الموسم الانتخابي ليس موسم نزاع بل موسم التعرف على أصحاب
القابليات من كل القوائم
خلال كلمته في الاحتفالية المركزية لتحالف الإصلاح الوطني
ببغداد .. الجعفري:
بغداد - بلادي اليوم
قال رئيس التحالف الوطني العراقي رئيس تحالف الاصلاح
الوطني الدكتور ابراهيم الجعفري ان السلوك الوطني ليس عفويا بل هو يقوم على فكر
مشترك ويقوم على ارادة مشتركة وعلى وعي مشترك للمصالح الوطنية المشتركة،واضاف
الجعفري في كلمته التي القاها في الاحتفالية المركزية لتحالف الإصلاح الوطني التي
اقيمت امس الاول في بغداد:
نحن نتطلع الى ان يعكس مسرح الانتخابات المشترك العرس
الوطني هذا المشترك الذي سيجعل العراقيين كلهم يلتقون على مصالح العراق كلها
ويجندوا انفسهم ويذودون بكل ما لديهم للدفاع عن شرف وكرامة العراق لدرء المخاطر
كلها ، مبينا "ان من وحي هذه المشتركات نصمم على صناعة العرس الانتخابي في العراق
الجديد من خلال الانتخابات المقبلة". واوضح: "اننا نريد حكومة اعمار وبناء ونريد ان
نجعل الارض تزدهي كما تزدهي اراضي البلدان الاخرى والتي هي اقل منا قدرة اقتصادية،
فنحن نريد حكومة خدمات لا يتحسر فيها المواطن عندما يمنى احد افراد اسرته بمرض،
نريد خدمات على مستوى المدارس"، متسائلا: لماذا نريد تحقيق الخدمات، لكننا لا
نستطيع تحقيقها وقد حبانى الله بمختلف انواع النعم، نريد حكومة عدل تنشر العدل في
كل ربوع العراق حتى يشعر المواطن ان الحاكم الوحيد هو لواء العدل والانصاف وحتى
يشعر ان ماله وعرضه وممتلكاته وكرامته وفكره مصانة فلابد من اقامة دولة الحرية
والمساواة. وتابع الجعفري: نريد حكومة امن لها اجهزتها وامكاناتها ولها قدرتها في
مواجهة التحديات والارهاب باجهزة متطورة"، مشيرا الى ان حرب العراق مع الارهاب هي
حرب استثنائية فلم يبدأ الارهاب المعاصر في العراق ولم ينته بارض العراق، وانه بدأ
بامريكا منذ عام 2001 وامتد الى اوربا واسيا وافريقيا واستراليا. واكد رئيس تحالف
الاصلاح الوطني: اننا امام حرب عالمية اسمها حرب الارهاب ولابد من ان نجعل اجهزتنا
وثقافتنا وكل ما لدينا لمواجهة هذه الحرب، فغير مسموح لنا ان نتعامل بعفوية، فالامن
اليوم مطلوب لذات الامن وحتى نقطع دابر الفزع والترويع الذي يهدد كل مناطق العراق
ويروع الاطفال في المدارس والمرضى في المستشفيات والكسبة في متاجرهم، والامن
مسؤوليتنا سواء اكنا في الحكومة او البرلمان وعلينا جميعا ان نعد العدة لرفع وتيرة
الامن، لافتا الى ان هناك امراضا تتفشى في اجهزة الامن وهناك اخبار ربما تكون
كيدية، اذن لابد علينا ان نتعاون على جعل الجهاز الامني على اعلى درجات الدقة في
التكنولوجيا الامنية، لان حرب الارهاب حرب دولية وهي حرب على خلاف بقية الحروب فهي
ليست حرب جيوش نظامية وهي حرب من نمط خاص. واضاف: ان الارهاب يقبع في اماكن لا
يتصورها الانسان ويختبئ بزي خاص في المتاجر والمدارس والحدائق العامة، منوها الى ان
العراق ينبغي عليه ان يبني اجهزته الامنية بناء متينا يقوم على عقيدة عسكرية
فالعقيدة مهمة في صفوف القوات المسلحة فالعقيدة تستمد مفرداتها من مفردات ديننا
وقيمنا وتاريخنا فنريد عقيدة وطنية تقر بالعقد بين الوطن والمواطن في جسر المواطنة،
فنريد عقيدة عسكرية تجعل التضحية من اجل العراق شرفا لا يضاهيه شرف ومكانة لا ترقى
اليها مكانة حتى يقدم ابناؤنا في القوات المسلحة مستبسلين لا يعرفون غير النصر كما
هم اليوم، واوجه تحياتي وسلامي الى كل شهيد وكل ارملة شهيد والى كل الثكالى من
امهات الشهداء ولكل ايتام الشهداء وبنفس الوقت نشد على ايادي الجرحى الذين حملوا
وسام الجرح النازف المتدفق والمعبر عن لغة الاصرار في الدفاع عن الوطن والتشرف
بالتضحية من اجل الوطن، وان قواتنا المسلحة اليوم مؤتمنة على كل العراق ولم تعد كما
كانت في السابق مستولي عليها السلطان وتدافع عنه، بل انها اليوم تدافع عن كل العراق
وهي تدافع عن المسؤولين لانهم مواطنون من ابناء الشعب العراقي والقوات المسلحة
اليوم تعبر عن وجدان الشعب باكمله. وشدد رئيس تحالف الاصلاح الوطني على ضرورة
اعتماد ثقافة السلم الاجتماعي المبنية على الحب والثقة والوعي، لان هذه الامور هي
سر السلم الاجتماعي، وشعبنا يأبى الا ان يحافظ على وحدته ويتمسك بالوحدة
واخلاقياتها ولن يتراجع عن ذلك ابدا وستتكسر كل امواج التضليل والانحرافات على صخرة
وحدة شعبنا. وقال ايضا: إن برنامج تحالف الاصلاح الوطني تقدم خطوة نوعية نحو تحقيق
الامل ولا ندعي ان هذا البرنامج هو نهاية الطريق، لكن وبكل تاكيد انها خطوة صاعدة
عن السابق نحو تحقيق المناهج، وهكذا دائما يكون البرنامج جزء ثابت يستجيب الى اصول
العمل اصل ثابت وتجديد متحرك ينفتح على المستجدات لا ينغلق على الجديد ويوفق بين
الاصالة بالمنهج والتجديد الموضوعي الذي يفرزه الواقع ويكون متحركا ومتفتحا يستلهم
الجديد افقيا من كل العالم وعموديا من الازمنة اللاحقة حتى يكون هذا المنهج قد وفق
بين الاصالة والتجديد، فلا اصالة بدون تجديد ولا تجديد بدون اصالة ولا يعني عندما
نركز على التجديد اننا ننسلخ عن اصولنا ولا يعني عندما نتمسك باصولنا اننا ننسلخ عن
التجديد. وتابع الجعفري: اننا نحفظ من التاريخ ما نعمر به حاضرنا وما يقود بنا الى
مستقبلنا لننطلق نحو المستقبل، ونحن لن ننسلخ عن تاريخنا المجيد ونحن اصلاء الى مخ
العظم. واوضح الجعفري: ان عدد الايتام يزداد مع كل خرق امني وجريمة ارهابية، ولا
يجب ان ننسى دورنا كاباء او امهات، مخاطبا الحضور: كونوا اباء وامهات للايتام
وفكروا جيدا كيف نصنع دور للايتام تحولهم الى ابطال وقادة للعالم؟، اقرأوا سيرة
الانبياء وسيرة الصالحين وسيرة القادة بالعالم، فستجدون حصة الايتام منهم كبيرة
فاليتيم لا يعني انه انقطع عن الفكر والارادة، لكنه ينتظر اليد التي ترقى لقول رسول
الله "انا واليتيم في الجنة"، لابد لنا ان نرعى وننمي ثقافة التعامل مع الايتام
وادخالهم احسن المدارس ونوفر لهم احسن ظروف المعيشة، لان الايتام لا يبيعون العراق
لان اباءهم وامهاتهم ضحوا من اجل العراق. وتكلم رئيس التحالف الوطني عن مشكلة
البطالة والعاطلين عن العمل حيث اكد الجعفري: "ان العاطلين عن العمل ليسوا مشلولي
الارادة وحتى مشلول الجسم ليس عوق الاخلاق او عوق الفكر ،ان الذين يسرقون يتمتعون
باجسام قوية لكن اخلاقهم وفكرهم وتربيتهم تعاني من العوق، فحين تنظرون الى اي معوق
امنحوه الحب والثقة، فالمجتمعات الحية لا تنظر الى قوة الجسم انما تنظر الى قوة
الارادة والفكر والعقل، ومجتمعنا يختزل من هذه الطاقات لا حدود لها، فعلينا ان
نتعامل مع شبابنا على انهم صناع حاضرنا وانهم من سيدفع بالعراق الى المستقبل
الواعد، وقد تعافى شبابنا من ثقاقة الطائفية والاوبئة الاخلاقية التي تفشت في بعض
البلدان، لكن هذا لا يعني اننا لسنا بحاجة الى جهد اضافي من اجل تعزيز الثقة لتثبيت
اقدامهم نحو المستقبل الواعد. واوضح الجعفري: ان هذه النسبة من شبابنا المتعلمين
منهم والذين مع الاسف تفشت فيهم نسبة من البطالة، لابد ان نكرس جهودنا ونبذل
امكانياتنا من اجل الارتقاء بهم نحو المستوى المطلوب، فيجب ان نفكر بالشاب قبل ان
يدخل الجامعة حتى نكون واياه على موعد ما ان يترك الجامعة او المعهد او المدرسة الا
ويجد الشعب ممثلا بحكومته وبرلمانه ليستوعبه من خلال الخطط التنموية حتى يتحول من
متعلم بالجامعة الى معطٍ وصانع في هذا القطاع او ذاك، فنحن ننتظر اصحاب الاختصاص
حتى يفجروا هذه الثروات التي ينعم بها العراق.
واضاف رئيس تحالف الاصلاح الوطني: ان كثيرا من المجالات
لا تزال معطلة فالمجال الزراعي الذي يشكل عصب الحياة مجمد والقطاع الصناعي مجمد
والسياحة مجمدة، فبلدان العالم تفكر كيف تستفيد من السياحة وتحولها الى دخل
اقتصادي، ونحن نملك كثيرا من المواقع السياحية على كل المستويات، لكننا مع الاسف لم
نستثمر المعالم السياحية، مؤكدا اننا بحاجة الى حكومة تتبنى وتكرس وقتها لتفجير هذه
الطاقات حتى ينعم بها ابناء الشعب. وبين الجعفري: ان الموسم الانتخابي لا نفهمه انه
موسم نزاع وعراك، بل انه موسم التعرف على اصحاب القابليات من كل القوائم، لنبحث عن
خير ابنائنا وبناتنا لكي يتسلموا الامانة، وانه موسم التعرف على اصحاب الارادة
الجادة والقوية وانه موسم التعرف على المتفانين للذود عن كرامة العراق والدفاع عن
حياضه وانه موسم للتعرف على الذين يهمهم وحدة العراق وكرامة العراقيين انه الموسم
الذي نتعرف فيه على وعي شعبنا وشجاعته ووعيه لمعرفة الاقوياء والقويات والامناء
والامينات وللتعرف على شجاعتهم وكيف يدلون باصواتهم بعيدا عن كل المغريات، لا
يبيعون صوتهم مقابل بيع كرامة العراق ومستقبله، بل انهم باعوا انفسهم الى الله، وان
الله سائلهم غدا هل شهدوا على اقوى المرشحين وانزه المرشحين واحرصهم؟، فبيعوا
اصواتكم الى الله ولاتندموا فالكفوؤن والكفوءات والامناء موجودون في كل القوائم،
محذرا من تقديم المفضول على الفاضل والاقل امانة على الاكثر امانة، فهذا تنافس
قرآني "ختامها مسك وفي ذلك فاليتنافس المتنافسون" من اجل ان لا نعيد خطأ التجربة
ولا خطيئة الارتجال. وطالب رئيس تحالف الاصلاح الوطني: بالحضور الى الموسم
الانتخابي بكل وعي وندقق حتى الساعات الاخيرة ننسلخ من كل الخلفيات ومن كل
المحاولات ونذهب الى صندوق الانتخاب وبيننا وبين الله عهدا لا يفصم باننا نختار
الاقرب اليه بقوته وامانته وتضحيته وبحبه للفقراء وبعزيمته لبناء العراق ومراعاة
المصلحة العامة ويبقى الاخرون ابنائنا وبناتنا، لكن من حق شعبنا ان يختار افضل
الكفاءات. ودعا الجعفري: مرشحي تحالف الاصلاح الوطني لان ينذروا انفسهم لبناء
العراق وانا المس لمس اليد من خلال النظر لهم في شاشات التلفزيون وانا اعتز بهم
افضل اعتزاز بل وقد يصل الاعتزاز الى الفخر حين اجد اذهانهم مأنوسة بمناهج بناء على
كل المستويات معنى ذلك انهم تحولوا الى فعل في الارض، ثقافة ووعي واستجذاب وتقريب
الافكار الرائعة الى ابناء شعبنا وهذا هو الفوز الحقيقي، اننا نوجد ثقافة يختنق
فيها الفاسد ويتنفس فيها الصالح .