الأربعاء، 10 أبريل 2013

من أين تأتي نظرية الأدب؟


على الرغم من كل تداعيات الواقع والخراب الاقليمي والعولمي الزاحف ظلت بغداد كطائر العنقاء الذي يركل دوما الرماد ليتوهج من جديد فبغداد ذات قدر ثقافي يلازمها منذ الازل والى الابد وفي بلد كالعراق تشكل الثقافة فيه الملمح الابرز والاداء الأبهى وفي ذروة الذاكرة الثقافية والمذاكرة المعرفية ليس سوى العراق يقترن ابداً بكل بهاء الفكر والتفرد الجمالي والحضاري وتظل بغداد منارة العقل العربي وسيدة القصائد وموئل الابتكار مهما اشتدت عليها الخطوب فوجع التاريخ هو صانع الجمال وصيرورة الفكر والتسامي والثقافة العراقية هي ثقافة رفض وخلاص وتأشير وليس مجرد ايقونات وأجناس بلاغية وشعارات مؤدلجة فولاء الوطن يقترن بولاء الأبداع .
ربما يكو ن هذا الأستهلال نوعاً من الاحتفاء ببغداد وتتويجها عاصمة للثقافة العربية والجميع يدرك – عرابا وعراقيين – أنها مدينة لاتكترث بالامارة الرسمية.
في عاصمة للروح والعقل والأرادة العربية منذ كانت البوابة الاولى لملتقى الحضارات ودور الترجمة وهي تبتكر الف وتحتضن عمالقة وقمم الشعر من المتنبي حتى ابن المعتز، لقد تحولت بناية وزارة الثقافة الى جامعة أبداعية ومجد متسامي لكل المثقفين، فقد كان المكان مهجوراً لاأحد يصل أليه وفجأة تحول عكاظ يؤمه المسرحيون والروائيون والموسيقيون ومبدعوا المنافي ومبدعو الوجع الداخلي وتتقاطر في أستعلاماته دور النشر المختلفة والوفود الأجنبية والعربية تحت إيقاعات الفرقة السمفونية العراقية.
لانريد أن نعيد انتاج مصطلح (الجنود المجهولين) فليس هناك مبدع ومجتهد يظل (مجهولا) ومن باب الانصاف والموضوعية والاحتفاء بما يصنع المخلصون لابد من وقفة إجلال وايماءة عرفان الى كل الذين صنعوا مجد هذه الإحتفالية الكبرى التي تم الشروع بها وستظهر كل اشكال الابداع والجمال خلال عام كامل.
وعلينا ألا نخجل او نتردد أن نسمي الإبداع بإسمه وننسب التعب والرعاية الى أصحابها ..
وقد لمسنا هذه المعطيات وفق التماس والتجربة وليس عبر الأشاعة والتلفيق .. لقد تمثل طاقم الوزارة بكل كوادرها وتحولت الى ورشة للعمل ليلا ونهارا واحتوت كل المبدعين ولم تهمش أحداً ولم تهمل طيفأً او لونا أو شكلاً أبداعياً .. أفلام ومسرحيات ومعارض وكتب ومؤتمرات واناشيد.
في أعلى الهرم يتابع السيد الوزير سعدون الدليمي كل هذا الحراك بهدوئه ومتابعته الدقيقة وتحولت مكاتب السادة الوكلاء الى ساحات وورش عمل يتنقل فيها المبدعون بدءاً من مكتب الأستاذ طاهر الحمود والأستاذ فوزي الأتروشي وألى مكتب الوكيل الاستاذ مهند الدليمي ومكتب الأستاذ حامد الراوي المستشار الثقافي وكذالك لايمكن اغفال جهود السادة المديرين العامين وصولاً الى الكادر الاداري والمالي.
لابد من الوفاء لهم ولابد من الاشادة، فالمثقف الحقيقي ليس صورة دائمة للنقد وهوس التقاط الصغائر نحن نتحدث عن نظرة استراتيجية بعيدة والاهداف الكبيرة وغاياتها السامية لاتتأثر أو تقاس بالنتائج والهفوات غير القصدية. تحية الإبداع لجميع رموز هذه الإحتفائية المعرفية وهذه الهالة التي سطعت واعادت لبغداد بهائها التاريخي بوصفها مدينة عصية على النسيان ولمدينة تبتكر الرؤى والجمال والفكر وتضع قدرها بابداع وجهاد متفرد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق