~شهر ونصف هي كل المدة التي باتت تفصلنا عن المشاركة في بطولة كأس اسيا
للشباب التي تستضيفها البحرين ويشارك فيها منتخبنا ضمن نطاق المجموعة
الثانية إلى جانب الإمارات وكوريا الشمالية وفيتنام. وطيلة المدة الماضية
كان اهتمام الوسط الكروي منصب على المنتخبين الوطني والأولمبي في حين عانى
شبابنا من منغصات كثيرة عرقلت استعداداتهم لهذا المحفل القاري المهم المؤهل
إلى كأس العالم للشباب. فالفريق الذي يقوده المدرب عباس عطية انقطع عن
التدريبات لعدة أشهر بسبب انشغال اللاعبين بمنافسات الدوري، ومن ثم عانى من
مسألة عدم وجود ملعب يحتضن الوحدات التدريبية فظل متنقلاً بين هذا الملعب
وذاك عسى أن ينجح في كسب تعاطف إدارات الأندية لكي تمنحه الموافقة على
التدرب على ملاعبها. ناهيك عن مشكلة أساسية وجوهرية تمثلت بعدم التحاق عدد
من اللاعبين بالمنتخب نتيجة رفض فرقهم المحلية. الكل كان بعيداً عن عطية
ولاعبيه ولكن عن المشاركة وفي حال أي اخفاق لا سمح الله ستنطلق سهام النقد
واللوم لتنهمر على الجهاز الفني واللاعبين كالمطر، مع اننا لو اطلعنا على
منهاج المنتخب الاماراتي المنافس معنا في نفس المجموعة لشعرنا بالخجل،
فالمنتخب الذي يقوده مدرب تشيكي دخل في معسكرات تدريبية بهولندا وألمانيا
وكرواتيا، بينما كانت الأردن هي محطة الاستعداد لمنتخب الشباب العراقي الذي
يضم مجموعة واعدة من اللاعبين استطاعوا أن يحققوا نتائج إيجابية في
التصفيات بعد أن تأهل متصدراً لفرق مجموعته عقب تفوقه على منتخب طاجيكستان
المستضيف لمنافسات المجموعة السادسة بهدفين دون رد وعلى جزر المالديف
بخماسية ومن ثم أضاف البحرين لقائمة ضحاياه بأربعة أهداف لهدف. هذا الكلام
لا يلغي ثقتنا العالية بلاعبينا الذين نضع عليهم امالاً في تسجيل الحضور
العراقي الرابع في مونديال الشباب عبر حجز احدى البطاقات الأربع المخصصة
للقارة الاسيوية، هذا ان لم نقل أصلاً ومن دون مبالغة ان فريقنا يستطيع
بامكانيات لاعبيه خطف الكأس القارية بشرط أن لا نكبل أقدامهم ونضعهم تحت
الضغوط مع اننا لم نقدم لهم ما يجعلهم مطالبين باي انجاز يذكر.
مقالات للكاتب نافع خالد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق