عزيز الحافظ
صار من غير المهم في عراق اليوم،، جني ثمار الأخبار التي صارت في وطننا تصلح كنشرات يومية دائمية المذاق العلقمي ،،عربية لا روتينية، وحتى عالمية بدون ملل وكلل ووجل، نعم الوسط الاجتماعي العراقي له اهتمامات متقوسة الاضلاع! حتى عندما نصف استطالتها أو إنها مربعة أو مثلثة قد تزعل الاضلاع للأهميات فوضعناها في مدار دائري مركزها العراقي الصبور،، نعم ملّبد سماء السياسة تلبّدا غير مسبوق بقدوم الصيف ولكن الضرر من التطرق للسياسة اليوم كبير حتى مع الرأي المنطقي العقلاني الذي لا يروق للبعض لذا شخصيا ارتأيت أن هناك اخطار في الوطن اكبر من الشخصنة والحراك السياسي الوعر التطرق لمطباته ولان نظامنا الدستوري لا توريث فيه وفيه منطق ما ومكتوب بحضارية نوعية وتوعوية فلا خوف على الديمقراطية أبدا بما هو متاح ولكن الخوف من نقص الخدمات المترهل التنفيذ والذي ينعكس على حياة الناس بشمولية الكلمة، اليوم التقط رادار الألم أو التألم العراقي خبرا يخّص لوحات الحزن الطفولي وهي وجود لغط في لقاحات اطفال في محافظة ذي قار الجنوبية واللغط ليس لغطاً كتابيا ورقيا بل من وجود شبهات في إن دائرة صحة المحافظة العزيزة خضعت لتحقيقات طبعا غير جنائية حول تسلّمها لقاحات منتهية الصلاحية واستخدمتها لخدمة ووقاية الأطفال !! صدقوني أن عدد اللقاحات يقينا هو (50) ألف عيّنة!! يعني ضررا تصوريا وافتراضيا ،غير مباشر او مباشر لخمسين الف عائلة! النوع الطبي هو اللقاح الثلاثي ولقاح شلل الأطفال وتم توزيع جزء كبير منها على المراكز الصحية في عموم الأقضية والنواحي التابعة لمحافظة ذي قار لاستخدامها في حملات تلقيح الأطفال على الرغم من انتهاء مدة صلاحيتها، ويؤكد هذه المعلومات هو ان مديرية الصحة الذي قارية اتلفت كميات كبيرة منها! ،، قامت لجنة النزاهة في مجلس المحافظة برصد المصيبة الطفولية وضبطت عينات من هذه اللقاحات يعود تاريخ انتاجها الى نيسان عام 2009، وقد ثبت تسلمها في نهاية عام 2011 وانتهاء مدة صلاحيتها في اذار 2012، أي قبل نحو ثلاثة أشهر، مستغربة لجنة النزاهة من توزيع دائرة صحة ذي قار تلك اللقاحات على المراكز الصحية واستخدامها في حملات التلقيح، وحاولت اللجنة معرفة جهة الاستيراد وعقد التجهيز وشركته بدون توضيح التفاصيل.
المشكلة ان الرد الصحي المحلي الحكومي غير مقنع للمتابع والقارئ واللامهتم! إذ ينفي السيد مدير قسم الصيدلة في مديرية صحة ذي قار الدكتور شهيد عبد المجيد: وجود تأثير سلبي في استخدام اللقاح قريب النفاذ، في حين لا يجوز بتاتا استخدام اللقاح خارج صلاحية النفاذ، على حد قوله المهني التخصصي كصيدلاني!، ترى ماذا كان سيحصل لو حصلت كارثة طفولية بهذا الحجم السكاني المهول ولو ظهرت أضرارا مباشرة من جراء استعمال اللقاحات عديمة الصلاحية؟ وفي مجتمع عشائري معروف بالتزامه بقيم ناهضة في حفظ ارواح الناس؟ يمكن لكل عراقي ان يرى السيناريو المرعب لو تضرر عدة اطفال فقط لانقلبت الاحشاء من الغشاء المساريقي للجسد فكيف لو كان العدد بحجم نصف او ربع عدد اللقاحات ال50 ألف قنبلة موقوتة؟ نعم،،، بهدوء نفسي اقولها لا يوجد من يهتم! ومن يهتم سيصطدم بعقبات ووديان وخلجان وبحار ومحيطات وامواج تمنعه من ان يستمر بالصراخ حتى! لذا يكون الصمت في العراق قضما للأحشاء التي لم يبق منها قبضة شرايين أو أوردة ، قد تكون مقبرة للأحزان المتواصلة الهدر في قادم الأيام ذات المخاض المُبْهم القاتم الحالك لمستقبل فيه إضاءة تسّر النفس العراقية المتشوقة اليوم لصمم عن سماع ما يؤذيها كل حين في وطن اسمه العراق وهذا الخبر قساوته كبيرة على مقياس ريختر!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق