الخميس، 7 مارس 2013

النووي الإيراني و الابتزاز الإسرائيلي


مرة أخرى يعود الملف النووي الإيراني إلى الواجهة ضمن عدة ملفات إقليمية ودولية مهمة وشائكة، ولكن ما يدعو للأسف أن هذا الملف لم يعد إلى الواجهة بهدف إيجاد الحل اللازم له،
والذي يتضمن السماح لإيران باستكمال نشاطها النووي السلمي بعيداً عن أي ابتزاز أو ضغوطات دولية، بل عاد في سياق التصريحات الإسرائيلية المحرضة لمنع إيران من الاستمرار بالعمل ببرنامجها للأغراض السلمية وليس العسكرية كما في إسرائيل.‏
التصريحات الإسرائيلية جاءت على لسان وزير الحرب إيهود باراك في افتتاح مؤتمر لجنة العلاقات الخارجية الأميركية- الإسرائيلية «إيباك» في واشنطن، والتي أكد خلالها بأن إسرائيل لن تسمح لإيران أبداً بحيازة أي سلاح نووي، وكأن كيانه بات في موقع يسمح أو يمنع الدول من ممارسة حقوقها، متناسياً أن المنشآت النووية الإيرانية خضعت أكثر من مرة للتفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي قالت في تقاريرها إنه ليس في هذه المنشآت ما يدل على الأنشطة النووية العسكرية.‏
أما إسرائيل لم تقبل ولا بأي شكل من الأشكال أن تُخضع منشآتها النووية للتفتيش، وأصبح العالم أجمع على علم بمخاطر السلاح النووي الإسرائيلي، ومئات الرؤوس النووية التي يمتلكها الكيان الصهيوني ويهدد فيها المنطقة والعالم برمته، وذلك أمام مرأى أميركا والغرب وجميع الدول الرافضة للبرنامج النووي الإيراني السلمي.‏
التركيز الإسرائيلي على إيران باتت أهدافه معروفة، وهي إبعاد أي حديث عن سلاحها النووي وإيهام العالم بأن ثمة خطراً إيرانياً يحدق بالمنطقة ويجب التنبه له، في الوقت الذي يرى فيه حكام الكيان أن أميركا والاتحاد الأوروبي يعزفون على الوتر نفسه نتيجة المصالح المشتركة بين هذه الأطراف، وأقلها ابتزاز إيران وغيرها من الدول لتحصيل الكم الأكبر منها مادياً ومعنوياً، بعد أن تحولت الإدارة الأميركية ومعها أعوانها من الأوروبيين والأتراك إلى جباة ضرائب لصناديق مالهم التي أنهكها الإفلاس نتيجة الأزمات المالية الخانقة التي تعصف بها.‏
أما بالنسبة لإيران فهي من الدول القليلة التي تلتزم الشفافية، ومنشآتها النووية مفتوحة أمام الخبراء من جميع الدول، كما أنها تعمل تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولا يوجد فيها ما يثير الخوف أو يدعو للخطر، وأصبحت الحاجة كبيرة لديها من أجل إيجاد حل لهذا الملف حتى تستطيع الاستفادة منه في المجالات الطبية وتوليد الطاقة وغيرها، ولاسيما أن هذا البرنامج أضحى مشروعاً مهماً على خريطة التطور الإيراني، ولذلك فإن إيران لن تتراجع عما بدأت به، مهما صرحت إسرائيل ومهما فعلت من أجل تحريض أميركا والغرب عليها.‏
http://www.beladitoday.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق