لا
أعرف من هو الإعلامي عربياً كان أو أجنبياً الذي سنّ هذا السؤال في
المقابلات الإعلامية المقروءة والمنظورة والمسموعة، حتى أن أبسط مذيعة
وأكثرهن سذاجة تعرف هذا السؤال التقليدي، ولا تعيره أي اهتمام، وعادة ما
تسأله وهي تفكر في السؤال الذي يليه أو تسأله وهي تلعب بخصلة مقدمة شعرها،
لكن سؤال الشعور سؤال مهم، وهو متغير، لا ثابت، حسب الظروف والأمكنة
والأزمنة، فزمان حينما كان يسأل المواطن في فترة السبعينيات ما هو شعورك؟
يكون جوابه حاضراً: شعوري شعور أي مواطن حصل على تعويض وبيت شعبي، وفي
التسعينيات كان جوابه: شعوري شعور أي مواطن حصل على مزرعة، وقدر يسوّق
محصوله، وتوفق بمرشد زراعي يتقي ربه، لكن اليوم شعور المواطن مختلف، وأكثر
تعقيداً، وغابت البساطة كشعور تلقائي وعفوي يظهر على اللسان دونما أي تكلف،
ومرات يخرج بحرج، والكثير من المواطنين كانوا يتلعثمون، ولا يريدون أن
يفصحوا عن شعورهم، والنساء يكن مصحوبات بخفر واستحياء في ذكر شعورهن الذي
يجب أن يكون حبيس الصدر، ولا يخرج للغُرب.
شعور المواطن في الصيف يختلف عن شعوره في الشتاء، فالشتاء عادة يكون محصوراً في «غترة شال، وشاي ينزبيل» الصبح، أما الصيف فالشعور يتوزع، الذي يريد لندن، وجو لندن، والذي بعده في ضلاله القديم «بمبي نبغي، وفيها الملتقى مبيوح»، وإلا«هلو.. بيروت، من فضلك يا عينيه»، والعاجز عن السفر يختصر شعوره في شهر أغسطس: «شعوري شعور واحد جاي من أووهيه، ولغط، وأول ما دخل من باب«المول»، تهب على وجهه تلك الريح الباردة، وتلك النسمة المنعشة من دكان العطور، وبيع أغراض النساء، وليس من محال بيع الأدوات والملابس الرياضية التي في مجملها مصنعة من مواد مشتعلة من مشتقات البترول والمطاط!
ما هو شعور المواطن في ظل اختلال ميزان القوى الاستراتيجية بين القطبين الأعظمين، وحلول قوة أحادية القطب، صانعة الفوضى المنظمة؟ ما هو شعوره حيال ثقب الأوزون، والاحتباس الحراري، وحرائق الغابات المتكررة والمفتعلة كل صيف؟ ما هو شعوره لتعثر الحلول السلمية الدائمة، وإيجاد الحلول الاستسلامية الراهنة في القضية الفلسطينية؟ ما هو شعوره الحقيقي بصدد الخوصصة، والحوكمة؟ ما هو شعوره إزاء المشاركات الوطنية الرياضية الكثيرة، والعودة دائماً بتجميل الإعلام الرياضي«ليس بالإمكان أجمل مما كان» أو بشطر بيت المتنبي، «رضينا من الغنيمة بالإياب»؟ كلها أسئلة بالتأكيد تعِلّ قلبه، وتثقل على صدره، ولا تجعله يعبر عن شعوره أبلغ وأصدق تعبير!
http://beladitoday.com/?iraq=%E3%C7-%E5%E6-%D4%DA%E6%D1%DF-%DF%E3%E6%C7%D8%E4%BF&aa=news&id22=67046
شعور المواطن في الصيف يختلف عن شعوره في الشتاء، فالشتاء عادة يكون محصوراً في «غترة شال، وشاي ينزبيل» الصبح، أما الصيف فالشعور يتوزع، الذي يريد لندن، وجو لندن، والذي بعده في ضلاله القديم «بمبي نبغي، وفيها الملتقى مبيوح»، وإلا«هلو.. بيروت، من فضلك يا عينيه»، والعاجز عن السفر يختصر شعوره في شهر أغسطس: «شعوري شعور واحد جاي من أووهيه، ولغط، وأول ما دخل من باب«المول»، تهب على وجهه تلك الريح الباردة، وتلك النسمة المنعشة من دكان العطور، وبيع أغراض النساء، وليس من محال بيع الأدوات والملابس الرياضية التي في مجملها مصنعة من مواد مشتعلة من مشتقات البترول والمطاط!
ما هو شعور المواطن في ظل اختلال ميزان القوى الاستراتيجية بين القطبين الأعظمين، وحلول قوة أحادية القطب، صانعة الفوضى المنظمة؟ ما هو شعوره حيال ثقب الأوزون، والاحتباس الحراري، وحرائق الغابات المتكررة والمفتعلة كل صيف؟ ما هو شعوره لتعثر الحلول السلمية الدائمة، وإيجاد الحلول الاستسلامية الراهنة في القضية الفلسطينية؟ ما هو شعوره الحقيقي بصدد الخوصصة، والحوكمة؟ ما هو شعوره إزاء المشاركات الوطنية الرياضية الكثيرة، والعودة دائماً بتجميل الإعلام الرياضي«ليس بالإمكان أجمل مما كان» أو بشطر بيت المتنبي، «رضينا من الغنيمة بالإياب»؟ كلها أسئلة بالتأكيد تعِلّ قلبه، وتثقل على صدره، ولا تجعله يعبر عن شعوره أبلغ وأصدق تعبير!
http://beladitoday.com/?iraq=%E3%C7-%E5%E6-%D4%DA%E6%D1%DF-%DF%E3%E6%C7%D8%E4%BF&aa=news&id22=67046
مقالات للكاتب ناصر الظاهري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق