الثلاثاء، 7 مايو 2013

التجنيس السلوي


تباينت ردود افعال اهل الشأن السلوي بين مؤيد ومعارض حيال التصريح الذي ادلى به مدرب منتخبنا الوطني فكرت توما ومطالبته بالتجنيس اذا ما اردنا البحث عن انجاز يعيدنا الى العصر الذهبي للسلة العراقية في عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. واعتقد ان لكل منهم رأيه الخاص وعلينا احترام وجهات نظر الجميع مادام الكل يبغي ويريد عودة السلة الى مجدها التليد على الرغم من اختلاف وطرق الوصول الى الانجاز, فالمعارض يرمي الاخفاق السلوي في الاستحقاق الخارجي بذمة المدربين محملا اياهم مسؤولية اكتشاف المواهب وهو صائب في ما قاله الى حد كبير أي ان هناك مواهب وطاقات شبابية واعدة تحتاج الى من يكتشفها ويقدمها الى عالم الشهرة والنجومية بغية الوصول للانجاز غير ان مدربينا السلويين نهجوا منهج اخوتهم في كرة القدم بعد ان علقوا مهمة الكشاف على رفوف النسيان وفضلوا الجلوس في بيوتهم كي تصل اليهم الموهبة وتطرق بابهم مستأذنة الدخول لتقدم ولاءات الطاعة والاحترام كي تأخذ فرصتها.
أما الطرف الثاني (المؤيد) لما قاله المدرب توما والغريب في الامر ان ذلك التأييد يأتي ممن هو يمثل اتحاد السلة ويا ترى هل هي وجهة نظر شخصية أم ان ما ذهب اليه يمثل رأي الاتحاد كله وحتى وإن افترضنا جدلا ان ما قاله امين سر الاتحاد يمثل رأيه الشخصي الا انه فيه مردودات سلبية على اتحاده فضلا على انتقاصه من المدربين في كلامه هذا إن كان يدري أما اذا كان لا يدري فهذه مشكلته، كما أن تصريحه يعني خلو ملاعبنا السلوية من الطاقات الشبابية والمواهب الواعدة ونحن نختلف معه في هذا الجانب الى درجة كبيرة، اذ ان مباريات الدوري قد كشفت عن امكانات فنية مبدعة تستحق من يصقلها كي تبدع وتتألق، علما إن اللاعب كما عرفاه وسمعناه وشاهدناه (عجينة بيد المدرب) يفعل بها ما يشاء ومتى ما يشاء لتخرج ناضجة طازجة. اما الطرف الثالث فقد حمل اتحاد اللعبة مسؤولية قتل واخفاء المواهب نتيجة سياسته غير المنهجية وتخطيطه غير الصحيح بعد ان سمح بفتح الباب على مصراعيه امام اللاعبين المحترفين وهو خطأ كبير ستكون عواقبه وخيمة على سلتنا في المستقبل القريب، واعتقد ان هذا الرأي فيه مبالغة كبيرة اذ ان بعضا من المحترفين كانوا مكسبا كبيرا لفرقهم والكل يشهد على ما فعله محترفا الكهرباء في خطف لقب الدوري هذا على سبيل المثال ولاننسى جهود المبدعين من الوجوه الشبابية المتميزة ودورهم في الانجاز المحلي. ولايسعنا في ختام القول الا ان نقول: ان معضلة الاخفاق السلوي يتحمل مسؤوليتها الاولى والاخيرة بعض من المدربين الذين نضب عطاؤهم واصبحوا في خبر كان عن كل ما يدور من خطط وطرق واساليب لعب حديثة ليعلقوا الانجاز على شماعة التجنيس.
مقالات للكاتب حسين الشمري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق