السبت، 25 مايو 2013

دعاة التقسيم ..بين المذهب و بإيدن


أطلق بعض السياسيين في المدة الأخيرة صيحات كبيرة والمتضمنة إقامة الأقاليم على أساس المذهب، ويبدو ان هؤلاء الذين يمثلون أدواراً سياسية رئيسة أكثر مما هي ثانوية، راحوا يطبقون سيناريو بإيدن السيئ الصيت بالحرف الواحد، متناسين مخاطر هذا المشروع القائم على الطائفية وهو ما يرفضه كل عراقي غيور، لان هذا المخطط رُسم و وُضعت معالمه خارج الحدود لإشعال الفتنة بين العراقيين وعلى الجميع تحمّل المسؤولية لاسيما الحكومة والبرلمان وكل السياسيين الذين انشغلوا بالمهاترات والتصريحات الإعلامية التي أسهمت في تأجيج الشارع مرات عدة، والدعوات المتكررة للتقسيم التي أخذت اتجاهين، اتجاه قائم على تقسيم العراق مذهبياً، واتجاه آخر ينحدر إلى دويلات صغيرة متمثلة في بغداد والبصرة والموصل أيام الاحتلالين العثماني والبريطاني، وهكذا يستمر المشروع ليأخذ كل مكونات الشعب وطوائفه من دون لحمة تذكر ومذهب يقدر، لان الخارطة ستكون بالقتل والفوضى الخلاقة التي تركها الاحتلال الأمريكي للعراق وتداعيات عامي 2006- 2007 ومن هنا نقول، إن الوقت قد حان للابتعاد عن المجاملات السياسية، ومحاباة طرف على حساب طرف آخر وإلا ماذا نسمّي المشاركة الواضحة لإحدى النائبات في مؤتمر ترعاه تركيا فيه كل المطلوبين للقضاء العراقي وما تمخض عنه من توصيات جريئة تمس بأمن وسيادة العراق، وكل ذلك والبرلمان صامت وكأنه في مسرح (البانتومايم) لا يسمح له بالحركة إلا بالمشاريع المزاجية لان الإيماءات تكفي، وربما الجميع يضع في حساباته ما هو مطلوب منه من قرارات صريحة و واضحة بحق كل من تسول له نفسه المتاجرة باسم العراقيين والتحدث باسمهم، والتي أصبح الكثير من ممتهني السياسة يمارسونها دون حياء، كالوقوف على المنابر والتحدّث باسم المتظاهرين وكل ما يريدون من مطالب مشروعة أو حضور مؤتمرات برعاية تركية أو قطرية وببواطن إسرائيلية وأمريكية بامتياز، ومع كل ذلك نسأل ما الذي حدث وانقلبت معايير العملية السياسية، حتى تحظى بكل هذه المؤامرات والمخططات الهدامة لمشروع النظام الديمقراطي الجديد في العراق والقضاء على النسيج الاجتماعي، هل السبب في الخلافات السياسية المستمرة دون توقف أم في الصراع على الكراسي وحصد المناصب أم إن السبب أكبر من ذلك ؟ لا نريد إن نتحدث لان الحديث طويل، والأسباب عديدة وأغلبها معروفة للقاصي والداني، والمواطن البسيط بات يدركها ويعرفها ولا نقول سوى الله يكون بعون العراق والعراقيين بهذا البلاء والمرض المزمن.
نلقاكم..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق