الثلاثاء، 12 أبريل 2016

ناصر الظاهري تساؤلات عفو الخاطر


 حينما يلتقي الأصدقاء اليوم، يكون الماضي محور حديثهم فقط، حيث تلك المساحات الخضراء المتقاطعة من الأحلام والذكريات، وأشياء الدنيا التي فُطرت عليها، كالطفولة، والبراءة، ومساكن الإنسان الأول، حيث الطين والصلصال والماء، ولا شيء يساوي قبضة اليد، تلك التي تشبعه، فتتساوى عنده النجوم والصخور والزهر، وحيث المساحات الرمادية من التعب والشقاء، ومكابدة الأيام. حينما تعلم الفطنة، وودع الطفولة بإنبات شعر كث على جسده كالجد الأول، وبدأ الصيد، وانتقاء الفرائس، والظفر بكل شيء على الأرض، وتلك المضغة السوداء التي تسكنها المُلّكية. الأصدقاء الملتقون، ربما اليوم ماضيهم هو الذي كان المستقبل، وكان الأحلام يومذاك، وقد استهلكوه في صغرهم، وتمنياتهم، وأمانيهم، أو ربما تناقص العمر، بحيث لم يعد أمام الخطوات سنوات، بكثر ما تركت وراءها، هو السبب الذي يجعل الإنسان لا يحب العد، ولا الركض إلى الأمام، لأن المجهول هو الواضح، وغيره ظلمة العتمة والرماد!

http://beladitoday.com/?iraq=%CA%D3%C7%C4%E1%C7%CA-%DA%DD%E6-%C7%E1%CE%C7%D8%D1&aa=news&id22=59905

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق