الاثنين، 18 مارس 2013

تذكير أوباما


احسنت منظمة “فلسطينيون من أجل الكرامة” بإعلانها عن تنظيم مظاهرات خلال زيارة أوباما للأراضي الفلسطينية المحتلة في 22 الجاري, تنديدا بدور أمريكا المنحاز للعدو الصهيوني, وبموقفها المعادي لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وخاصة حقه في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني, وحقه في العودة وفقا للقرار الدولي 194.
وأحسنت المنظمات الأهلية الفلسطينية “100 منظمة” بتوجيه خطاب إلى الرئيس الأميركي تستنكر فيه تجاهل واشنطن لوعودها وعهودها ومبادئ حقوق الإنسان التي دائما تتبجح بها, وتتخذها حصان طروادة للتدخل في شؤون الدول الأخرى.
واشنطن المتحالفة مع العدو الصهيوني وقفت ضد إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وصوتت ضد الدولة “المراقب” في الأمم المتحدة, ووقفت ضد قرار مجلس الأمن بضرورة وقف الاستيطان, كونه يخالف القوانين والأعراف الدولية وتصر على حماية الكيان الصهيوني من تبعات مخالفة القانون الدولي من خلال “الفيتو”.
ومن هنا فهذا الدعم الأميركي اللامحدود للعدو ماديا وسياسيا وعلى كافة الأصعدة, هو الذي أغراه لا بل دفعه للاستمرار في رفض الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني, وفي رفضه تنفيذ القرارات الدولية التي تدعوه لوقف الاستيطان والتهويد والانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967.
الشعب الفلسطيني يرحب بزيارة أوباما, ويدعوه إلى الانتصار لمبادئ الحق والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان التي تتبناها أميركا, والتي أعلن هو شخصيا التزامه بها في خطابيه المشهورين في اسطنبول وجامعة القاهرة خلال ولايته الأولى.
وهذا الشعب وهو يتظاهر ويندد بسياسة واشنطن, فإنه يذكر أوباما وهو المطلع على حقيقة الأوضاع في المنطقة والعالم, أنه الشعب الوحيد في هذه الدنيا الذي ما يزال أسير الاحتلال, لأن حليفته إسرائيل ترفض تنفيذ قرارات الشرعية الدولية, وترفض الالتزام بميثاق الأمم المتحدة الذي يدعو إلى انهاء الاستعمار والاحتلال, ويؤكد حق الشعوب في تقرير المصير والاستقلال.
أوباما يعرف أن لا استقرار في المنطقة, ولا سلام حقيقيا ما لم يتم الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية والتأريخية.. حقه في تقرير المصير, وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف, وحقه في العودة إلى وطنه الذي طرد منه قسريا.
ومن هنا فعلى الرئيس الأميركي أن يعرف, وهو لا شك يعرف ويعلم علم اليقين أن الشعب الفلسطيني والأمة العربية كلها لا تكره الشعب الأميركي, بل تكره السياسة الأميركية المنحازة للاحتلال, فلولا هذه السياسة القائمة على دعم الاحتلال الإسرائيلي, لما تجرأت إسرائيل على التنكر للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني, ولبادرت للانسحاب فورا من الأراضي المحتلة والاعتراف بالدولة الفلسطينية.
باختصار...موقنون تماما بأن زيارة أوباما لا تحمل جديدا, ولن تقدم مبادرات لحلحلة الوضع كما صرح وزير خارجيته كيري..وموقنون أيضا بأن استمرار واشنطن بدعم الاحتلال والتنكر للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ورفضها مطالبة اسرائيل وقف الاستيطان ، سيبقي الأمة كلها في حالة عداء مع واشنطن وحلفائها، وسيؤدي حتما إلى تضرر مصالحها في المنطقة مستقبلا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق