أكدَ تقريرٌ لمنظمةِ الدول المصدرة للنفط "أوبك" أمس الأحد ، أنّ النفط الخام والغاز سيستمران في السيطرة على مزيج الطاقة في العالم لعقود طويلة مقبلة، مشيراً إلى وجود ما يقرب من 1.5 تريليون برميل من إجمالي الاحتياطيات النفطية المؤكدة.وشدد التقرير نقلاً عن الأمين العام للمنظمة محمد باركيندو على الحاجة العاجلة إلى معالجة فقر الطاقة، مشيراً إلى أنه في الوقت الحالي لدينا أكثر من ملياري شخص في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية لا يحصلون على الاحتياجات الأساسية من الطاقة الأولية خاصة من النفط الخام.ولفت إلى أهمية سرعة العمل على تطوير واستغلال موارد الطاقة، منوّهاً بضرورة قيام الدول المنتجة في جميع أنحاء العالم بأن تضع في اعتبارها هذا التحدى وتعمل جدياً على استغلال مواردها والقضاء نهائياً على فقر الطاقة وتلبية كافة احتياجات الطلب والأخذ في الاعتبار النمو السكاني المطرد خاصة في الدول النامية والاقتصادات الناشئة.وقال الأمين العام لمنظمة "أوبك" في التقرير "إن صناعة النفط الخام بدأت في الشعور بحالة من الوهج والانتعاش وإن ذلك تحقق في ظل وجود أساسيات سوق شاملة وقوية"، مشيراً إلى أنّ الانتعاش في الاقتصاد العالمي تحقق بشكل عام في العام الماضي 2017 حيث من المتوقع أن يتم الحفاظ على هذه الحالة أيضا في عام 2018 في ظل معدل نمو عالمي صحي بنسبة 3.8 في المائة.وأشار التقرير إلى أنه في المقابل حدث نمو في الطلب العالمي على النفط الخام بمعدل قوي يبلغ 1.6 مليون برميل يوميا في عام 2018، وهو المستوى نفسه في عام 2017 لافتاً إلى أننا نرى حالياً الطلب العالمي على النفط يقترب من كسر حاجز 100 مليون برميل يومياً, وذلك في وقت مبكر مقارنة بالتقديرات والتوقعات السابقة.إلى ذلك، أكدَ التقرير أنّ "أوبك" بالتوافق مع اللجنة الوزراية المعنية بمراقبة خفض الإنتاج تنظر إلى مستقبل السوق بمنظور شامل يتجاوز المديين القصير والمتوسط ويسعى إلى تحقيق الاستقرار على المدى الطويل في السوق بشكلٍ أكثر استدامة".وتأمل منظمة أوبك في أن تكون الشراكة الحالية بمنزلة الفرصة الثمينة التي سيتحول من خلالها "إعلان التعاون" إلى علاقات عمل مستدامة وفق استراتيجية ممتدة لفترة طويلة بما يحقق استقرار أسواق النفط العالمية، وبالتالي يستفيد من الأمر كلّ من المنتجين والمستهلكين على حدّ سواء إلى جانب تعزيز الاقتصاد العالمي حيث من المتوقع أن يحقق هذا السيناريو نمواً كبيراً للاقتصاد الدولي ككل.وأشادَ التقرير بدعم دول من خارج المنظمة للتعاون الذي تقوده "أوبك" مدللاً على ذلك بدور سلطنة عمان التاريخي في هذا التعاون باعتبارها من أبرز الشركاء من خارج دول العضوية، مشيراً إلى أن هذا الدعم تجسد في أفضل صوره من خلال "إعلان التعاون" المشترك الذي تم تطبيقه أوائل العام الماضي، مشيراً إلى أنّ سلطنة عمان كانت واحدة من الدول التي حققت أعلى مستويات المطابقة مع تعديلات الإنتاج بشكل طوعي.ونوّه التقرير بنجاح اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بمراقبة خفض الإنتاج في اجتماعها السابع في كانون الثاني (يناير) الماضي في سلطنة عمان، مشيراً إلى أن الاجتماع حظى بدعم وحفاوة من الأشقاء العمانيين خاصة الدكتور محمد الرمحي وزير الطاقة، إلا أن الاجتماع المقبل سيكون في الرياض في نيسان (أبريل) المقبل وسيبني على التفاهمات والتنسيق الناجح الذي تحقق في الاجتماعات السابقة. وأضاف التقرير أن "بناء منصة عالمية" للتعاون بين المنتجين حدث تاريخي نادر تم تسطير أول سطوره في إعلان التعاون في 10 كانون الأول 2016 حيث تم التوافق على خفض المعروض النفطي العالمي بنحو 1.8 مليون برميل يومياً وقد تم تمديد الاتفاق مرتين بتوافق واسع بين المنتجين ليستمر الاتفاق حتى نهاية عام 2018.وتابع التقرير أن "النمو الاقتصادي العالمي سيحقق نسبة 3.7 في المائة في عام 2018 ,كما أن مؤشرات الاقتصاد في الولايات المتحدة تحقق نتائج إيجابية خاصة فيما يتعلق بالوظائف وخفض معدلات البطالة إلى جانب أن النمو السكاني المتسارع يعزز زيادة الطلب على الطاقة
التقليدية" .
التقليدية" .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق