السبت، 18 مايو 2013

تفجيرات بغداد .. مسؤولية مـَن ...؟


شهدت مدن بغداد قبل أيام تفجيرات عديدة، لا نريد إن نسمّيها دامية كما اعتادت وسائل الإعلام تسميتها، بقدر ما أردنا إن نحدد المخاطر التي تحيط بالمواطن العراقي في ظل هذه التفجيرات والتدهور الأمني المتردي، ما بين السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة، وكواتم الصوت وعمليات الاختطاف المتكررة، وعلى الرغم من هذا نسمع التبريرات المتكررة من قبل المسؤولين والتي أصبحت ممجوجة إلى حد كبير، فهذا يقول اختراقاً أمنياً وفقدان الخبرة الاستخباراتية.. وآخر يظهر على الفضائيات كنجم من نجوم هوليوود، ويضع تبريره على القاعدة والبعث وجهاز السونار الفاشل، من دون إن يدرك أهمية الأرواح التي زهقت بيد هولاء الأنجاس، لأنه يجهل الحلول الاستثنائية والمعالجات الحقيقية التي كما يبدو عقيمة، لان أغلب من يعمل في السياسة والأمن منشغل بالأزمات والمشكلات المتصاعدة شكلاً ومضموناً والتي إذ أحصيت لوجدنا إن العراق يحصد الأرقام القياسية بها وربما يأخذ المرتبة الأولى، وكل ذلك والجميع لا يفقه ما يحدث ويخفي تشخيص نقاط الخلل وشرح ما يجري، ولا يدرك جدياً المستقبل المجهول للعراق والمحفوف بمخاطر المؤامرات من جهة والتدخلات الخارجية والخلافات بين السياسيين وعدم إقرار البرلمان لجملة من القوانين المهمة والمزاجية والمصلحة الشخصية في الإصرار على إقرار بعضها، والتغافل عن البعض الآخر من جهة أخرى، وبين كل ذلك أضحى المواطن يعيش في دوامة عدم الاستقرار والعنف الذي تعددت إشكاله ما بين العنف الاقتصادي والاجتماعي والعرقي والطائفي، الذي أسهم في تمزيق النسيج النفسي والاجتماعي للواقعية المجتمعية، مما جعل حالة من التأزم المزمن وكل ذلك والسكوت يخيّم والعذر لا يشفي الغليل وما مطلوب الآن، هو المكاشفة أمام الإعلام وإظهار ما هو مخفٍ خلف الكواليس، واحترام قدسية الإنسان وفضح العدو الحقيقي ومحاسبته أمام القانون، وتجنب التستر على مرتكبي الإعمال الإرهابية والإجرامية الذين نسمع بإلقاء القبض على بعضهم في قبضة القانون دون إن نرى لهم صوراً أو لقاءً تلفزيونياً يبين حجم ما أرتكبوه من جرائم بشعة بحق الأبرياء من أبناء الشعب العراقي المظلوم، وكل ذلك ولا نلمس سوى الصمت والاكتفاء بالتعازي لعوائل الضحايا ومحاولة إسكاتهم بما يسمى (التعويضات) والوعود الكاذبة باستتباب الأمن، لذلك ينبغي على المعنيين في الأمر الأخذ بالحذر والحيطة بما ستؤول إليه الأيام، ونطالب الجميع بتحمّل مسؤولية ما يتعرض له المواطن من عمليات إرهابية منظمة ومنسقة، وتجنب الاحتراب والسعي لحل الأزمات بالحوار العقلاني لا الطائفي، لان بوادر تغيير غير مرغوب فيها، قد تلوح في سماء العراق وهذه المرة لن تكون مثل ما يطلق عليها ثورات الربيع العربي (الفوضى الخلاقة) بل ستكون ثورة الصيف العراقي.
نلقاكم..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق