المقترح الذي تبنته وزارة الشباب والرياضة والذي من المؤمل أن يكتسب الصفة الشرعية والقانونية والخاص بوضع سقف لأسعار عقود اللاعبين نجده خطوة شجاعة جداً تأخرت كثيراً بعد أن شهدت السنوات السابقة هدر مئات المليارات في هذا الجانب الذي لم يعد على بلدنا ورياضتنا وأنديتنا باي فائدة من الممكن أن تذكر، بل كان وجهاً من أوجه الفساد الإداري، حيث أنفقت أندية مغمورة لا تملك مشجعاً واحداً مبالغ طائلة للتعاقد مع لاعبين لا يستحقون نصف المبلغ المذكور في العقد، ولكن سبب ضمهم معروف، وهو وجود حيتان تستفيد من الأرقام الفلكية المكتوبة عبر الاتفاق مع أشباه اللاعبين على تسلم نصفها أو أكثر من النصف بقليل فقط ويذهب الباقي في جيوب المنتفعين، وحتى وان غابت هذه العملية عن بعض الأندية التي تحصى على أصابع اليد الواحدة فان النتائج المترتبة على ما تم صرفه من المال العام لم يكن يوازي المبالغ المصروفة بدليل ان أنديتنا فشلت في احراز كأس مسابقة ضعيفة مثل بطولة كأس الاتحاد الاسيوي. الوزارات والمؤسسات الداعمة للأندية عليها مراجعات حساباتها كثيراً وعدم فتح أبواب الخزائن على مصراعيها أمام أنديتها لأن النتائج الإيجابية لا يمكن ان تتحقق بالمال فقط بدليل ان فريق النفط كان في المواسم السابقة يحقق أسوأ النتائج رغم المبالغ التي صرفها على التعاقد مع النجوم، في حين أنه سطر أروع النتائج في الموسم الماضي مع أنه خاض المسابقة بمجموعة من اللاعبين الشباب والمغمورين وبميزانية لا توازي ربع ما صرفه سابقاً. فريق الشرطة اليوم يشعل سوق الانتقالات بتعاقدات كثيرة ويتبع سياسة تكديس النجوم في حين ان فريقا اخر يتبع وزارة الداخلية وهو الحدود كسب احترام الجميع في الموسم الماضي بلاعبين لا يتقاضون سوى رواتب شهرية فقط!. وهناك أمثلة كثيرة أخرى نستل منها تجربة الزوراء بطل الموسم الماضي الذي أجرى استقطابات معقولة ورغم ذلك وصل للقمة. اذاً المسألة ليست مادية بقدر ما هي إدارية بحتة، فمن يجيد فن الإدارة سيصل لناصية التفوق بأبسط الإمكانيات أما من لا يعرف غير الوقوف على أبواب الوزارات واستجداء الأموال فأنه لن يصل جادة النجاح.
http://beladitoday.com/?iraq=%CA%CD%CF%ED%CF-%C3%D3%DA%C7%D1-%C7%E1%DA%DE%E6%CF&aa=news&id22=64617
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق