الاثنين، 1 أبريل 2013

أزمة سورية أم إقليمية ؟!


سواء نجح النظام السوري في ذلك، أم أن وقائع ومعطيات الصراع نفسها قادت إلى الوضع الراهن، فإن ما تشهده سورية اليوم لم يعد أزمة سورية خاصة أو داخلية بقدر ما هي أزمة إقليمية - دولية أو صارت كذلك.. وبالتالي لم تعد قابلة للحل بتوافق أو بحسم عسكري من قبل الأطراف السورية نفسها، ولم تعد قضايا مثل استقالة أو تنحي الأسد قضايا أساسية.
والمرجح أن الأسد باق لمدة أطول مما يعتقد بعضهم، بانتخابات رئاسية مبرمجة أو متفق عليها أو مؤجلة، فقد استقرت قبضته على المفاتيح الأساسية من الجيش إلى العاصمة ومجالاتها الحيوية، فضلا عن المزيد من تصلب مواقف روسيا والصين ودول فاعلة في البريكس، وعن اتساع القلق الإقليمي والدولي من فلتان الوحش الإرهابي التكفيري..
أما أنها أزمة إقليمية - دولية فذلك واضح عند كل الأطراف، سواء برغبتها أو رغما عنها أو بتحريض عواصم معروفة.. فمن استقالة ميقاتي في لبنان إلى الضغط الأمريكي - النفطي المتواصل على الأردن، إلى زيارة اوباما وبناء جبهة تركية - صهيونية، إلى زج الأكراد في الأزمة.. الخ.
وهو ما يعني أن الأزمة السورية صارت شديدة التشابك مع كل الملفات الساخنة في المنطقة.. فمن الملفات التي تقلق تل أبيب مثل حزب الله والمشروع النووي الإيراني - إلى ملف التسوية والقضية الفلسطينية وموقع الأردن فيها، إلى ملف خطوط الغاز والنفط إلى المناخات والأدوات المتشابكة التي تستخدم في هذه الملفات مثل التجييش الطائفي والجهوي.. ومثل الأكراد وغيرهم..
كل ذلك يؤشر على أنه من الصعب جدا، تناول ملف أو قضية أو أزمة بمعزل عن الملفات والأزمات الأخرى، ويؤشر أيضا على أن الحريق السوري كما تنبأ الرئيس السوري، سيمتد إلى كل المنطقة، وعندها فالحرائق قد تتواصل مقدمة لمؤتمر إقليمي - دولي يعالج كل الملفات المذكورة، على غرار المؤتمرات التي أعقبت الحرب العالمية الأولى والثانية، مثل لوزان أو يالطا..
والملاحظ فيها جميعا أن روسيا وأمريكا كانتا الأكثر حضورا ونفوذا، وأن الأكراد كانوا أداة بيد غيرهم، فقد انتهت أحلامهم في لوزان 1923 وسقطت جمهورية مهاباد برمشة عين بعد يالطا 1945 كما تم تحجيم تركيا وفقدت سيادتها المطلقة على ممراتها البحرية والبرية وظلت بريطانيا وفرنسا على هامش القوى الكبرى، روسيا وأمريكا.. وظلت سورية هي سورية...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق