الاثنين، 20 مايو 2013

أمريكا خسرت الحرب !


برغم كثرة العناوين والقضايا الساخنة والملفات المعقدة والمتشابكة وضجيج ‘المرجفين في المدينة’ والفتن المتنقلة واحزمة الارهاب والمفخخات فان الانظار كل الانظار باتت متجهة نحو الضاحية الجنوبية من بيروت حيث يسكن ذلك السيد المتواضع والصبور متخذاً من اهلها بحره الذي يسبح فيه ومحولا اياها بمثابة القيادة العامة وبوصلة الحرب والسلام !
ينقل عنه زواره انه واثق بقرب حصول التحول الكبير في ميدان الحرب المفتوحة على سورية منذ نحو سنتين ‘ويضيفون انه مسكون بطمأنينة عالية وسكينة ملفتة توحي بقرب حصول الانفراج’ لكنه لا يشي باي من اسرار تلك الحرب التي يخوضها على اكثر من جبهة مع شريكيه الايراني والسوري من اجل اخضاع الامريكي المتجبر لقواعد اشتباك من نوع جديد وجعله يذعن لحقيقة و واقع جديد عنوانه بان زمان الاحادية العالمية قد ولى الى غير رجعة وان عليها الاعتراف بانها خسرت المعركة على سورية !
السكينة والطمأنينة تملآن محياه كما يؤكد زواره وكبير مساعديه برغم كل مظاهرالتوتر المحيطة ببلده وقضيته العادلة قضية المقاومة.
ليس لدى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ادنى شك كما يقول زواره بان الوضع في المنطقة على مفترق طرق وان التاريخ يدون لحظاته الحاسمة ‘لكن القدر المتيقن لدى الرجل ايضا بان من هزم اسرائيل في العام الفين وفي حرب الثلاثة وثلاثين يوما وهو الذي لم يمتلك وقتها السلاح الكاسر للتوازن بقادر ان يهزمها في حرب السنتين المفتوحة على سورية.
ان معركة القصير المصيرية ستشكل المنعطف الذي منه سيبدأ منحنى العد العكسي لتبدل الاحوال المحيطة بما بات يعرف بالمسألة السورية .البيئة الحاضنة للارهاب المصدر لسورية بدأت تجف في اكثر من ساحة ومحطة من لبنان الى الاردن الى تركيا وصولا الى تونس وسائر اقطار المغرب العربي .
صحيح ان ثمة استعدادات لعقد عدة مؤتمرات دولية حول المسألة السورية ‘ لكن الصحيح اكثر ان معادلة الميدان باتت هي المحك والعنوان الابرز لاي جدول اعمال يتم تحضيره لهذه المؤتمرات بعد ان كشفت عورات كل المتآمرين على الشعب السوري باسم الحرية وحقوق الانسان والديمقراطية والتغيير!
في هذه الاثناء لا بدّ من التأكيد بان ايران وحزب الله لم ينزلا قواتهما الى ساحة المعركة السورية بعد ‘وان قيادة الطرفين تعملان ليل نهار على وضع الخطط الكفيلة باحباط اية حماقة أو مغامرة اسرائيلية غير محسوبة على اي جزء من اجزاء محور المقاومة.
لا بل ان البعض ممن هم على صلة وثيقة بمطبخ صناعة القرار لدى هذين الطرفين يؤكد بانه قد يفاجأ العالم هذه المرة بان يتقدم باتجاه فلسطين اولا هو حزب الله هذه المرة دون ان ينتظر دخول القوات الغازية الى بلاده!
أما الروسي الذي بدأ يظهر صلابة غير عادية في الموقف تجاه سورية فان جميع المؤشرات والمعلومات تؤكد بان الروس باتوا يشعرون لاول مرة في تاريخ تعاملهم مع اصدقائهم في المنطقة بان من يدافعون عنهم هم اصحاب مواقف نهائية وثابتة وغير مواربة وبالتالي فان معاركهم المشتركة هي معارك تقرير مصير وليست معارك تحريك تسويات! ثم ان الدفاع عن اسوار بيروت أو دمشق أو طهران اضحى بالنسبة للروسي هو بمثابة دفاع عن اسوار موسكو ‘ ذلك لان سقوط اية قلعة من هذه القلاع بات يعني بالنسبة للروس بان الناتو سيدق ابواب موسكو في اليوم التالي! اذن فان قلب العالم ينبض اليوم في دمشق التي باتت مستعصية على الغزاة ‘لاسيما بعد قسم وعهد سيد المقاومة بان لسورية اصدقاء لن يسمحوا بسقوطها !.
مقالات للكاتب محمد صادق الحسيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق