السبت، 8 يونيو 2013

“محلل سياسي لـ“بلادي: مايحدث في تركيا”ثورة شعبية " تسعى الحكومة لوأدها

بلادي اليوم / خاص
أكد محلل سياسي ان ما تشهده تركيا منذ ايام عدة هي " ثورة " لاتختلف كثيرا على الثورات الشعبية التي اندلعت في اكثر من بلد عربي لكن السلطات تحاول وأدها . متوقعا اتساع نطاق الاحتجاجات العارمة الى كافة انحاء واتساع سقف مطالبها خلال الايام القليلة المقبلة .
وقال المحلل والباحث محمد الشريف في حديث لــ " بلادي اليوم " : ان مايحدث في تركيا يوميا منذ تسعة ايام لايمكن اعتباره مجرد احتجاجات شعبية عابرة كالتي تحدث في كافة البلدان بل مايحدث اليوم هو ثورة شعبية لاتختلف عن كثير من الثورات الشعبية التي اندلعت في اكثر من بلد عربي منذ العام 2011 .
واضاف الشريف ان السلطات التركية تسعى جاهدة لوأد هذه " الثورة " عبر استخدام العنف المفرط من جهة وتشويه صورة المتظاهرين وتوجيه مختلف التهم من جهة اخرى. لافتاً الى ان هذا الاسلوب المتبع من قبل حكومة اردوغان لن ينفعها في درء الاحتجاجات الشعبية الاكبر منذ وصول حزب العدالة والتنمية للسلطة .
واشار الشريف الى ان السلطات التركية يجب ان تبادر الى فتح قنوات حوار وابداء المرونة مع احزاب وقوى المعارضة التركية والناشطين الشباب . وعدم المراهنة على خيارات اخرى والثقة الزائدة بالنفس ، داعيا ارودغان وكافة القادة والمسؤولين الاتراك الى الاتعاظ من مصير الحكومات والانظمة التي واجهت احتجاجات مشابهة قبل اكثر من عامين .
ودخلت الاحتجاجات المناهضة للحكومة التركية يومها التاسع امس السبت، بينما أبدت الشرطة المزيد من ضبط النفس بشكل ملحوظ بعد منتصف الليل.
ووقعت اشتباكات جديدة في حي سلطان غازي في اسطنبول حيث استخدمت قوات الشرطة مجددا قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه فى مواجهة المتظاهرين.
وقال شهود العيان إن النقاط المحورية الاخرى للمظاهرات ضد حكومة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ذات الجذور الإسلامية كانت أكثر هدوءً من الايام السابقة.
وعادت مجموعات المتظاهرين التي تتهم اردوغان وحزبه العدالة والتنمية بتأسيس حكم إسلامي ديكتاتوري ببطء، إلى شوارع اسطنبول .
وبنبرة تحدي، قال رئيس الوزراء التركي انه يحول دون نزول أنصاره الى الشوارع لمواجهة المتظاهرين الذين وصفهم بانهم مجموعة ممن يقومون بعمليات "النهب".
وأبدى المتظاهرون استياءهم حيال الخطوات التي يقوم بها رئيس الوزراء كل يوم لتقسيم الشعب عبر الكلام عن نسبة %50 (من الناخبين الذين صوتوا لحزبه في (2011) وتحركه ضد %50 الباقين" مؤكدين انهم "سيعودون الى هنا كل يوم حتى يستقيل".
واندلعت موجة الاحتجاجات جراء الأسلوب الوحشي الذي استخدم لإخلاء مخيم نصبه متظاهرون سلميون في متنزه جيزي على اطراف ساحة تقسيم باسطنبول للاحتجاج على خطط حكومية تتضمن بناء مركز تسوق من شانه ان يقضي على واحدة من آخر المساحات الخضراء في المدينة. واثار الرد العنيف من جانب الشرطة التركية على المحتجين موجة من الغضب الدولي .
ودخل زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، على خط الازمة معلنا تاييده للتظاهرات المناهضة للحكومة التركية، رغم المفاوضات التي يجريها الحزب مع السلطات التركية.
وقال أوجلان، في رسالة من سجنه تلاها نائب رئيس حزب السلام والديمقراطية بعد عودته من سجن إيمرالي، حيث يقضي الزعيم الكردي عقوبة بالسجن مدى الحياة: أجد حركة المقاومة ذات معنى وأحييها.
ودعا اوجلان المتظاهرين الذين يطالبون باستقالة رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، إلى التنبه لأي استغلال من قبل الحركات القومية التركية.
ونقلت محطة «سي إن إن- تورك» عبر موقعها الإلكتروني، عن أوجلان قوله: لا يجوز لأي شخص أن يكون موضع استغلال من قبل الأوساط القومية والانقلابية، مشجعًا المتظاهرين على الانفتاح على القوى الديمقراطية والثورية والوطنية والتقدمية في تركيا.
الى ذلك ترأس رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اجتماعًا للهيئة التنفيذية لحزبه العدالة والتنمية في مدينة إسطنبول السبت للمرة الأولى منذ تسلمه مقاليد السلطة بالبلاد في عام 2002.
وذكرت عدة فضائيات تركية أن جدول أعمال الاجتماع تركز حول أزمة ميدان تقسيم والبحث عن سبل لحلها في وقت وجهت فيه الأحزاب السياسية المعارضة انتقادات حادة لرئيس الوزراء جراء تركه العاصمة أنقرة وقضاء أغلبية وقته بإسطنبول، مؤكدين أنها عملية تحريض متواصلة لأزمة ميدان تقسيم.
في غضون ذلك دعا زعيم المعارضة التركية كمال قليتشدار أوغلو الى ضرورة تبني رئيس الحكومة، رجب طيب أردوغان، موقفا أكثر ليونة حيال الأحداث التي تشهدها تركيا حاليا، وتقبل الاحتجاجات بشكل أكبر .
وقال اوغلو "إن تصريحات أردوغان المتكررة التي يتحدى فيها هؤلاء المحتجين مثل قوله "أنا سأفعل ما أريد، من أنتم"، ستؤدي إلى استمرار تلك الأحداث، مادام هو لم يعدل عن استخدام لغة تحتقر الشعب ولا يصغي له".
http://www.beladitoday.com/index.php?iraq=“محلل-سياسي-لـ“بلادي:-مايحدث-في-تركيا”ثورة-شعبية---تسعى-الحكومة-لوأدها-&aa=news&id22=9325

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق