الأحد، 3 فبراير 2013

شهيدة السيباط وضحايا الارهاب


مبادرة طيبة ورعاية كريمة تلك التي ابداها مجلس الوزراء تجاه ابناء شعبنا في صلاح الدين عندما عقد جلسة استثنائية هناك ولظرف استثنائي اوجدته الفيضانات الاخيرة.
أهم تصرف استثنائي رشح عن الجلسة هو صدور قرار بعدِّ طفلة قرية تل السيباط شهيدة بعد ان لفظت انفاسها البريئة تحت ركام منزلها الذي حطمته السيول.
ليس لاحد ان ينكر ما للقرار من ابعاد انسانية نبيلة، وانا شخصيا ارفع تاييدي للقرار خاصة ان صفة الشهيد (حكوميا) تترتب عليها التزامات معنوية ومادية تجاه ذوي الشهيد تعينهم وتمسح جزءا من همومهم.
ولكن لي ان اتساءل هنا (من باب تذكير المختصين بهذا الشأن) عن الالاف المؤلفة من الذين ازهقت ارواحهم احزمة ومفخخات وسكاكين ورصاصات الارهاب في عموم العراق.
لماذا لا يعدون شهداء في سجلات الحكومة..ولماذا نصر على احاطتهم بمصطلح (ضحايا الارهاب)؟!
ان الطفلة الشهيدة (وهي شهيدة عند الله) قد قضت بحادث طبيعي ليس لاحد ذنب فيه، اللهم الا اذا كانت ضحية تقصير لجهة ما، وهي ايضا طفلة صغيرة لم تكلفها الحياة بعد بهم من همومها ولم تترك احدا تعيله تحت رحمة القريب والغريب.
اما (ضحايا الارهاب) فهم كباش فداء للعملية السياسية التي تنعم اطراف الحكومة والبرلمان بامتيازاتها، أي انهم شهداء (رسميين) مع وقف التنفيذ.
وهم ايضا (لنقل غالبهم) ارباب اسر ومعيلون فعليون لافراد اخرين يعانون الامرين لفقدهم.
وللمعلومة فان اصطلاح ضحايا الارهاب لا يكلف الدولة سوى خمسة ملايين دينار تدفع لذويهم لغرضين فقط هما: مليون لتكاليف الجنازة والدفن، واربعة لتغطية مصاريف مجلس الفاتحة على روح المرحوم، وكلنا يعلم ان هذا المبلغ لا يغطي خسائر أي من مجالس العزاء الشعبية مهما كان فقيرا.
المطلوب اذن ان يشرع قانون (وبأثر رجعي) لاعتبار ضحايا الارهاب شهداء الديمقراطية والعملية السياسية برمتها، وبناءً عليه يقدر المبلغ الذي يستحقه ذوو الشهيد.
ان مبلغ خمسين او مئة مليون لن ينقل الحال الى حال جديد ولن يغير احوال الاسرة التي فقدت معيلها على نحو كبير لكنه سيشعرهم بمودة الحكومة والبرلمان تجاههم ووجود رغبة صادقة لمواساتهم، فضلا عن تقدير رسمي لحجم الخسارة، ورد جميل لمعروف صنعه حماة الحرية (ابناء الشعب المغدورين).
ولا ننسى طبعا تخصيص راتب شهري معقول (لا يقل عن خمسمئة الف دينار) لحفظ عائلة الشهيد من الضياع وصون كرامتها من ان تهان بالتسول في الشوارع والاسواق.
مقالات للكاتب كريم ابو طوق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق