الأربعاء، 8 مايو 2013

عولمة الكوارث


ما حدث ويحدث في العراق (في موضوع الأمطار والسيول على وجه التحديد) يدعونا لنفكر بطريقة مختلفة تقوم على نقض قاعدة الثبات والايمان بقاعدة التغيّر والتبدّل باستمرار.
ما كنا نشاهده عِبر التلفزيون ننظره بعين المتعجب الآمن المطمئن كونه بعيد الحدوث جداً في بلدنا مثل الفيضانات والسيول الجارفة التي تحاصر الأحياء السكنية وقاطنيها.. وكأن العولمة تريد عولمة حتى المناخ ليتشاطر سكان الأرض كل شيء بالتساوي!.
نعود لحالنا.. فالقحط التسعيني أدى الى إهمال مشاريع الارواء والسدود الترابية حتى اختفى بعضها تماما مثل سدة شرق القناة التي شقت نهاية الخمسينيات لدرء فيضان دجلة الوحيد يومذاك.. السدة المذكورة تحوّلت الى ساقية بسيطة مهملة تزاحمها الأحياء السكنية العشوائية.
اليوم نحن في حاجة الى إعادة التفكير ووضع الخطط لكل احتمال وارد أو غير وارد، لان الدنيا تغيّرت وتبدّلت، وان الاعتماد على التاريخ وعوامل المناخ والجغرافية لاثبات امكانية حدوث أو عدم حدوث كارثة طبيعية (لا قدّر الله) لم تعد واقعية مطلقاً.
من كان يصدّق مثلاً ان الثلوج يمكن ان تسقط في بغداد، لكنها سقطت في الشتاء الواقع بين عامي 2007 و 2008 وربما يتكرر سقوطها مستقبلاً وقد يكون بشكل يفاجئ الجميع.
ومن يصدّق أيضا ان تفيض مدن بأكملها في وسط وجنوب العراق بعد ان ودّعنا الشتاء ودخلنا موسم الجفاف الطويل، ثم ألم تغرق أحياء بغداد بشكل لافت قبل بضعة شهور وسط عجز استعداداتنا، ولولا فضل الله تعالى لكانت النتائج السلبية أشد وأكبر.. هذا فضلاً عن الزلازل الخفيفة والمتوسطة التي ضربت مدناً عراقية عدة.
إذن لا مفر من ان تبدأ الحكومة من الآن العمل الجاد لنشر شبكة تصريف مياه بطاقة مضاعفة (ترابية أو غير ترابية) وعلى طريقة (استعد للثعلب بعدة مصارعة الأسد) لحماية المدن من الفيضانات والسيول الجارفة وتعيد توجيه المياه باتجاه الأهوار والاستفادة منها في الزراعة وتوليد الكهرباء.
كذلك يتوجب على مانحي اجازات بناء العمارات المرتفعة (والحمد لله انها لم تبنَ بعد) ان يضعوا ضمن شروط الاجازة استخدام الأساسات القادرة على مقاومة الزلازل كما في اليابان.
مقالات للكاتب كريم ابو طوق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق