السبت، 9 فبراير 2013

(هم يبجي وهم يضحك)



يشكو المواطنون من تفشي ظاهرة الفساد في مؤسسات الدولة العراقية.والحقيقة الناصعة أن هناك مفسدين وهناك أناس غير مفسدين، لكن الحقيقة تخبرنا بأن (الدنيا لو خليت لانقلبت)،بمعنى أن العراق بجوهره ما يزال موطن النقاء والصفاء بالاداء الوظيفي رغم الجراح التي نتمنى من موظفينا أن يعيدوا الزهو العراقي لحسن تعاملهم مع المراجعين وينجزوا ما ائتمنوا عليه.والمنطق والعقل يقول ليس كل الموظفين فاسدين او يروجون لهذه الظاهرة السلبية في اتجاهها الاجتماعي والنفسي لمجتمعنا وحتى المادي، فالأصل في التعاملات الانسانية أن نحترم القوانين ونطبقها كي يتساوى الجميع امامها. والاستدلال العقلي أن يتبوأ الأجدر الموقع الاداري الاول. لنأخذ على سبيل المثل: أتت إمرأة للخليفة الثاني (رض) وعرضت قضيتها، بانها قد نذرت إذا اتاها ولد تجلس على وتد. ولما انجبت ذلك الولد خافت من العاقبة ،وتصورت انها ستموت ومن بعدها يموت الولد الذي أنجبته، فعرضت قضيتها على الخليفة.ولما احتار .ولم يكن هناك نص قرآني او نص في السيرة النبوية.هذا العجز تم حله حين قدم امير المؤمنين لدار الخلافة، فوجد القوم على غير عهدهم فسألهم ما بالكم؟ فشرحوا له القضية. فقال سلام الله عليه.إذهبي أيتها المرأة واجلسي على ذلك الجبل. ولما لم يفهم كلامه الصحابة والخليفة فكيف تفهم إمرأة!!! فصرخ بهم، قائلا: ألم تقرؤا كلام الله (وجعلنا من الجبال اوتادا)، وحث الأم بالذهاب فهرولت حامدة الله لعظيم تفكير علي (ع) فهلل القوم بهذا الحل الناجع، وقال الخليفة قولته المشهورة : لولا علي لهلك عمر. ما أحوجنا اليوم للاستدلال العقلي لننبه الناس لما يرتكبون من مخالفات دينية ودنيوية. ولنصل لمبتغانا، ونقول همنا يبجي وهمنا يضحك الاعداء. فكيف نحن عراقيون ونتخاصم.. وكيف نحن وطنيون ونلحق الأذى بالعراق وبوحدتنا الوطنية ،أليست تلك هموم تضحك الاعداء وتبكينا وتبكي الاصدقاء. وقضيتنا صغيرة، الاقلية تطالب بحقوقها والاغلبية عليها ايجاد الوسائل القانونية لتنفيذها. ولنقل المجاميع تكمل بعضها لتبني دولة الاصلاح الراشدة .لكن يبقى السؤال كيف نبني وطناً اذا كان الانقسام فينا وصل حد النخاع. أليست تلك مفارقة وهم يضحك المتآمرين على مجتمعنا ووطننا ام أننا نفضل استهداف كل نسيجنا الاجتماعي. من الواضح أننا عراقيون نرفض التفرقة وقوانين بايدن بتقسيم العراق وتحويله إلى مناطق طائفية هي بداية الويلات والانقراض لما نسميه دولتنا العراق. هل فيكم من يعي ما يخطط له الاعداء ؟!!

مقالات للكاتب باسم الجنابي
http://www.beladitoday.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق