نأمل أن تطور جبهة الانقاذ موقفها وتشارك في الانتخابات النيابية المصرية المقبلة، وأن يستجيب الرئيس مرسي بتعيين نائب عام جديد، وتشكيل حكومة جديدة غبر موالية للاخوان المسلمين ، لضمان نزاهة الانتخابات ، والخروج من المأزق الذي وصلت اليه البلاد والعباد، وأصبح يهدد الثورة المصرية المجيدة .
وفي ذات السياق لا بد من الاشارة لتجارب الدول الديمقراطية العريقة في هذا المجال، اذ غالبا ما تلجأ الحكومات الى أخذ موافقة الشعب على عقد المعاهدات والاتفاقات، واقرار القوانين ذات البعد الاستراتجي.
لقد لجأت أغلبية الحكومات الاوروبية الى شعوبها لاقرار القوانين والتشريعات الخاصة بالوحدة الاوروبية، ولجأت اليونان واسبانيا والبرتغال مؤخرا الى الاستفتاء لاقرار الاصلاحات الاقتصادية، لمواجهة الانهيار الاقتصادي والمالي.
ونقرأ في التأريخ .. أن رجل فرنسا الاشهر والأقوى في التاريخ الجنرال ديغول، استقال واعتزل السياسة، لانه لم يحصل على الثلثين.
وهذا يعيدنا الى التذكير بان جوهر الانتقادات للدستور المصري بانه لم يحصل على الثلثين ، كما يفترض بصفته القانون والتشريع الاهم في حياة ومستقبل مصر والمصريين لعشرات السنين القادمة.
وعودة لما بدأنا به.
فموافقة جميع الاطراف والاطياف السياسية من أقصى اليمين الى أقصى اليسار على المشاركة في الانتخابات النيابية ... انتخابات مجلس الشعب، يعتبر حدثا تاريخيا، ويؤسس لمرحلة جديدة في مسيرة الثورة المصرية، ويؤشر على الحقيقة الاهم التي زرعتها الثورة في قناعة ووجدان المصريين بعامة، وهي الرجوع الى الشعب ، والاحتكام الى صناديق الاقتراع، ما يؤكد أن الثورة لم تفشل ، وأن الجميع متمسكون بقيمها ومبادئها التي ضحى من أجلها آلاف المصريين، ولا تزال دماؤهم الطاهرة تضيء ميدان التحرير وكافة المدن والنجوع من الصعيد وحتى برج العرب .
لقد تجذرت ثورة 25 يناير المجيدة في ارض مصر الطيبة، وما المسيرات والمسيرات المضادة، الا تأكيد بان الشعب المصري الذي صنع معجزة الثورة السلمية ، ومعجزة اسقاط الطاغية، ومن لف لفه ، ومعجزة كسر الخوف والصمت الذي ران طويلا على الشعب المصري ، لن يقبل ان تصادر ثورته، أو يتم تجييرها لصالح الاخوان أو غيرهم .
ان شرعية صناديق الانتخابات النزيهة.. شرعية لا تنازع ، لانها تجسد ارادة الشعب، وهي شرعية لا تسقط الا بالتنكر لاهداف الثورة .
باختصار..... امام الرئيس مرسي فرصة نادرة ليثبت انه رئيس لمصر ولكل المصريين ، وانه الامين على الثورة والوحدة الوطنية، وحريص على انهاء الانقسام في المجتمع المصري ، وذلك بالتقاط الدعوة التي طرحتها الانقاذ ، والمبادرة باقالة النائب العام الموالي للاخوان، وتشكيل حكومة محايدة للاشراف على الانتخابات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق