الأحد، 9 يونيو 2013

حرب المياه

اعلان اثيوبيا تحويل مجرى النيل الازرق ، واقامة سد النهضة لتوليد الطاقة الكهربائية بالاساس “سعته أكثر من اربعة مليارات متر مكعب”.. هو بمثابة اعلان حرب على مصر ، وهي حرب لم تبدأ ساعة الاعلان هذه، بل قبل ذلك بسنوات طوال ، حينما غابت مصر في عهدي السادات ومبارك عن الساحة الأفريقية ، وانكفأت على نفسها ، تاركة المجال للعدو الصهيوني للتغلغل في دول القارة السوداء واضعا نصب عينيه هدفين اثنين وهما: ضرب مصر في أعز ما تملك ، وأعز ما يهدد حياتها ووجودها، وهي تخفيض حصتها في مياه النيل، وهي التي قال فيها هيرودتس قبل التاريخ “مصر هبة النيل”.
أما الهدف الثاني فهو اضعاف السودان بصفته سلة العرب الغذائية ، وتقسيمه الى دول متناحرة، من خلال دعم متمردي الجنوب ، واذا كان الهدف الثاني قد تحقق، وتم انفصال الجنوب السوداني ، فان الهدف الاول وهو الاخطر لانه يهدد وجود مصر وشعبها في طريقه فى ذلك ، الا اذا حصلت معجزة.
وبوضع النقاط على الحروف فان العدو الصهيوني هو المحرض الاول والداعم ماليا وفنيا لاثيوبيا ،لاقامة سد النهضة وتحويل مياه النيل الازرق؛ ما يشكل ضربة موجعة لمصر تصل الى درجة الكارثة، اذ ان هذا التحويل سيؤدي الى تراجع حصة مصر من المياه الى أكثر من 25%، والى انخفاض الطاقة الكهربائية المتولدة من السد العالي بحوالي 25% أيضا ، والى تبوير أكثر من مليون فدان من الارض الزراعية ، تعيل أكثر من مليوني عائلة مصرية.
والسؤال الذي يفرض نفسه .. أين كانت مصر وحكومتها ورئيسها؟ في الوقت الذي لم تخف حكومة اثيوبيا اهدافها وخططها منذ أكثر من ثلاث سنوات ، وخاصة بعد فشل اجتماعات الدول المشاطئة للنيل ،إذْ رفضت مصر تعديل الاتفاقات التي تحدد حصتها، وأصرت على عدم المس بحصتها من المياه، وهي الكبرى ، بصفتها دولة المصب.
وزيادة في التفاصيل فان اثيوبيا ومن وراءها العدو الصهيوني، لم تكن لتجرؤ على فعلتها هذه ، لو كانت مصر بكامل قوتها ونفوذها في العالم وفي أفريقيا ، ولكن غياب القيادة المؤثرة والاستراتجية التي تحدد اهداف الدولة بوضوح ، واتفاقية الذل والعار”كامب ديفيد” مع العدو الصهيوني ، جعلت مصر تابعا لاميركا يعيش على مساعداتها، وجعل سيناء مختطفة مرتهنة للموساد ولكل الخارجين على القانون، وادى الى استخفاف اثيوبيا وغيرها بمصر.
مصر كلها تغلي.. والشعب العربي يغلي، لأن أي مساس بقطرة ماء واحدة من نهر النيل ، يعني اعلان الحرب على مصر والامة كلها، ويعني الحكم بالموت البطيء على شعب مصر والسودان ، ويعني نهاية الحضارة والحياة في هذا الوادي العظيم ، والتي ولدت قبل ان تنشأ كافة دول أفريقيا والعالم.
باختصار.....لا بد من اتخاذ خطوات جريئة وحكيمة لمنع اثيوبيا من التلاعب بمياه النيل ، وابتزاز مصر، واخضاعها للهيمنة الصهيونية – الاميركية، واولى هذه الخطوات العودة للشعب المصري .. الى الثورة ومنطلقاتها ، لتوحيد الجبهة الداخلية والاستعداد لحروب طويلة وقاسية ، للحفاظ على مصر وعلى النيل ، ومن ثم قطع رأس الافعى الصهيونية، بالغاء “كامب ديفيد” طالما ان العدو هو المحرض الاول لاثيوبيا والداعم ماليا وفنيا لحربها على مصر..
http://www.beladitoday.com/?iraq=حرب-المياه-&aa=news&id22=9509

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق