الاثنين، 6 مايو 2013

احتراف التدريب


عادت من جديد نغمة المطالبة بتفضيل المدرب المحلي على نظيره المحترف وتحديداً الاجنبي على سطح الأحداث الرياضية للشارع الرياضي.
لا أحد يختلف على ان هناك مدربين محليين اكفاء تركوا بصماتهم ليس في الدوري المحلي حسب بل حتى في الدوريات العربية التي عملوا فيها عبر خطف لقب الدوري ولا نريد ان نقول ان اليوم لا يشبه الامس في العملية التدريبية لانها هي نفسها في كل بقاع العالم غير ان الفارق يقف عند الامكانات الفنية والعقلية التدريبية التي يتمتع بها هذا المدرب عن سواه من اقرانه من خلال مواكبته لاساليب وطرق التدريب الحديثة التي يتعامل بها مدربو المنتخبات والأندية العالمية وهذا ما نلاحظه من خلال متابعتنا لدوريات العالم، علماً بان معظم مدربي منتخبات العالم أو الأندية العالمية الكبيرة هم ليسوا من ابناء البلد الذين يعملون فيه.
اذا من حق أي نادٍ ان يختار المدرب الانسب له أو حسب ما تراه ادارة هذا النادي أو ذاك في ضوء دراسة مستفيضة لامكانات المدربين المطروحة اسماؤهم على طاولة النادي لغرض اختيار الأفضل منهم غير ان العمل بهذا النظام أو الاستراتيجية مرفوض في دورينا لان اختيارات المدربين تأتي على ضوء العلاقات والمجاملات والمحسوبية والادلة كثيرة جدا في هذا المجال، فهناك فرق غيرت جلد مدربيها لاكثر من ثلاث مرات أو مرتين، من دون ان تستقر على مدرب واحد، إلا في استثناءات بسيطة لا تزيد على عدد اصابع اليد الواحدة، ويكمن السبب في الاختيارات غير الصحيحة التي جاءت على وفق معايير وأسس غير منطقية لتأتي النتائج سلبية بلا أدنى شك.
نحن هنا لسنا بصدد التهميش أو الاقصاء للاطاحة بالمدرب المحلي، وهذا الكلام لم يأت عن صرخة عواطف أو اطلاق كلام في الهواء أو رأي مجرد وخال من محتواه الفني بل هي حقائق وقرائن يجب لكل منصف ان يقف أمامها بتمعن، ان البعض من المدربين المحترفين وتحديدا السوريين قد نجحوا مع انديتنا المحلية وآخرها حسام السيد وكيف تمكّن من قلب موازين كرة الجوية بعد ان جمع عشر نقاط في أربع مباريات بعد ان كان الجميع يرى ان فريق الجوية خارج حسابات المنافسة أو التنافس حتى على المركز السادس أن لم نقل أكثر قبل وصول السيد.
وهذا الكلام لا يعني ان كل مدربينا المحليين خارج نطاق التغطية بل للحقيقة نقول ان لدينا مدربين يمتلكون امكانات تدريبية متميزة غير انهم لم ينجحوا مع أنديتنا لأسباب مختلفة فنية وأخرى ادارية ومنها الخلل في نوعية اللاعبين أو خواء ميزانية النادي ولم تسعفهم في تحقيق مبتغاهم، فضلا على سماحهم لتدخلات ادارات الاندية في عملهم، وهذا ما يسهل من اقالتهم أو استقالتهم في اقرب اخفاق.
ولا يسعنا في ختام الحديث إلا ان نقول للأسف الشديد ان بعضاً من المدربين يرمي الكرة في ملعب الصحافة ومطالبتهم بارغام الاندية على توليهم مهمات تدريبية مع هذا النادي أو ذاك والبعض الآخر حمّل اتحاد الكرة مسؤولية تفضيل الاندية للمدرب المحترف على حساب المحلي وهذا فيه اجحاف كبير لان ادارات الاندية هي المسؤولة عن عملية الاختيار وهي من تتحمل تبعات قرارها أن كان صائبا أو خائبا.
مقالات للكاتب حسين الشمري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق