستاذ نوري المالكي رئيس وزراء جمهورية العراقي بتخصيص يوم سنوي بعنوان يوم الفقير العراقي وهو عنوان لكل ضمير حي ولكل قيم إنسانية عبرت عن رقي الصبر والتحمل وقصص الفقراء لم ولن تغيب عن أذهان الشرفاء . الفقير العراقي هو الذي دفع حياته ثمنا للحرية النزيهة للتعبير عن ما يمور بداخله أيام كان كل صوت للفقير ممنوع من الجهر بالحق وكل قلم ممنوع من التصريح باسم الفقراء وكل قصيدة يجب أن تجير للطغاة وإلا فلا صوت يعلو على صوت الظلم الذي اتخذوه شعارا لهم آنذاك. فجعل النظام يطارد كل مبدع ومثقف فقير ويحاربه مستخدما معه شتى أنواع الترهيب والتعذيب لمصادرة كلمته النبيلة الشريفة الوطنية المخلصة المعارضة لنهج وفكر الطاغوت.. هي دعوة لان نحتفل سنويا بيوم الفقير العراقي الذي سيكون بمثابة احتفال بالإنسان والإنسانية على حد سواء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق