على مدى شهرِ رمضانَ المبارك يقاوم الصائمُ رغباتِ نفسِه كلِّها من
الأكل وباقي الرغبات وقد أخذت إرادته قدراً وافراً من التربية بحيث يفترض
ان يكون قد عاد كما ولدته أمّه من جديد..
بذلك يبدأ َرحلةَ ما بعد العيد بإرادةٍ جديدةٍ يقوى بها على نفسه وهو وان أدّى فريضة الصوم الأداء بقي عليه أن يؤدي الصوم الإقامة.. وهي أوسع بالتطبيق من حيثُ شمولُها لباقي الجوارح بما يرى وما يسمع وما يظن وما يكسب وو..
فريضة الصوم التي تمتد لشهرٍ من الزمن في كلّ عام تتكفل اعادة بناء الشخصية بناءً روحياً وفكرياً وسلوكياً وما يترتب عليها من آثارٍ عائليةٍ واجتماعيةٍ وحتى سياسية.. المجتمع الصائم يتحسس مشاعر الفقراء ويئنُّ لأنينهم ويعمل ما بوسعه لإسعافهم كما تنبعث نفسه على التعفف من المال الحرام والكلام الحرام؛ مثلما يتروّض على الصبر والصمود؛ ومواجهة الحصار مهما كان شكله وأمده؛ توالي التحديات على كلِّ انسان من شأنه تعريضه للانهيار وما لم يتمتع بجهاز كبحٍ داخلي يثبّت أقدامه على أرضٍ صلبةٍ وبالاتجاه الصحيح لا تتاح له فرصة التواصل في منعرجات الحياة الصعبة..
كان المؤمن على موعدٍ مع هذا الشهر الفضيل بكلّ عطاءاته؛ وها هو أوشك أن ينتهي بأيامه ولياليه غير أنّ مفردات محتوياته باقيةٌ بيد الانسان ان شاء فرّطَ بها وإن شاء تمسّك!!
من الصائمين من بدأ رحلة التربية الرمضانية منذ بداية الشهر وعزم على التواصل حتى بعد نهايته وبذلك كانت للشهر انعطافةٌ نوعيةٌ متواصلة في حياته..
لا صبر بلا صوم ولا صوم بلا نيّة وتصميم ولا أغنى من ثروة الصبر؛ فهو الحد الفاصل بين الصمود والهزيمة عبر التاريخ.. كلّ أمم العالم تتعرض الى تحديات تتفاوت بحجومها؛ ولا تملك الا الصمود بوجهها وإلا تندحر أيّاً كانت طبيعة التحديات هذه؛ بذلك تكون الثروة الاخلاقية مقرونة بالصوم وتحمل اسرار صموده.. مثلما تكون التحديات "مشترك أمم" يكون الصوم "مشترك تشريع" قال تعالى }يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{ لتوفير المعادل الكفيل بصونها من الانهيار.. هذا المرتكز الاخلاقي "التقوى" يمدّ المرء بالمقوّمات التي تضفي عليه طابعاً انسانياً مهما كانت ظروفه ومرحلته؛ ولا غرابة ان يكون الصوم تشريعاً نصرانياً ويهودياً وبوذياً وهندوسياً وصابئياً كما انه تشريع إسلامي.. انه عبادة وليس كباقي العبادات لانه ليس عبادة عمل بل عبادة كفّ عن العمل!! وهو ما يجعل الانسان الصائم والمجتمع الصائم على كامل الاستعداد للمواجهة وعدم التراجع..
لم يكن الصوم الثمرة الوحيدة لهذا الشهر العظيم بل كان لجنب ذلك شهر الدعاء الذي ينفتح به العبد بالحديث مع الله.. وهو شهر التوبة التي تفتح عنده أبواب السماء لتقبل الرجوع اليه تعالى؛ وهو قبل هذا وذاك شهر القرآن الكريم الذي يتولّى بناء الانسان والمجتمع..
وبعد فإنّ مِثْلَ هذه العطاءات وغيرها لا تنتهي من التداول في انتهاء الشهر بل يكون قد اكتسب ملكة الممارسة التي من شأنها ترسيخ الخصال الطيبة لديه..
http://beladitoday.com/?iraq=%E3%D4%C7%DA%D1-%D1%E3%D6%C7%E4%ED%C9-%DB%C7%E3%D1%C9--&aa=news&id22=64981
بذلك يبدأ َرحلةَ ما بعد العيد بإرادةٍ جديدةٍ يقوى بها على نفسه وهو وان أدّى فريضة الصوم الأداء بقي عليه أن يؤدي الصوم الإقامة.. وهي أوسع بالتطبيق من حيثُ شمولُها لباقي الجوارح بما يرى وما يسمع وما يظن وما يكسب وو..
فريضة الصوم التي تمتد لشهرٍ من الزمن في كلّ عام تتكفل اعادة بناء الشخصية بناءً روحياً وفكرياً وسلوكياً وما يترتب عليها من آثارٍ عائليةٍ واجتماعيةٍ وحتى سياسية.. المجتمع الصائم يتحسس مشاعر الفقراء ويئنُّ لأنينهم ويعمل ما بوسعه لإسعافهم كما تنبعث نفسه على التعفف من المال الحرام والكلام الحرام؛ مثلما يتروّض على الصبر والصمود؛ ومواجهة الحصار مهما كان شكله وأمده؛ توالي التحديات على كلِّ انسان من شأنه تعريضه للانهيار وما لم يتمتع بجهاز كبحٍ داخلي يثبّت أقدامه على أرضٍ صلبةٍ وبالاتجاه الصحيح لا تتاح له فرصة التواصل في منعرجات الحياة الصعبة..
كان المؤمن على موعدٍ مع هذا الشهر الفضيل بكلّ عطاءاته؛ وها هو أوشك أن ينتهي بأيامه ولياليه غير أنّ مفردات محتوياته باقيةٌ بيد الانسان ان شاء فرّطَ بها وإن شاء تمسّك!!
من الصائمين من بدأ رحلة التربية الرمضانية منذ بداية الشهر وعزم على التواصل حتى بعد نهايته وبذلك كانت للشهر انعطافةٌ نوعيةٌ متواصلة في حياته..
لا صبر بلا صوم ولا صوم بلا نيّة وتصميم ولا أغنى من ثروة الصبر؛ فهو الحد الفاصل بين الصمود والهزيمة عبر التاريخ.. كلّ أمم العالم تتعرض الى تحديات تتفاوت بحجومها؛ ولا تملك الا الصمود بوجهها وإلا تندحر أيّاً كانت طبيعة التحديات هذه؛ بذلك تكون الثروة الاخلاقية مقرونة بالصوم وتحمل اسرار صموده.. مثلما تكون التحديات "مشترك أمم" يكون الصوم "مشترك تشريع" قال تعالى }يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{ لتوفير المعادل الكفيل بصونها من الانهيار.. هذا المرتكز الاخلاقي "التقوى" يمدّ المرء بالمقوّمات التي تضفي عليه طابعاً انسانياً مهما كانت ظروفه ومرحلته؛ ولا غرابة ان يكون الصوم تشريعاً نصرانياً ويهودياً وبوذياً وهندوسياً وصابئياً كما انه تشريع إسلامي.. انه عبادة وليس كباقي العبادات لانه ليس عبادة عمل بل عبادة كفّ عن العمل!! وهو ما يجعل الانسان الصائم والمجتمع الصائم على كامل الاستعداد للمواجهة وعدم التراجع..
لم يكن الصوم الثمرة الوحيدة لهذا الشهر العظيم بل كان لجنب ذلك شهر الدعاء الذي ينفتح به العبد بالحديث مع الله.. وهو شهر التوبة التي تفتح عنده أبواب السماء لتقبل الرجوع اليه تعالى؛ وهو قبل هذا وذاك شهر القرآن الكريم الذي يتولّى بناء الانسان والمجتمع..
وبعد فإنّ مِثْلَ هذه العطاءات وغيرها لا تنتهي من التداول في انتهاء الشهر بل يكون قد اكتسب ملكة الممارسة التي من شأنها ترسيخ الخصال الطيبة لديه..
http://beladitoday.com/?iraq=%E3%D4%C7%DA%D1-%D1%E3%D6%C7%E4%ED%C9-%DB%C7%E3%D1%C9--&aa=news&id22=64981
مقالات للكاتب د . إبراهيم الجعفري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق