~
مثلما تتحكمُ القوانينُ الفيزيائيّةُ في عالمِ الطبيعةِ تتحكمُ مَثيلاتُها في عوالمِ النفسِ والمجتمع والإِدارةِ والاقتصاد.. هذهِ حقيقةٌ وهي وإنْ كانتْ سُنَناً لا تقبل التغييرَ لكنّها لا تعني بحال سَلْب الإرادةِ مُطْلَقاً مِن الإنسانِ وتجريدهِ مِن الإبداعِ والتكييف.. ربما يستسلمُ البعضُ لهزّاتِِ الظروفِ وزلزالِ التحدي دونَ أنْ يفكّرَ بالمواجهةِ أو يتشبثَ بالحلِ متعللاً بأنَّ ما يواجهه مِن الأقدارِ لا بُد من قَبولها دونَ تمرّدٍ وأنّ كلَّ إنسانٍ محكوم بقدرهِ!!.. لكنّ السُنَن المتحكمة في قوانينِ الوجودِ لا تُبرِر للإنسان عجزَهُ في العملِ وامتناعهِ عن العطاء ومقاومته للظُلم بل تبعثه على المثابرة في العملِ وتحكيم إرادته على وفق القوانين الحياتية التي أرادها الله..
إنَّها حقائق ثابتةٌ مِن حيثُ كونُها مودعة مِن قبلِ الله ولا تقبل الخرقَ في ذاتِ الوقت الذي تتيحُ للإنسان فرصاً خِصْبَة وخياراتٍ متعددة للتكيف معها.. سيبقى الإنسانُ كحقيقةٍ يستهلكُ الأوكسجين ويطرحُ ثاني أوكسيد الكاربون وسيبقى يشربُ الماءَ كما يبقى يحرقُ طاقةً عندَ الحركةِ ويبقى خاضعاً لحقيقةِ الموت وو... التفكيرُ بتغييرِ هذهِ الحقائق ضَرْبٌ مِن الخيال لكنّ التكييف معها بل والتحكم بما أتاحَ اللهُ في مواجهتِها والتمرد على مظاهرِ الفسادِ منها لهو مما أودعَهُ فيهِ واعتبره من صنوفِ الطاعة.. ومثلما يكونُ سقوطُ الجسمِ من الأعلى إلى الأسفلِ سنّة كونية ثابتة تكون إرادةُ الإنسانِ فيما يعتقدُ من الإصلاحِ مقدمة للإصلاح هي الأخرى سنةً اجتماعيةً ثابتة.. وقد أخذَ الله على نفسهِ ألّا يحدث مثل هذا التغيير إلّا أنْ يغيّر الإنسانُ نفسَهُ بنفسهِ "إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ" يبقى التغييرُ لا يكونُ إلّا وفقَ السُنَن المودَعة في الخلق سواء أكان نحو الأحسن وهو الصلاحُ أو نحو الأسوء وهو الفسادُ إذ أنَّ كلَّ إصلاحٍ تغيير ولكن ليس كلَّ تغييرٍ إصلاح..
الإطلالةُ الواسعةُ على عالمِنا المترامي الأطراف تكشفُ النِقاب عن هذهِ الحقيقةِ فمجتمعاتُ البناءِ والتنميةِ ومجتمعاتُ العدالةِ وتطبيقُ القانونِ والارتقاءُ على سلّمِ السعادة في حياةِ الإنسان تنبعثُ من داخلِ عمقِها وتخضعُ لإرادتِها.. إنما تخضعُ بمساراتِها نحوَ الارتقاءِ إلى سُنَنِ الله..
تماماً كمَنْ يسيرُ في طرقِ كلِ بلدٍ يخضعُ كاملاً إلى خارطةِ الطريقِ المرسومةِ غير أنّهُ يمشي بإرادتهِ ويتحكمُ بتوقيتاتِهِ.
http://beladitoday.com/?iraq=%D3%F5%E4%F3%E4-%C7%E1%CD%ED%C7%C9&aa=news&id22=68117
مثلما تتحكمُ القوانينُ الفيزيائيّةُ في عالمِ الطبيعةِ تتحكمُ مَثيلاتُها في عوالمِ النفسِ والمجتمع والإِدارةِ والاقتصاد.. هذهِ حقيقةٌ وهي وإنْ كانتْ سُنَناً لا تقبل التغييرَ لكنّها لا تعني بحال سَلْب الإرادةِ مُطْلَقاً مِن الإنسانِ وتجريدهِ مِن الإبداعِ والتكييف.. ربما يستسلمُ البعضُ لهزّاتِِ الظروفِ وزلزالِ التحدي دونَ أنْ يفكّرَ بالمواجهةِ أو يتشبثَ بالحلِ متعللاً بأنَّ ما يواجهه مِن الأقدارِ لا بُد من قَبولها دونَ تمرّدٍ وأنّ كلَّ إنسانٍ محكوم بقدرهِ!!.. لكنّ السُنَن المتحكمة في قوانينِ الوجودِ لا تُبرِر للإنسان عجزَهُ في العملِ وامتناعهِ عن العطاء ومقاومته للظُلم بل تبعثه على المثابرة في العملِ وتحكيم إرادته على وفق القوانين الحياتية التي أرادها الله..
إنَّها حقائق ثابتةٌ مِن حيثُ كونُها مودعة مِن قبلِ الله ولا تقبل الخرقَ في ذاتِ الوقت الذي تتيحُ للإنسان فرصاً خِصْبَة وخياراتٍ متعددة للتكيف معها.. سيبقى الإنسانُ كحقيقةٍ يستهلكُ الأوكسجين ويطرحُ ثاني أوكسيد الكاربون وسيبقى يشربُ الماءَ كما يبقى يحرقُ طاقةً عندَ الحركةِ ويبقى خاضعاً لحقيقةِ الموت وو... التفكيرُ بتغييرِ هذهِ الحقائق ضَرْبٌ مِن الخيال لكنّ التكييف معها بل والتحكم بما أتاحَ اللهُ في مواجهتِها والتمرد على مظاهرِ الفسادِ منها لهو مما أودعَهُ فيهِ واعتبره من صنوفِ الطاعة.. ومثلما يكونُ سقوطُ الجسمِ من الأعلى إلى الأسفلِ سنّة كونية ثابتة تكون إرادةُ الإنسانِ فيما يعتقدُ من الإصلاحِ مقدمة للإصلاح هي الأخرى سنةً اجتماعيةً ثابتة.. وقد أخذَ الله على نفسهِ ألّا يحدث مثل هذا التغيير إلّا أنْ يغيّر الإنسانُ نفسَهُ بنفسهِ "إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ" يبقى التغييرُ لا يكونُ إلّا وفقَ السُنَن المودَعة في الخلق سواء أكان نحو الأحسن وهو الصلاحُ أو نحو الأسوء وهو الفسادُ إذ أنَّ كلَّ إصلاحٍ تغيير ولكن ليس كلَّ تغييرٍ إصلاح..
الإطلالةُ الواسعةُ على عالمِنا المترامي الأطراف تكشفُ النِقاب عن هذهِ الحقيقةِ فمجتمعاتُ البناءِ والتنميةِ ومجتمعاتُ العدالةِ وتطبيقُ القانونِ والارتقاءُ على سلّمِ السعادة في حياةِ الإنسان تنبعثُ من داخلِ عمقِها وتخضعُ لإرادتِها.. إنما تخضعُ بمساراتِها نحوَ الارتقاءِ إلى سُنَنِ الله..
تماماً كمَنْ يسيرُ في طرقِ كلِ بلدٍ يخضعُ كاملاً إلى خارطةِ الطريقِ المرسومةِ غير أنّهُ يمشي بإرادتهِ ويتحكمُ بتوقيتاتِهِ.
http://beladitoday.com/?iraq=%D3%F5%E4%F3%E4-%C7%E1%CD%ED%C7%C9&aa=news&id22=68117
مقالات للكاتب د . إبراهيم الجعفري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق