الأحد، 20 ديسمبر 2015

وزير الخارجية يرفض لقاء نظيره التركي إلا بعد انسحاب الأتراك بالكامل من العراق



~  بغداد- بلادي اليوم
كشف مصدر رفيع في وزارة الخارجية، امس السبت، عن رفض الدكتور إبراهيم الجعفري لقاء نظيره التركي مولود جاويش اوغلو في نيويورك بوساطة أميركية، مؤكداً أن الجعفري اشترط اعلان الانسحاب من الأراضي العراقية. وقال المصدر في تصريح صحفي إن الجعفري رفض لقاء نظيره التركي في نيويورك بوساطة أميركية الا بعد ان يعلن الاتراك انسحابهم من الاراضي العراقية. وأضاف المصدر أن "الجعفري رفض عرضاً من تركيا بإعادة الانتشار لقواتها واصر على التزامها بالانسحاب الكامل. الى ذلك قال وزير الخارجية الدكتور ابراهيم الجعفري امس السبت, ان تركيا لم تسحب قواتها من العراق, مبينا ان "الحكومة ترفض اعادة انتشار القوات التركية".وذكر الجعفري في مُؤتمَره الصحفيّ الذي عقده في مجلس الأمن بحسب بيان لوزارة الخارجية ان "العراق فـُوجـِئ في بداية الامر بدخول قوات مُسلـَّحة تركيّة في الثالث من شهر كانون الأوَّل إلى عُمق 110 كيلومتر من دون مُوافقة العراق، ولا حتى علم العراق؛ وهو سابقة خطيرة أن تـُخترَق سيادة العراق, مبينا ان "العراق يتمسَّك بسيادته، ووحدة أرضه، ولا يسمح لأحد أن يخترقه، وفي الوقت نفسه تعامل مع تحالف دوليٍّ شُكـِّل في العام الماضي إثر انتهاك حُرمة العراق من قِبَل داعش، والتزمت كلُّ قوات التحالف بأن لا تطير طائرة، ولا تدخل أي جنديّ إلى أرض العراق إلا بإذن عراقيٍّ".واضاف ان "من الطبيعيِّ أنْ يدرسَ العراقُ هذا الموضوع بشكل طارئ، واتخذ مجلس الأمن الوطنيّ قراراً بالاستنكار، وبإبلاغ الحكومة التركيّة بسحب قواتها، والإعلان عنه في مُدَّة لا تتجاوز 48 ساعة، وفي الوقت نفسه أبلغ العراق تركيا عبر سفيرها في بغداد، ووجَّه له رسالة استنكار، وطالبه بإبلاغ الحكومة التركيّة بسحب هذه القوات خلال مُدَّة 48 ساعة".، كما استضاف العراق سفراء الدول الدائمة العضويّة في مجلس الأمن في بغداد، وشرح لهم الموقف، وكلهم اتفقوا على ادانة هذا التدخـُّل, أيَّدوا العراق بأنـَّه خرق للسيادة, يُساعِدون العراق في سحب هذه القوات، ووعدوا بأن يقفوا إلى جانب العراق في مجلس الأمن".واشار الى ان "الجانب التركيّ رغب أن يُرسِل وفداً إلى بغداد، واستقبلناه، وكان برئاسة وزير الخارجيّة الانتقاليّ فريدون أوغلو مع مسؤول المُخابَرات، وجرى حديث مُفصَّل معه, وفي نهاية الحديث أعرب عن قناعته المبدئيّة بسحب القوات التركيّة، وطلب منا أنـَّه عندما يعود إلى أنقرة سيُعلِن بشكل رسميٍّ عن الانسحاب، ولكننا فـُوجـِئنا مرّة ثانية أن يُعلـَن من أنقرة بأنهم يُؤكـِّدون عدم سحب هذه القوات، وأنَّ القوات تبقى كما هي، وأنَّهُ يُعادُ انتشارها، فواصلنا جُهُودنا، وأجرينا اتصالات عالية المُستوى مع وزراء الخارجيّة للدول دائمة العضويّة، وشرحنا موقف العراق بحثاً عن الحلِّ السلميِّ، وظلت جُهُودنا تتواصل إلى ما قبل اجتماع مجلس الأمن بدقائق؛ من أجل أن نحلَّ القضيّة بطريقة سلميّة".وتابع الجعفري ان "الطرف التركيَّ لا يذكر كلمة الانسحاب،وإنـَّما يُعرِّف وجود القوات المُسلـَّحة التركيّة مع إعادة الانتشار؛ ممّا يعني بقاءها في العراق؛ وهذا بالنسبة لنا يُشكـِّل استفزازاً، وسابقة خطيرة, ويُؤسِفني أن أسمع منهم أنَّ هذا جرى بالاتفاق مع مُحافِظ الموصل".واضاف انه "في الوقت الذي يكون أمر خرق السيادة وعلى مُستوى قواتٍ مُسلـَّحة غير عراقيّة تدخل العراق بهذا العمق وبهذا الانتشار على أنَّهُ جرى بالاتفاق مع مُحافِظ، أو حكومة محليّة, أؤكـِّد لكم أنَّ كلَّ أعضاء دول التحالف الدوليِّ الذي شُكـِّل في 2014 هنا في نيويورك لا يُدخِلون المُستشارين العسكريِّين إلى العراق إلا بإذن، وترخيص عراقيّ، كما لا تطير أيّ طائرة إلا بتنسيق مع القوات المُسلـَّحة العراقيّة".واردف الجعفري "نحن اضطررنا إلى تقديم هذه الشكوى إلى مجلس الأمن مع تمسُّكنا الشديد بحفظ العلاقة الطيِّبة مع دول العالم عامّة، ودول الجوار الجغرافيّ بصورة خاصّة، ولكن عندما تـُخرَق السيادة بهذه الطريقة، ونستنفد أساليب الحوار مع تركيا لم يكن أمامنا إلا اللجوء إلى مجلس الأمن".وقال الجعفري ان "إعادة انتشار القوات التركية تعني أن تبقى في العراق، وهذا غير مسموح به، ويُشكـِّل استفزازاً حقيقـيّاً لضمير المُواطِن العراقيِّ، ونحن حريصون أشدَّ الحرص أوَّلاً على عدم خرم السيادة العراقـيّة، وثانيا احترام مُواطِنينا، واحترام مُكوِّنات الشعب العراقيِّ، والسلطات العراقـيّة المُختلِفة".واضاف "نحن نبقى نتمسَّك بالدفاع عن السيادة، ونعتبره ضرورة، وتتفق معنا دول العالم كافة التي أخبرت مُباشَرة عن موقفها سواء كان على مُستوى السفراء في بغداد، أم وزراء الخارجيّة الأجانب، أم وزراء الخارجيّة العرب، ودَعَوْنا إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجيّة العرب, مبينا ان "كلُّ مَن التقيناه، أو تحدَّثنا معه كان يتفق معنا أنَّ هذا الخطوة تـُعَدُّ خرقاً للسيادة العراقـيّة، وأعرب عن موقفه الإيجابيِّ المُتضامِن مع العراق".وتابع الجعفري "العراق يتخذ كلَّ الإجراءات الضروريّة كافة لإنهاء هذا العمل العدائيِّ, هل هذا يشمل أيَّ إجراءات عسكريّة إذا أمكن من قِبَل العراق في المُستقبَل، كما تطرَّقت إلى موقف الحكومات المحليّة منها حكومة إقليم كردستان التي رحَّبتْ بالوجود التركيِّ في محافظة الموصل, وعن موقف الحكومة العراقيّة إزاء هذا،قال الجعفريّ "هذا الشأن سياديّ تـُقرِّره الحكومة، والقوات المُسلـَّحة العراقـيّة، والقائد العامّ للقوات المُسلـَّحة العراقيّة هو رئيس الوزراء, هذا ليس شأناً محليّاً، نعم عندما تكون إعادة انتشار القوات المحليّة من محافظة إلى محافظة كأن يكون من كركوك إلى سليمانيّة، أو داخل سليمانيّة، أو دهوك فهذا شأن محليّ، أمّا عندما تدخل قوات أجنبيّة بهذا الحجم بعمق 110 كيلومترات فهذا شأن سياديّ تـُقرِّره الحكومة، ويتفاعل معه البرلمان، والسلطات المعروفة".واضاف الجعفري "بالنسبة لنا لا نبدأ حرباً، ولا نـُحبِّذ أن نـُوجـِد أجواءً من شأنها أن تجرَّ العراق، ودول الجوار الجغرافيِّ إلى حُرُوب.. لدينا تجربة طويلة مع الحكومات التي ورَّطت العراق سواء كانت في حُرُوب محليّة، أم إقليميّة، لكننا نضع مجلس الأمن أمام مسؤوليّـته، أمّا إذا كان العراق في حالة دفاع عن كرامته، وعن أرضه، وعن ثرواته، وما شاكل فهذا بحث آخر.. العراق يجب أن يُدافِع عن نفسه بكلِّ السُبُل المشروعة".وبين الجعفريّ "نحن لن ننزل إلى المعركة، والحرب إلا مع داعش؛ باعتبارها عدوَّة للعراق، وعدوة للإنسانيّة كلـِّها.. نحن مَن حمل شعار: يجب تجميد كلِّ المعارك في كلِّ الدول مادامت المعركة الحقيقـيّة التي تـُهدِّد كلَّ العالم هي معركة الإرهاب عُمُوماً، وداعش بصورة خاصّة, موضحا "نحن لا ننوي فتح معركة مع أيِّ دولة من دول العالم، لكن عندما يتعرَّض العراق، وثروة العراق، وسيادة العراق تبقى الأبواب كلـُّها مفتوحة, نحن لجأنا إلى مجلس الأمن بعد أن استنفدنا أسلوب الحوار كمحطة، ونأمل أنْ نبتعدَ كلَّ البُعد عن الحرب؛ لأنَّ الحُرُوب لا رابح فيها, كلُّ الذين يشتركون في الحُرُوب بشكلٍ أو بآخر يتقاسمون الخسارة قبل أن يتقاسموا الربح".
 

http://beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=52412&lang=

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق