الخميس، 25 أبريل 2013

مـَن هو خصم مادورو ؟


عندما يرفع النشطاء الفنزويليون المؤيدون لمرشح الرئاسة انريكي كابريليس رادينسكي، يافطة تحمل عبارة: “أوباما، بيريز، هبوا لنجدتنا” . وتنشر الصحف الأوروبية هذه الصورة، من دون أي تحفظ، فإنه لا بد لك وأنت المعني مباشرة بأوباما وبيريز، بكل التحولات السياسية في أية ساحة ذات علاقة بالولايات المتحدة و”إسرائيل”، أن تبحث عن هذا المرشح المستنجد بهما، وعن الحزب السياسي الذي يمثله . خاصة على ساحة طالما كانت المواجهة عليها هي من الأكثر شراسة بين أتباع الولايات والمتحدة والبوليفاريين المناضلين من أجل استقلالية قرارهم عنها . تبحث وتجد بسهولة - إذا ابتعدت عن الإعلام الرسمي - معلومات عن رجل يهودي يميني متطرف وحزب أسسه الحزب الجمهوري الأمريكي. على موقع بحثي بلجيكي تجد أنه: في عام 2000 أسس انريكي كابريليس وليوبولد لوبيز حزب بريما جوستيسيا، بدعم مالي من اليو إس إيد USAIDI من المعهد القومي للديمقراطية National Endowment for Democracy (NED)، من المؤسسة الجمهورية الدولية International Republican Institute (IRI) وبمشاركة خبراء من الحزب الجمهوري الأمريكي، خاصة في مجالي التنظيم الإداري و وضع ستراتيجيات الإعلام . وفي هذا العام عادت “يو إس إيد” لتجدد دعمها، بمناسبة الانتخابات بمنحة قيمتها خمسة ملايين دولار .
أما بطاقة زعيم الحزب الرجل الذي تريد واشنطن فرضه بالقوة على الفنزويليين فهي التالية:
ولد زعيم “بريمو جوستيسيا” في كراكاس عام 1972 لعائلة من الأكثر ثراء ونفوذاً في فنزويلا . من أصل روسي- بولوني يهودي . أمه مونيكا كريستينا رادونسكي بوشينيك تملك مجموعة ضخمة من دور السينما . والده هنريك كابريليس غارسيا ينتمي إلى عائلة يهودية هولندية معروفة في كروساوو . وتملك كل من الأسرتين أسهماً مرتفعة في عدد كبير من وسائل الاتصال، من المصانع، في قطاع الخدمات وقطاع العقارات .
تخرج في جامعة كولومبيا في نيويورك، يظهر اسمه في أرشيف وزارة الخارجية الأمريكية التي نشرتها وثائق ويكيليكس بخصوص العملية ضد السفارة الكوبية في كراكاس وفي اغتيال المدعي العام دانيلو اندرسون . وتكشف الوثائق عن تعاون وثيق بينه وبين السفارة الأمريكية . كما تقول إن كابريليس، الذي يشغل الآن منصب حاكم ولاية ميراندا، متورط في عدد من كبير من المؤامرات التي لم يكشف عنها النقاب بعد .
خلال أحداث الانقلاب العسكري على حكومة شافيز في 12 إبريل/ نيسان 2002 اعتدت مجموعة من المتظاهرين على سفارة كوبا في فنزويلا، بقيادة سلفادور روماني وريكارو كوسلينغ، المعروفين بتورطهما بأعمال إرهابية . ولم يلبث أن انضم اليهما كل من كابريليس، الذي كان رئيساً لبلدية باروتا، حيث تقع السفارة، وهنري لوبيز سيسو الذي كان رئيساً لجهاز المخابرات والحماية أيام حكم اليمين الحليف لواشنطن قبل الثورة . قام المتظاهرون بتطويق السفارة وقطع الكهرباء والتموين وتدمير جميع السيارات ومنع الديبلوماسيين من الخروج . غير أن مصوراً صحفياً تلفزيونياً نجح في التقاط شريط كامل يبدو فيه كابريليس وهو يصعد السلالم، ويقفز من فوق جدار السفارة ويدخل ليهدد السفير جيرمان سانشيز اوتيرو بتصعيد العنف إذا لم تسلم السفارة موظفين فنزويليين كانوا يختبئون فيها. من جهة ثانية منع كابريليس، بصفته رئيساً للبلدية رجال الأمن من التدخل لإنهاء العنف، كما رفض بعد انتهاء العملية إجراء أي تحقيق، بل أصر على تفتيش السفارة خلافاً للقوانين والمواثيق الدولية . كذلك تورط كابريليس في اختطاف واحتجاز وزير الداخلية والعدل رومانو رودريغيز شاسين، وفي الاعتداء على منزله .بعد فشل محاولة الانقلاب كلف المدعي العام أندرسون بالتحقيق في ما حصل، حيث أحيل إليه 400 ملف. وبناء على ذلك أصدر في 16 مارس/ أذار مذكرة توقيف بحق كابريليس بتهمة انتهاك القوانين الدولية وانتهاك حرمة الممتلكات الخاصة واستغلال السلطة. وعليه تم اعتقال كابريليس ثم أطلق سراحه بكفالة في سبتمبر/ أيلول . وفي 18 نوفمبر/ تشرين الثاني قتل المدعي العام بمتفجرة وضعت في سيارته. السلطات الفنزويلية نشرت قائمة بالمتورطين في التحريض على العملية وتنظيمها، من بينهم: سلفادور روماني وهو محام كوبي معارض، نيلسون ميزرهان من مالكي المجمع الإعلامي “كلوبوفيغن”، الصحفية باتريسيا بوليو، الجنرال اوجينيو انيز، وهنري لوبيز سيسكو وجواكيم شافارديه، وهم ضباط الاستخبارات اليمينية المعروفين بالاشراف على التعذيب، ومن خريجي مدرسة المخابرات الأمريكية المعروفة بمدرسة الأمريكتين . وكلهم هربوا إلى ميامي. وكلهم على علاقة وثيقة بكابريليس.
مقالات للكاتب د. حياة الحويك العطية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق