اختلطت الأوراق في منافسات كأس الأمم الأوربية بعد أن أفضى الترتيب
النهائي للمجموعات إلى مواجهات نارية في الأدوار التالية ستبدأ من يوم غد
الاثنين عندما تصطدم إيطاليا بإسبانيا. ولو سارت الأمور بشكل منطقي، مع
اعترافنا بان كرة القدم لا تعترف بالمنطق، فاننا سنكون أمام لقاءي قمة أو
نهائيين مبكرين في الدور ربع النهائي، اذ ستلعب المانيا مع الفائز من معمعة
الطليان والاسبان، كما ستكون هنالك مواجهة نارية بين فرنسا وانكلترا،
والأدهى من ذلك ان واحدا فقط من أسماء كبار الكرة الأوربية التي ذكرناها
سيتواجد في النهائي، أما الطرف الاخر فسيأتي من الطريق الثاني الخاص
بمباريات سويسرا وبولندا، كرواتيا والبرتغال، ويلز وايرلندا الشمالية التي
من المؤمل ان تكون قد جرت مساء أمس السبت فضلاً عن لقاء المجر مع بلجيكا
الذي سيكمل الفائز منه اضلاع المربع السهل في الدور القادم. ان من الأسباب
التي أدت إلى تكدس القوى الكروية العظمى في القارة العجوز ببوتقة واحدة هو
فشل اسبانيا وانكلترا في تصدر مجموعتيهما والتنازل عن المراكز الأولى
لمصلحة كرواتيا وويلز، ولعل هذا الأمر قد جاء بمصلحة المتابعين الذين
سيستمتعون بمشاهدة لقاءات على مستوى عال من الاثارة بعد الكم الكبير من
المباريات التي جاءت بلا لون أو طعم أو رائحة في الدور الأول وذلك بسبب
قرار زيادة عدد المنتخبات المشاركة من 16 إلى 24 فريقاً والذي كان الفرنسي
بلاتيني العراب الأول لتمريره، فأثر ذلك على الأداء العام للبطولة التي
ستكون شاهدا على كتابة عصر جديد في القارة العجوز ببروز منتخبات ستقول
كلمتها خلال تصفيات المونديال القادم، كما ان يورو فرنسا ربما سيكون كلمة
الختام لفرق أخرى يبدو ان عطاءها قد نضب ولم تعد تملك شيئاً لتقدمه.
البطولة كانت أيضاً محطة مفصلية في حياة بعض اللاعبين الذين بزغ نجمهم من
خلالها وفي نفس الوقت سجلت شهادة وفاة بعض النجوم وعلى رأسهم السويدي
ابراهيموفيتش الذي ودع اليورو من الباب الضيق بعد أن فشل في احراز أي هدف
خلال ثلاث مباريات وغادر برفقة منتخب بلاده من الدور الأول.
http://beladitoday.com/?iraq=%E3%DA%D1%DF%C9-%C7%E1%DF%C8%C7%D1-&aa=news&id22=64411
مقالات للكاتب نافع خالد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق