حين تسير في شوارع العاصمة بغداد لا تشعر أنك في مركز مدينة تأريخية أمتد عمرها لآلاف السنين، فهي ليست بعيدة عن أنظار أمانة بغداد ومسؤوليها، ومنها على سبيل الذكر شارع الجمهورية الذي تحتل بناية الأمانة جانباً منه من جهة ساحة الخلاني، ولا يمكن أن نسميه شارعاً وفق المعايير المطبقة على سواه من الشوارع، فلا أرصفة تميزه، ولا بنايات تشكّل علامة فارقة فيه، إلّا (البسطيات والجنابر والسقوف العشوائية) التي باتت أهم ميزة لشارع حيوي يقع في مركز بغداد العاصمة. وشارع الرشيد هو الآخر يعاني الإهمال المتعمد من أمانة بغداد على الرغم من أننا نلحظ بعض مسؤوليها يتجولون فيه من دون أن يرتجف لهم جفن خجلاً من حاله المزري، فلا تجد له أرضية مناسبة لسير السيارات، فضلاً عن أكوام القمامة التي تملأه، بدءاً من ساحة حافظ القاضي وصولاً لساحة الرصافي التي تحولت إلى مكب للنفايات، وموقفاً لعربات الدفع للحمالين وساحة تخزين لبضائع التجار وغيرهم. باب المعظم رئة بغداد، هو الآخر الجزء المنسي في قلب العاصمة يشكو الحرمان من أية خدمات تتناسب وموقعه بجوار جامعة بغداد وكليات أخرى من الجامعة المستنصرية، فحين يؤدي بك القدر إلى هذه المناطق لا ينتابك أدنى تصور أنك في مركز عاصمة الدنيا بغداد.
هذه نماذج بسيطة من العاصمة بغداد قريبة جداً من مبنى أمانتها وممراً لأمينتها يومياً لكن يبدو أن الزجاج المظلل لعجلاتها ذات الدفع الرباعي حجب الرؤية عنها تماماً كما حجبها عن غيرها من المسؤولين في تقديم الخدمة لبلدهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق