الأحد، 5 مايو 2013

اوقفوا القتل


ما تزال ماثلة أمامي صورة اولئك الأشخاص الثلاثة الذين قتلوا في ظهيرة يوم الاربعاء الماضي في ساحة الاندلس ببغداد، خاصة عندما قام رجال الشرطة بنقلهم من سيارتهم الخاصة التي قتلوا فيها الى سيارة أخرى تابعة للشرطة وهم مضرّجون بدمائهم لغرض ايصالهم الى دائرة الطب العدلي.
وحينها قلت مع نفسي: كيف يستطيع الانسان ان يقتل أخاه الانسان؟ واذا كان هناك من يجرؤ على ارتكاب تلك الجريمة البشعة تحت ذرائع واهية وشعارات فارغة أو على وفق قاعدة (افعل ما تريد ثم فتّش عن الأسباب والمبررات) التي تتكرر في كل مكان وزمان، ولكن كيف يستطيع العراقي ان يقتل اخاه العراقي وهما ينتميان الى وطن واحد عاش فيه آباؤهم وأجدادهم منذ آلاف السنين ؟. ان كل الجرائم التي يرتكبها الانسان يستطيع تداركها أو اصلاحها في وقت لاحق؛ إلا جريمة القتل... فمن يسرق مثلاً، يمكنه إعادة ما سرقه من الآخرين اذا أراد أن يتوب ويصبح إنساناً سوياً، لكن ذلك لا ينطبق على القتل... اذ من المستحيل إعادة الحياة الى الموتى كما هو معروف.
ان الحوار والتفاوض هي اللغة التي يجب ان يعتمدها الجميع في حل الخلافات، وهي تؤدي الى ضمان الحقوق وافشاء السلام في عموم البلاد، على عكس استخدام العنف والقتل الذي يؤدي الى ضياع الحقوق وخلط الأوراق ويولّد المزيد من الخلافات والصدامات.
وما التصعيد الأمني الذي تشهده البلاد منذ نحو أسبوعين، والذي نتج عنه العشرات من الشهداء والجرحى، إلا دليل على ان الحوار هو الطريق الأمثل والوحيد لحل الخلافات والمشاكل العالقة بين الأطراف السياسية المختلفة.
خلاصة القول انه يجب على جميع رجال الدين والسياسيين وقادة الأحزاب وصنّاع الرأي العام وغيرهم من العقلاء، العمل بشتى الوسائل والسبل وتقديم المزيد من التنازلات لايقاف ماكنة القتل اليومي التي يتعرّض لها العراقيون في كل مناطق ومدن البلاد طيلة السنوات العشر الماضية.
http://beladitoday.com/?iraq=%C7%E6%DE%DD%E6%C7-%C7%E1%DE%CA%E1&aa=news&id22=7145

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق