الأربعاء، 7 يونيو 2017
النهب أم الحرب ؟! أم كلاهما ؟!
د . إبراهيم الجعفري
بلدان الثروة والثروة المتعددة عادةً ما تكون عرضةً لمطامع الدول القوية مما جعل مسرح التاريخ يعكس هذه الظاهرة في كل مراحله.. وما لم تكن الدولةُ الغنيةُ بثرواته قويةً بجيشِها ونظامِها لتتولى الدفاع عن ارضها وسيادتها ستكون عرضةً للنهب وبآليةٍ هي أكثر شناعة من النهب وسلب الثروة وهي "آلية الحرب".. وللحرب أسباب ظاهرية عادةً ما يدّعيها "تجّار الحروب" بينما يقومون بإخفاء الاسباب الحقيقية والتي لا تتضح الا بعد انتهاء صفحات الهجوم والانتهاك وبعد فوات الاوان.. وهو ما عُرف في العلوم العسكرية "بالاسباب الخفية الحقيقية" وهي غير الاسباب الظاهرية التي عادة ما تكون خفيةً وغير واضحة للعيان كبسط السيطرة على أراضي الدولة المحارَبة أو ضمَّ الأنهار أو نهب الثروة أو إفشاء القتل المستهدف لعيون القبائل ورجالات السلطة!!..تلك صفحةٌ قد طويت في التاريخ أو يفترض أن تطوى مع عالمٍ تُلغى فيه المسافات وتتداخل عنده المجتمعات وتنقلب فيه "أهرام السلطة" بحيث تَعْبُرُ الانفصالَ الدائمَ ما بين الطبقةِ الفقيرةِ المعدومةِ في القاع والطبقةِ المتنعمةِ في قمّةِ الهرم.. واذا بتباشيرِ مجتمعاتٍ جديدةٍ يتحرر فيها الملوّنُ من أغلالِ المَنْع دون الارتقاء على سلّم المسؤولية.. فيحكم ملوّنٌ ولأول مرة لدورتين (باراك أوباما) في دولةٍ طالما عُرفت بالتمييز العنصري وعانت من وَيلاته ودفعت أغلى الاثمان على هذا الطريق.. لم يزل عالمُنا عرضةً لاستلاب ثرواته واباحةِ أرضِهِ وسمائِهِ وتحويلِ شعوبِهِ الى أفقر الشعوب! رغم أنها تنتمي الى أغنى البلدان.. اين الخلل الكامن وراء هذه المفارقات الشنيعة؟؟!! منها ما يرتبط بالدول المنتهِكة لما تتمتع به من نزعات الشر وانعدام القيم ومنها ما يرتبط بالدول المنتهَكة وما فيها من طابورٍ منافقٍ خامسٍ أو غاطسٍ يعمل بدأب لصالح أعداء الدولة الغنية المعتدية ويتّخذ من مؤسسات دولته الغاطسة في العمق ذات العناوين الظاهرية التي تسلب الإعجاب وتقترن بالانسان -عموم الانسان- لكنها تنخره من داخله نخراً لا يقوى معه على الحياة فضلاً عن منافسة الأقوياء في تحقيق العزة والكرامة.. انها الهيمنة الجديدة والاستعمار الثقافي الذي يتخذ من الشعارات العامة والعناوين المدنيّة والإنسانية واجهةً له وهي عريضةٌ مغريةٌ لمدّعياته وعميقةٌ مسمومةٌ في حقيقتها! هكذا تحوّلت الثروات الى "سُبّةٍ" في قاموس السياسة ومبررٍ لإباحة بلدانها.. والاخطر أن تجد إراداتُ السوء الأجنبية تجاوباً معها من ابناء البلد المنتهَك! لتصل حدَّ الفظاعة بوجود مثقفين يرتبطون بها!! بل بثقافة تتداول بسوق الاعلام المنتفع على حساب البلد.. وهنا يُنتظر من أبطال الاعلام المخلصين وضع النقاط على الحروف بُغية الحد من مهزلة "سرقة الكلمة" و"سرقة الثروة" و"سرقة الكرامة".. ما الذي نراه اليوم!! من هدر الثروة لشراء الأسلحة المدمرة بغية هدر الدم.. اين المثقفون من مهزلة "السرقة المركبة" و "لهدر الكرامة"! مالم يَكُن الإعلامي مثقفاً لا يدرك الحقيقة وما لم يَكُن شجاعاً ومضحياً لا ينتصر لها!!.. عالمٌ يتفشى به الزيف ليس له الا روّاد الحقيقة ليقفوا عند حدود معرفتها بل يواصلوا مسيرتهم الى أن يرسو قاربهم على ساحل الانتصار ولو كان ذلك ثمنه غالياً وهو التضحية..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
رسالة أحدث
رسالة أقدم
الصفحة الرئيسية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق