صادفت امس (23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013) الذكرى الثانية لصدور تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، وهي ذكرى «حزينة» لكل من كان يتمنَّى أن يكون التقرير فرصة تاريخية لاتخاذ خطوات تصحيحية في الملفِّ الحقوقي المثقل جدّاً، وفرصة تاريخية للبدء بعملية سياسية تنتج عنها مصالحة وطنية شاملة.
إنَّها ذكرى حزينة بشهادة أقرب المقربين لحكومة البحرين. فيوم أمس أصدرت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني تقريراً موسعاً جدّاً عن علاقات بريطانيا بكل من السعودية والبحرين. التقرير البرلماني البريطاني كان واضحاً جدّاً في أنَّه يرى أنَّ حكومة البحرين فشلت في تنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق، وأهدرت فرصة ثمينة لتحسين سُمعتها... وبحسب اللجنة البرلمانية البريطانية فإنَّ هذا الأمر يصعب تفسيره، فلو أن التوصيات تم تنفيذها لكان أسهل بالنسبة إلى المجتمع الدولي ككل في التعامل بطريقة مختلفة مع الوضع البحريني .
إنَّ القول بالفشل في تنفيذ توصيات تقصي الحقائق لم يأتِ فقط من اللجنة البرلمانية البريطانية، وإنَّما أيضاً من الشخص الثاني في اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، البروفيسور نايجل رودلي، الذي تنشر «الوسط» اليوم رأيه الذي صرَّح به بمناسبة الذكرى الثانية لصدور التقرير .
رودلي قال «إنني لا أستطيع أن أخفي خيبة أملي بشأن الوضع الحالي»، فقد اعتقد رودلي - بحسب تصريحاته المنشورة اليوم - أنَّ خطوات تصحيحية ستتخذ لتشكل أساساً للمصالحة بين الطائفتين الرئيسيتين في البحرين... «إلا أنَّه من الصعب ألا نستنتج أنَّ الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان استمرَّت حتى الآن، وأنَّ السبب في ذلك أنَّ مرتكبيها يأمنون العقاب».رودلي كان منزعجاً جدّاً وهو يقول «إن ما يثير الشكوك حول ما يجري هو كيفية التعامل مع الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها مقرِّر الأمم المتحدة الخاص بالتعذيب للبحرين، وكيف أنَّ الحكومة لم تتجاوب بشكل مناسب، وفي نهاية المطاف أجَّلت الزيارة إلى أمد غير معلوم، والتفسير المعقول لهذا التصرف هو الخشية من أنَّ المقرِّر سيكشف عن مظاهر واسعة من انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة».اللجنة البرلمانية البريطانية من جانبها أيضاً أوصت بـ «أن تبذل الحكومة البريطانية مساعي من أجل تأمين دعوة مقرِّر الأمم المتحدة المعني بالتعذيب، وأن تكون هذه النقطة من أولويَّات الفريق العامل المشترك القادم مع السلطات البحرينية... وأنَّ على بريطانيا أن تضغط بسرعة وقوة أكبر من أجل تنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق، والانخراط بجدية في الحوار والتجاوب مع آليَّات الأمم المتحدة من أجل إعادة تأسيس النوايا الحسنة. وإنَّه إذا لم يكن هناك تقدم كبير مع بداية العام 2014، فإنَّ على الحكومة البريطانية أن تُدرج البحرين في قائمة الدول «المثيرة للقلق» في تقريرها السنوي عن حقوق الإنسان».إنَّها حقّاً ذكرى «حزينة»، والأمر المحزن أكثر أنَّه كان بالإمكان أن تكون هذه الذكرى سعيدة جدّاً؛ لأنَّ كل المقومات متوافرة لتحقيق نجاحها فيما لو توافرت العزيمة. إنَّ هذه الذكرى الحزينة مقلقة؛ لأنَّها توضح أن البحرين لاتزال أمام مفترق طرق، وإلى الآن لا توجد أفكار تدفع بالوضع السياسي إلى الناحية الإيجابيَّة .http://beladitoday.com/?iraq=%C7%E1%D0%DF%D1%EC-%C7%E1%CB%C7%E4%ED%C9-%AB%C7%E1%CD%D2%ED%E4%C9%BB-%E1%CA%DE%D5%DC%ED-%C7%E1%CD%DE%C7%C6%DE-%DD%ED-%C7%E1%C8%CD%D1%ED%E4-&aa=news&id22=19125
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق