الاثنين، 22 أبريل 2013

تدنيس الأقصى .. نهج صهيوني


باستعراض سريع للعدوان الصهيوني على المسجد الاقصى المبارك والمقدسات الاسلامية، نجد أن هذه الاعتداءات ليست وليدة اللحظة، أو الصدفة، بل هي جزء من نهج مرسوم، لاقامة الهيكل المزعوم على أنقاض الأقصى، تجسيدا لمقولة ابن غوريون مؤسس الكيان الصهيوني على ارض فلسطين العربية “ لا مكان لاسرائيل بدون القدس، ولا مكان للقدس بدون الهيكل”.
ومن هنا.. نجد أن أول عمل قام به الجنرال موشيه دايان، وزير حرب العدو بعد سقوط القدس بيد الاحتلال في عدوان حزيران 67، هو تدنيس الاقصى، والمباشرة بالحفريات تحت المسجد، بحجة البحث عن بقايا الهيكل المزعوم، واستمرت هذه الحفريات،منذ ذاك اليوم الاسود ولا تزال ، برغم انها لم تسفر عن اكتشاف ولو فخارة واحدة ، أو العثور على حجر واحد ، من بقايا ما يسمى بالهيكل، لأنه بالأصل غير موجود، فالهيكل لم يبن في القدس ، كما يؤكد عالم الاثار الاسرائيلي البرفسور فلنكشنتاين.
في قمة “كامب ديفيد “ الثانية ظهرت الاطماع الصهيونية في الاقصى والقدس، حينما طالب رئيس وزراء العدو حينها، يهودا براك باقتسام الاقصى “الجزء الاعلى للفلسطينيين ، والاسفل لليهود” وهذا اغرب، أو بالاحرى أوقح طرح شهدته المفاوضات، ما أدى الى فشلها.
وبقي مسلسل الاعتداءات والارهاب الصهيوني مستمرا، فقام الإرهابي شارون بتدنيس الاقصى، حينما دخله وبحراسات كبيرة؛ ما ادى الى انفجار انتفاضة الاقصى وقيام العدو باغتيال الرئيس عرفات بالسم.
ان ما يجري في القدس والاقصى اليوم هو استمرار لهذا النهج، حتى أصبح التدنيس للاقصى عملا شبه يومي، يقوم به ويشرف على تنفيذه وزراء ومسؤولون في الكنيست الصهيوني، مستغلين ما يسمى بالاعياد التوراتية واليهودية لحشد المتدينين الحاقدين ورعاع المستوطنين، ودفعهم لاقتحام المسجد لترويع المصلين وارهابهم، وقد تزامن هذا الارهاب المنظم مع اقامة عدد من الكنس التوراتية حول الاقصى، وهدم القصور الاموية، والمباني الوقفية المحيطة بالمسجد، والتلة المغربية، لتوسيع ساحة البراق، والتي يطلقون عليها “حائط المبكى” زورا وبهتانا.
وفي السياق نفسه فلا بد من ابراز الصورة المشرقة لاهلنا المرابطين في بيت المقدس واكناف بيت المقدس، وفي الجليل والمثلث والنقب، الذين يهبون لحماية الاقصى والمرابطة فيه لصد عدوان المستوطنين بصدورهم العارية.
باختصار... مسلسل تدنيس الاقصى لن يتوقف، وسيستمر ويتصاعد لأنه جزءٌ من استراتيجية العدو لارهاب المصلين ودفعهم للقبول باملاءاته، وهو لن يتحقق-ان شاء الله - بصمود وتضحيات اهلنا المرابطين في اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق