ابراهيم الجعفري .... سيسي
العراق
ما حصل اليوم في بغداد يشبه
الى حد كبير ما فعله السيسي في مصر حيث إن الاخوان هناك تسلطوا على رقاب الناس
بعملية ديمقراطية و من ثم نهبوا مصر و حولوها خلال سنة من حكمهم من منارة للأدب و
الفن الى تورابورا جديدة و رجعوا بالناس الى عصر الجواري و الإماء و أسلمة المجتمع
و هذا ما فعله المالكي و حزب الدعوة حيث عملوا على دعونة الدولة ( من حزب الدعوة )
و نهبوا خيرات العراق و ملؤا الارض فسادا بحيث اصبح العراق من اكثر بلدان العالم
فسادا و اشتروا الضمائر و الذمم و تحول حاشية المالكي من أناس معدمين قبل التحرير
الى أصحاب المليارات و أغرقوا بنوك دبي و أوروبا بأموال السحت الذي سرقوه من قوت
الشعب .
أنا
بأعتقادي بأن سيسي العراق كان ابراهيم الجعفري الذي سحب البساط من تحت المالكي و
هدم عرش الشيطان الذي بناه خلال ثمان سنوات و هذا ما لم يتوقعه أحد نظراً الى
شخصية الجعفري المسالمة و القريبة من التصوف منها الى المواجهة و كانت فعلا ضربة
معلم كما يقول المصريون ترنح على أثرها المالكي و حاشيته و جعلهم في حيص بيص قد
يؤدي بهم الى ارتكاب حماقات تكون عواقبها و خيمة عليهم و على الشعب العراقي
.
إن
الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت و سنرى تحشيداً إعلاميا و بشريا من المالكي و
حاشيته خاصة و أنهم يملكون الجزرة التي يلوحون بها للذين على استعداد لبيع ضمائرهم
ألا وهي الأموال الطائلة التي بحوزتهم ، و سيركزون كما فعل مرسي في مصر على كلمة (
الشرعية ) و قد يقدمون كما قلنا على حماقة تهد المعبد المترهل أصلاً من خلال الزج
بمليشيا عصائب اهل الحق المسلحة لخلق مواجهات دموية ضد أصحاب ( الانقلاب ) و هنا
سيتدخل جيش المهدي و يحصل ما لا تحمد عقباه ، و من أجل درء الفتنة عن العراق و
التفرغ للمهمة الأصعب ألا وهي طرد داعش من العراق على القادة و أهل الحل و العقد
في البرلمان العراقي و من خلفهم المجتمع الدولي الذي رحب بهذا التغيير أن يقوموا
بعدة أمور على وجه السرعة منها :
اولاً:
أيصال
رسالة شديدة اللهجة و حازمة في فحواها الى المالكي بأن القيام بأية حماقة ستكلفه و
من معه غالياً و سيقدم الى المحاكمة .
ثانيا:
الطلب
من الجيش العراقي أن يكون ولو لمرة واحدة في تاريخه جيشا و طنيا و أن لا يقف على
الحياد بل ينحاز الى العراق كوطن و شعب و أن لا يكون أداة قمع مرة أخرى
.
ثالثا
:
الطلب
من السيد العبادي تقديم تشكيلة حكومته على وجه السرعة و من ثم تقديم التشكيلة
للبرلمان للمصادقة عليها في مدة لا تتجاوز ١٥ يوماً .
رابعاً
:
الطلب
من الجامعة العربية الضغط على دول الجوار العربي بمباركة هذا التغيير كما فعلوا مع
مصر و المساهمة في القضاء على الارهاب الذي إن بقي في العراق سيتحول لا محالة الى
دولهم .
خامسا:
الدعوة
الى عقد مؤتمر وطني حقيقي للمصالحة و الاستفادة من تجارب الدول التي كانت لها
مشاكل تشابه مشاكلنا و منها جنوب افريقيا و العمل على طي صفحة الماضي الأليم و
البدء في بناء عراق جديد .
على
الشعب العراقي أن يطوي صفحة الثمان سنوات العجاف من تأريخه و يحاول لملمة الجراح و
العمل على بناء الوطن من جديد على أسس الشراكة الفعلية و نبذ سياسات الإقصاء و
التهميش لأي مكون من مكوناته ، و إلا ستكون النتائج و خيمة و تهدد مستقبل هذا
الوطن و وحدته أراضيه وهذه هي فرصتنا الاخيرة التي إن فرطنا فيها فلن تقوم للعراق
قائمة بعدها و لات حين مناص .
بقلم: علي الاركوازي