الأحد، 20 أغسطس 2017

إدعاء البطولة واغتيال الكفاءة

د . إبراهيم الجعفري

إنَّ ظاهرة بطل الشاشة تشير الى الاقدام والشجاعة أو التميّز بين الأقران أو التفوّق على الاخرين، واذا كان قد غلب على استعماله بمرحلةٍ ما في ميدانٍ معيّن أو ميادين محددة فاليوم قد اتسعت مجالاتُ تطبيقاتِه لتعمَّ الاختصاصات الثقافية والأدبية والفنية والسياسية والطبية والهندسية ومع اقترانها بالكفاءة تكون قد فتحت البطولةُ ابوابها للأقوى على مدار الزمن وبشكلٍ دوري سواء كان سنوياً او موسمياً.. وتكون جماهير المتلقين على موعدٍ زمني ثابت مع المسابقة المزمع إجراؤها وما يمكن أن تكشف عنه من ولادات جديدة في قابل الايام..
عادة ما تكون حجوم الابطال مستمدة من حجوم كفاءاتها التي تكشف عن الموهبة ويلمسها المتلقي بشكل مباشر عبر شاشة التلفزيون او المشاهدة بالعين المجردة لكن ظاهرة "سرقة الكفاءة" أو "سرقة البطولة" ما سلمت منها الاوساط المختلفة فقد يتقدم الأقل كفاءة على الاكثر بالمسابقات الشعرية والفنية المختلفة كما هي عليه الاوساط الرياضية فاستخدام الهورمونات مثلاً قد يمنح المحقونين بها قدرةً غير اعتيادية رغم انها مضرة بالصحة!!.. اتساع المفهوم للمثقف والشاعر والطبيب والفارس والمهندس والسياسي كل واحد من هؤلاء أخذ حجمه بالشاشة من خلال حجمه في ميدان عمله ومسرح تصدّيه غير ان ظاهرة سرقة الحجوم خصوصاً بالمجال السياسي قد برزت مؤخراً بأشكالٍ مختلفة.. وقد تأسست لذلك "مجاميع ضغط" ووضع لها ميزانية أموال ومناهجُ عملٍ بل اعتمد بعضها على العنف للابتزاز وهو من أقبح ما شهدته مواسم الانتخابات من التجرّؤ بممارسة الضغط على المرشحّين.. 
ما المتوقع لمثل هذه الممارسات ان تفرز من نتائج؟! والنتائج كما يقال تتبع أخسّ المقدمات ثم ما الذي ينتظر من سُرَّاق الأصوات ومحرّفي الحقائق ان يقوموا من أعمال عند فوزهم وتصدّيهم للمسؤولية!! وهم يشرفون على أموال الناس وممتلكات الدولة وتشريعات القوانين وإعادة بناء المؤسسات ومكافحة الفساد.. بل سيبذلون قصارى جهدهم لتعميم الاتهام لأكبر عدد ممكن من الابرياء لغرض تخفيف الضغط على ذواتهم بعد ان توحّلوا بمختلف انواع الفساد..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق