الأربعاء، 20 أغسطس 2014

ابراهيم الجعفري .... سيسي العراق

ابراهيم الجعفري .... سيسي العراق


ما حصل اليوم في بغداد يشبه الى حد كبير ما فعله السيسي في مصر حيث إن الاخوان هناك تسلطوا على رقاب الناس بعملية ديمقراطية و من ثم نهبوا مصر و حولوها خلال سنة من حكمهم من منارة للأدب و الفن الى تورابورا جديدة و رجعوا بالناس الى عصر الجواري و الإماء و أسلمة المجتمع و هذا ما فعله المالكي و حزب الدعوة حيث عملوا على دعونة الدولة ( من حزب الدعوة ) و نهبوا خيرات العراق و ملؤا الارض فسادا بحيث اصبح العراق من اكثر بلدان العالم فسادا و اشتروا الضمائر و الذمم و تحول حاشية المالكي من أناس معدمين قبل التحرير الى أصحاب المليارات و أغرقوا بنوك دبي و أوروبا بأموال السحت الذي سرقوه من قوت الشعب .

أنا بأعتقادي بأن سيسي العراق كان ابراهيم الجعفري الذي سحب البساط من تحت المالكي و هدم عرش الشيطان الذي بناه خلال ثمان سنوات و هذا ما لم يتوقعه أحد نظراً الى شخصية الجعفري المسالمة و القريبة من التصوف منها الى المواجهة و كانت فعلا ضربة معلم كما يقول المصريون ترنح على أثرها المالكي و حاشيته و جعلهم في حيص بيص قد يؤدي بهم الى ارتكاب حماقات تكون عواقبها و خيمة عليهم و على الشعب العراقي .

إن الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت و سنرى تحشيداً إعلاميا و بشريا من المالكي و حاشيته خاصة و أنهم يملكون الجزرة التي يلوحون بها للذين على استعداد لبيع ضمائرهم ألا وهي الأموال الطائلة التي بحوزتهم ، و سيركزون كما فعل مرسي في مصر على كلمة ( الشرعية ) و قد يقدمون كما قلنا على حماقة تهد المعبد المترهل أصلاً من خلال الزج بمليشيا عصائب اهل الحق المسلحة لخلق مواجهات دموية ضد أصحاب ( الانقلاب ) و هنا سيتدخل جيش المهدي و يحصل ما لا تحمد عقباه ، و من أجل درء الفتنة عن العراق و التفرغ للمهمة الأصعب ألا وهي طرد داعش من العراق على القادة و أهل الحل و العقد في البرلمان العراقي و من خلفهم المجتمع الدولي الذي رحب بهذا التغيير أن يقوموا بعدة أمور على وجه السرعة منها :

اولاً:

أيصال رسالة شديدة اللهجة و حازمة في فحواها الى المالكي بأن القيام بأية حماقة ستكلفه و من معه غالياً و سيقدم الى المحاكمة .

ثانيا:

الطلب من الجيش العراقي أن يكون ولو لمرة واحدة في تاريخه جيشا و طنيا و أن لا يقف على الحياد بل ينحاز الى العراق كوطن و شعب و أن لا يكون أداة قمع مرة أخرى .

ثالثا :

الطلب من السيد العبادي تقديم تشكيلة حكومته على وجه السرعة و من ثم تقديم التشكيلة للبرلمان للمصادقة عليها في مدة لا تتجاوز ١٥ يوماً .

رابعاً :

الطلب من الجامعة العربية الضغط على دول الجوار العربي بمباركة هذا التغيير كما فعلوا مع مصر و المساهمة في القضاء على الارهاب الذي إن بقي في العراق سيتحول لا محالة الى دولهم .

خامسا:

الدعوة الى عقد مؤتمر وطني حقيقي للمصالحة و الاستفادة من تجارب الدول التي كانت لها مشاكل تشابه مشاكلنا و منها جنوب افريقيا و العمل على طي صفحة الماضي الأليم و البدء في بناء عراق جديد .

على الشعب العراقي أن يطوي صفحة الثمان سنوات العجاف من تأريخه و يحاول لملمة الجراح و العمل على بناء الوطن من جديد على أسس الشراكة الفعلية و نبذ سياسات الإقصاء و التهميش لأي مكون من مكوناته ، و إلا ستكون النتائج و خيمة و تهدد مستقبل هذا الوطن و وحدته أراضيه وهذه هي فرصتنا الاخيرة التي إن فرطنا فيها فلن تقوم للعراق قائمة بعدها و لات حين مناص .

بقلم: علي الاركوازي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق