الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014

جدار برلين والفرصة الضائعة



قبل ربع قرن من الآن، انهار جدار برلين، مشكلاً بالنسبة للعديد من المراقبين علامة فارقة على نهاية الحرب الباردة. والحال أن الأمر لم يكن كذلك، أولاً لأن الحرب الباردة بدأت قبل بناء جدار برلين في عام 1961، وثانياً لأنها توقفت ليس بفعل حدث معين، بل نتيجة عملية مستمرة دامت سنوات بعد وصول جورباتشوف للسلطة.. وأيضاً لأن الجدار إذا كان قد انهار بالصورة التي شاهدناها فذلك لأن النظام الدولي القائم على الثنائية القطبية بدأ في التآكل واستنفد قدرته على الاستمرار. لذا لابد من التعامل مع سقوط جدار برلين على أنه مجرد رمز وليس علامة فارقة. أما إذا كنا نبحث عن تاريخ معين لانهيار المنظومة الشيوعية، فعلينا الإشارة إلى تاريخ 29 نوفمبر 1990 باعتباره اليوم الذي صوت فيه مجلس الأمن الدولي لمصلحة القرار 678 الذي أعطى بموجبه للعراق مهلة حتى 15 يناير 1991 للانسحاب من الكويت، وإلا تعرض لعمليات عسكرية تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة. واللافت وقتها أن الاتحاد السوفيتي صوت لمصلحة القرار الذي أجاز استخدام كل الوسائل الممكنة، بما فيها القوة، لإرغام صدام حسين على مغادرة الكويت.وكان واضحاً أن جورباتشوف أعطى أولوية للأمن المشترك والتفاهم مع الولايات المتحدة على النظام التقليدي الذي اعتاد الدفاع عن الحلفاء واستخدام الفيتو لإبطال مبادرات مجلس الأمن. والحقيقة أن الزعيم السوفيتي اتخذ قراراً حاسماً بالتخلي عن أحد حلفائه الاستراتيجيين في الشرق الأوسط، وزبون مهم للسلاح الروسي، الأمر الذي انسجم وقتها مع الإصلاحات التي أطلقها جورباتشوف لدى وصوله إلى الكرملين والمعروفة باسم البرسترويكا والتي من أهم بنودها إعطاء زخم لمنظمة الأمم المتحدة بعدما تعرض دورها في .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق