الأربعاء، 27 مارس 2013

الخطيب والطعم القطري!؟


يبدو أن رئيس الائتلاف السوري المعارض، معاذ الخطيب، حسم الموقف لصالحه، ليس بفوزه فقط بمقعد سوريا في القمة العربية بل أيضا بإبعاد خصمه الجديد، الذي تريد أمريكا فرضه رئيسا لحكومة بلا وزراء على رأس سوريا، غسان هيتو، ولم تكن ورقة الاستقالة التي لوح بها يومين قبل القمة، والاتهامات التي وجهها لأطراف دون أن يسميها بالاسم، إلا مراوغة للفوز بمقعد سوريا، وقد نجح. فهل دخل الرجل بيت الطاعة السعودي القطري، ولهذا عدل عن قرار الاستقالة؟ وهو الذي قال عند إعلانه الاستقالة: ”من هو مستعد للطاعة سوف يدعمونه، ومن رفض فله التجويع والحصار”، فهل قبض الخطيب ثمن التراجع، وفك عن نفسه الحصار وكفاها شر الجوع؟!
لهجته الواثقة في خطابه الذي ألقاه أمام القمة تدل على ذلك، خاصة وأن صاحب العرس أمير قطر جعله أول المتحدثين، ما يدل على أن صفقة تمت في الخفاء في كواليس القمة، حتى وإن قال أمام القمة: إن شعب سوريا هو الذي سيقرر من يحكمه لا أي دولة في العالم.
لكن بأي حق يمنح حمد مقعد سوريا إلى الخطيب، أو إلى أية شخصية معارضة أخرى؟ أليس هذا خرقا لمبدأ الشرعية ؟ فمسألة تعليق عضوية سوريا منذ سنتين كانت خطأ، وتعمق الخطأ بالدوس على الشرعية بتعويض بشار الأسد، بهيئة، أو بالأحرى بشخص لم ينتخبه بعد الشعب السوري، وما زالت شرعيته حتى وسط المعارضة مشكوكا فيها؟
فإن كان بشار الأسد متهما بقتل الشعب السوري وقمعه، فإن المعارضة هي الأخرى اقترفت العشرات من المجازر، وقتلت أبرياء، ونفذت الإعدام في عزل من دون محاكمة لا لتهمة إلا لكونهم علويين، أو شكت فيهم أنهم مقربون من بشار الأسد، وآخر مجزرة التي راح ضحيتها الشيخ محمد سعيد البوطي وهو يلقي درسا في المسجد.
فهل من حق معارضة دموية أن تقتل الأبرياء وتنسف المساجد وتغتصب الصبايا تحت التكبير والتهليل؟ وهل من حقها أن تحتل مقعد سوريا في الجامعة العربية؟!
ليس غريبا أن تنتهي القمة اليوم بإصدار قرار حتى وإن تحفظت الجزائر والعراق كعادة البلدين اللذين اكتويا بنار الإرهاب، يطالب مجلس الأمن بالتدخل للإطاحة ببشار الأسد، وستعطيه قطر صيغة مقبولة، كأن تغلفه بعبارة وضع حد لمعاناة الشعب السوري، خاصة وأن معاذ الخطيب الذي ارتاح في مقعد سوريا بالجامعة العربية، بدأ يتطلع للمقعد الأممي، مدعوما بالمال السعودي القطري.
لن يفرح الخطيب كثيرا، ولن ينتظر من قطر أن تحقن دماء السوريين، فدورها فقط يقتصر على الفوضى والإطاحة بالأنظمة، ثم تختفي بمجرد تنفيذ هذه المهمة. فأين هو الدعم الذي وعدت به قطر مصر، وأين هي 20 مليار دولار استثمارات التي قالت إنها ستصب في مصر بمجرد انتخابها الإسلاميين؟! وها هي مصر ترزح تحت الفقر وتشحذ قروض صندوق النقد الدولي المشروطة.
وأين هي المساعدة القطرية لتونس، غير سيارات الشرطة ووسائل قمع المتظاهرين التي أرسلتها للنهضة؟!
لا شك أن الخطيب يعي جيدا الدور الحقيقي لأمراء قطر والسعودية، وهم من يقصدهم بكلامه في خطاب الاستقالة. بقي أن نعرف طبيعة الصفقة التي عقدها مع هؤلاء، والأيام الآتية كفيلة بكشف المستور!؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق