هناك علاقة تضاد بين هوية الجاني وهوية الضحية ويبلغ التضاد أقصاه حين
يكون الجاني قاتلاً والضحية مقتولاً؛ خصوصاً بصورة القتل الجماعي حين يبلغ
عددياً المئات ونوعياً حين يشمل الشرائح الاجتماعية المختلفة وكيفيّاً
عندما تكون الطريقة كارثية وظرفيّاً باقتران جريمة القتل بالعيد!!..
قد يتفنن الجاني في إخفاء نفسه عن مسرح الجريمة لكنه لا يستطيع اخفاء هويته.. واذا كان من المهم معرفة اسم المجرم فمن الأهم معرفة هويته في عالم يشتد فيه صراع الهويات ويقترب من شفى "حروب الهويات" حتى يتدبر أمرها ويتلافى آثارها ويتوقى اشتعالها في البلدان التي لم تُبتلَ بها الى الان.. لقد كانت الحروب الصليبية حروباً ذات طابع ديني وكان رمزها الصليب ما جعلها تسمى باسم "الصليبية" كذلك كانت "حرب الثلاثين عاماً" (1618 - 1648) م في ألمانيا بين الشمال والجنوب من البروتستانت والكاثوليك وسرعان ما امتدت الى الخارج الألماني الى الدانمارك والسويد.. لتتحول من ألمانية ألمانية الى أوروبية أوروبية.
وعلى ما ينقل المؤرخ الفرنسي "غوستاف لوبون" عن محاكم التفتيش, في كتابه حضارة العرب: (يستحيل علينا أن نقرأ دون أن ترتعد فرائصنا من قصص التعذيب والاضطهاد التي قام بها المسيحيون المنتصرون على المسلمين المنهزمين، فلقد عمّدوهم عنوةً، وسلّموهم لدواوين التفتيش التي أحرقت منهم ما استطاعت من الجموع، واقترح القس “بليدا” قطع رؤوس كل العرب (المسلمين) دون أي استثناء ممّن لم يعتنقوا المسيحية بعد، بما في ذلك النساء والأطفال، وهكذا تم قتل أو طرد ثلاثة ملايين منهم!! )
دين النصرانية ونبيّها الكريم (ع ) بريء من مرتكبي هذه الجريمة بَراءة الذئب من دم يوسف.. إذ لا دين يقضي بالتجرّؤ على حياة الانسان أو ينتهك كرامته؛ لكنّ هذه الجرائم النكراء قد وضعت أمم العالم على المحك ليتضح من الذي يقف مع المجرم ومن الذي يقف مع الضحية..
ومثلما استحقت الامم التي جنت على الضحايا لعنة التاريخ لانها ساهمت بالإجرام أو أعانت عليه أو سكتت بوجهه فستستحق الامم المعاصرة كذلك هذا العقاب اذا ما سكتت على هذه الجرائم!!..
من هم ضحايا العيد في الكرادة؟؟ إنهم الصيّام في شهر رمضان والمتواصلون في أجواء القطيعة والباذلون رغم الفقر ومن أهل العفة والكرامة وهم الموالون والمحبّون لأهل البيت (ع) وهم الجمع المتنوّع ركبُهم من الاطفال والنساء والشباب والكهول والكبار.. استُهدفوا بهذه الصفات فهم "هوية الضحايا" أما الجناة فإنهم المستبيحون حرمة شهر الله وحرمة الانسان.. ومن امتدت يدهم الآثمة لاغتيالهم بأبشع صورة فهم "هوية الجناة" هؤلاء نحن سنّةً وشيعة!! وأولئك هم من الطائفيين!! هنيئاً للشهداء وتبّاً للأشقياء وتعساً.. من لم يمت اليوم فغداً و"من لم يمت بالسيف مات بغيره" لكنّ "قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار" و"الله مولانا ولا مولى لهم" خسارة الشهداء لا تعوّض!! لكنّ أمّتهم معطاء بالخير والإنجاب..
انهم عرجوا بأرواحهم الى السماء في شهر الطاعة لينتقلوا الى عالم الفردوس الأعلى ويحظوا برفقة الصالحين }وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مّنَ ٱلنَّبِيّينَ وَٱلصّدّيقِينَ وَٱلشُّهَدَاءِ وَٱلصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً{..
هذا أقصى ما يتطّلع اليه المؤمن في الحياة!!.. أن نتمسك بالحياة ونحفظ كرامة الانسان ونقيم السعادة فيها شيء وأن نهزم أمام التحديات فهو شيء آخر.. قليل أن نحزن على مثل شهدائنا وجدير أن نكثر من ذكرهم ورائع أن نستحضر مكانتهم وأروع أن نكمِّل دورهم.. حتى نقيم دعائم الدولة على أسس العدل والامن والمحبة والازدهار..
http://beladitoday.com/?iraq=%E3%E4-%C7%E1%D6%CD%ED%C9-%E6%E3%E4-%C7%E1%CC%C7%E4%ED-%BF-&aa=news&id22=65343
قد يتفنن الجاني في إخفاء نفسه عن مسرح الجريمة لكنه لا يستطيع اخفاء هويته.. واذا كان من المهم معرفة اسم المجرم فمن الأهم معرفة هويته في عالم يشتد فيه صراع الهويات ويقترب من شفى "حروب الهويات" حتى يتدبر أمرها ويتلافى آثارها ويتوقى اشتعالها في البلدان التي لم تُبتلَ بها الى الان.. لقد كانت الحروب الصليبية حروباً ذات طابع ديني وكان رمزها الصليب ما جعلها تسمى باسم "الصليبية" كذلك كانت "حرب الثلاثين عاماً" (1618 - 1648) م في ألمانيا بين الشمال والجنوب من البروتستانت والكاثوليك وسرعان ما امتدت الى الخارج الألماني الى الدانمارك والسويد.. لتتحول من ألمانية ألمانية الى أوروبية أوروبية.
وعلى ما ينقل المؤرخ الفرنسي "غوستاف لوبون" عن محاكم التفتيش, في كتابه حضارة العرب: (يستحيل علينا أن نقرأ دون أن ترتعد فرائصنا من قصص التعذيب والاضطهاد التي قام بها المسيحيون المنتصرون على المسلمين المنهزمين، فلقد عمّدوهم عنوةً، وسلّموهم لدواوين التفتيش التي أحرقت منهم ما استطاعت من الجموع، واقترح القس “بليدا” قطع رؤوس كل العرب (المسلمين) دون أي استثناء ممّن لم يعتنقوا المسيحية بعد، بما في ذلك النساء والأطفال، وهكذا تم قتل أو طرد ثلاثة ملايين منهم!! )
دين النصرانية ونبيّها الكريم (ع ) بريء من مرتكبي هذه الجريمة بَراءة الذئب من دم يوسف.. إذ لا دين يقضي بالتجرّؤ على حياة الانسان أو ينتهك كرامته؛ لكنّ هذه الجرائم النكراء قد وضعت أمم العالم على المحك ليتضح من الذي يقف مع المجرم ومن الذي يقف مع الضحية..
ومثلما استحقت الامم التي جنت على الضحايا لعنة التاريخ لانها ساهمت بالإجرام أو أعانت عليه أو سكتت بوجهه فستستحق الامم المعاصرة كذلك هذا العقاب اذا ما سكتت على هذه الجرائم!!..
من هم ضحايا العيد في الكرادة؟؟ إنهم الصيّام في شهر رمضان والمتواصلون في أجواء القطيعة والباذلون رغم الفقر ومن أهل العفة والكرامة وهم الموالون والمحبّون لأهل البيت (ع) وهم الجمع المتنوّع ركبُهم من الاطفال والنساء والشباب والكهول والكبار.. استُهدفوا بهذه الصفات فهم "هوية الضحايا" أما الجناة فإنهم المستبيحون حرمة شهر الله وحرمة الانسان.. ومن امتدت يدهم الآثمة لاغتيالهم بأبشع صورة فهم "هوية الجناة" هؤلاء نحن سنّةً وشيعة!! وأولئك هم من الطائفيين!! هنيئاً للشهداء وتبّاً للأشقياء وتعساً.. من لم يمت اليوم فغداً و"من لم يمت بالسيف مات بغيره" لكنّ "قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار" و"الله مولانا ولا مولى لهم" خسارة الشهداء لا تعوّض!! لكنّ أمّتهم معطاء بالخير والإنجاب..
انهم عرجوا بأرواحهم الى السماء في شهر الطاعة لينتقلوا الى عالم الفردوس الأعلى ويحظوا برفقة الصالحين }وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مّنَ ٱلنَّبِيّينَ وَٱلصّدّيقِينَ وَٱلشُّهَدَاءِ وَٱلصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً{..
هذا أقصى ما يتطّلع اليه المؤمن في الحياة!!.. أن نتمسك بالحياة ونحفظ كرامة الانسان ونقيم السعادة فيها شيء وأن نهزم أمام التحديات فهو شيء آخر.. قليل أن نحزن على مثل شهدائنا وجدير أن نكثر من ذكرهم ورائع أن نستحضر مكانتهم وأروع أن نكمِّل دورهم.. حتى نقيم دعائم الدولة على أسس العدل والامن والمحبة والازدهار..
http://beladitoday.com/?iraq=%E3%E4-%C7%E1%D6%CD%ED%C9-%E6%E3%E4-%C7%E1%CC%C7%E4%ED-%BF-&aa=news&id22=65343
مقالات للكاتب د . إبراهيم الجعفري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق