السبت، 4 مايو 2013

روهي - ناجياً في بورما


وصلتني رسالة من صديق في تامبا - فلوريدا يقول فيها « كنت اتمنى لو كانت الاقلية البورمية المسماة « روهي- ناجيا « من ابناء الديانة اليهودية لتحركت الة الاعلام الصهيوني لتنتصر لهم لما يتعرضون له من إبادة جماعية على ايدي الجيش البوذي البورمي بحجة التطهير العرقي للتراب الوطني. وكان من المتوقع ان تطالب اسرائيل الجمعية العامة للامم المتحدة باتخاذ قرارات تدين الحكومة البورمية على جرائمها ضد الانسانية كما حصل مع يهود الاتحاد السوفييتي وشارانسكي قبل ثلاثين عاما.
ولو كانت طائفة الروهينجيا من المسيحيين وعلم العالم ما فعله البوذيون من مصادرة املاك ومنازل ومزارع نصف مليون من ابنائها ثم تجريدهم من الجنسية وطردهم الى دول الجوار، لقام الفاتيكان باصدار بيانات الإدانة والشجب، ولتحرك الرأي العام العالمي ضد الحكومة في ميانمار ولفرض عليها اشد العقوبات السياسية والاعلامية والاقتصادية كما حصل في السودان مع قبائل الدنكا والنوير في جوبا التي نالت استقلالها قبل عام واحد لتتخلص مما زعموه من اضطهاد مسلمي الشمال السوداني لمسيحيي الجنوب.
قامت المجموعة الاوروبية في 22/ 4/ 2013 برفع العقوبات التي فرضتها على بورما لمخالفتها قواعد حقوق الانسان. واشار بيان الاتحاد، وبنبرة خجولة هامسة، الى ما تعانيه الاقلية المسلمة من تمييز ضدها واضطهاد لابنائها.
ومن المخجل المعيب ان نلوم دول الاتحاد الاوروبي عل بيانهم الخجول إذا عرفنا ان دول العالم الاسلامي لم تتحرك قط لفرض العقوبات على بورما بعد ان ذاعت انباء المقابر الجماعية للشباب الاسلامي في بورما عندما قاوم حملات الجيش الرسمي لتهجيرهم من اوطانهم.
يبلغ عدد المسلمين في بورما 3.4 مليون مواطن من مجموع عدد السكان البالغ ستين مليوناَ, ويُعاقب كل مسلم يُـنجب اكثر من اثنين على ايدي السلطات العسكرية التي تعترف منظمة هيومان رايتس ووتش بأن حكومة بورما تمارس اسوأ نظام قمعي تسلطي تعسفي في العالم كله، وللمسلمين تأريخ قديم في تلك البلاد منذ أن وصل اليها الداعية الهندي الشيخ روحي ناجي الندوي قبل خمسمائة عام واصبح يُطلق على اتباعه لقب « روهينجا « نسبة اليه.
وعندما نشر السيد سراج الاسلام كتابه A Handbook of Terrorism and Insurgency in South East Asia. عام 2007 عن تهجير نصف مسلمي بورما لم يكترث المسؤولون في الدول الاسلامية بل على العكس من ذلك تعرضت مخيمات النازحين الى دول الجوار الى حملات من البطش والتنكيل من اخوانهم في الدين.
وقد أذاعت هيئة الاذاعة البريطانية يوم 20/ 6/ 2012 ان الرهبان البوذيين ومعهم اتباعهم من المواطنين قد طردوا تسعين الف مسلم من منازلهم ومزارعهم واجبروهم على النزوح الى دول الجوار بحجة المحافظة على نقاء الهوية البورمية في ميانمار.
قبل عشرة ايام صدر بيان المجوعة الاوروبية برفع العقوبات عن بورما، وقبل يومين بعث قادة المسلمين الروهينجا استغاثتهم الى الجامعة العربية،
وكما قال الشاعر عمرو بن معد يكرب قبل 1434 عاما لقد أَسمعتَ لوناديتَ حيّاً .. ولكن لا حياةَ لمن تُنادي .. ولو نارٌ نفختَ بها أضاءت .. ولكن أنتَ تنفُخُ في رَمَادِ .
مقالات للكاتب دزموسى الكيلاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق