هل
القائد الذي استبدت به عقدةُ التحكّم بالآخرين؟! أم الذي ورث من آبائه
نزعة سلطةٍ عشائرية؟! أم الذي توفّرت لديه أموالٌ طائلة مكَّنته من استجلاب
ولاء الناس والخضوع لإرادته؟! أم الذي احتلّ سلطةً اجتماعية معينة؟! أم
الذي كسب قناعة شريحةٍ اجتماعيةٍ معينة واشتهر في أوساطها؟!..
انها ملكة مركّبة من مجموعة عناصر تظافرت مع بعضها فأنتجت في صاحبها محصلة القيادة.. منها العقلية وطريقة التفكير؛ ومنها الحكمة ووضع الأمور في مواضعها المناسبة؛ ومنها النفسية والتحمل وسعة الصدر؛ ومنها حبّ الناس؛ ومنها الثقة بالنفس؛ ومنها التجاوز؛ ومنها الشجاعة والحسم..
ليس في أيٍّ من هذه فرض الانسان لنفسه على الاخرين وتسويق الذات للاخرين ولو بالتزوير.. كما لا ينتاب الموهوب بالقيادة أمراض الحسد والحقد ونزعة إلحاق الضرر بالآخر مهما كان.. أبرز ما بالقائد تلقائية السلوك المبادر وانسجامه مع ما يحمل في داخله من أفكار ومشاعر منتظمة حول ناظم ارادته القوية وما تمنحه تلك من قوة استقطاب لمن حوله وإن لم يستهدف ذلك بإرادته والاستجابة المتميّزة لمن يدورون حوله بغض النظر عن أعمارهم ودرجة قرابتهم ومستوى علمهم.. هذا الانبعاث الذاتي نحو المتصدي هو سر تقبل القائد ولو لم يقصده هو نفسه.. فالقائد يقود لكنه لا يسود بالقوة أو بالتغرير ومن الطبيعي أن يستقطب من جانب ويثير من الجانب الاخر.. السلوك القيادي قد يريح كثيرين وقد يزعج بعضاً من الناس.. فهو وان لا يستهدف القيادة لكنها تستهدفه وتؤول اليه هذا في الاجواء الطبيعية التي تحترم فيها الكفاءة ويتحكّم بها العقل غير أن بيئةً اجتماعيةً متلوثةً بالحسد ومتشبّثةً بالتسقّط تزداد فيها المعرقلات بل ينتابها الكيد.. مثلما يتميز القائد بانطلاقته من عمق الناس وبوعي كاملٍ مما يتحلّى به من ميزات يتميز كذلك بثقة الناس به.. فهو ينطلق من عمق الاخرين بالحب والثقة ليستجيب من عمقه بحب وثقة متبادلة, الناس تتبعه طواعيةً عن وعي وهو يتفانى من اجلهم باخلاص.. له خطابٌ يترجم فكره ومشاعره, ومشروعه فيه مبادرة مشاريع واستجابات حلول, يتجاوز عمره بحجم مواهبه ويقاوم رغباته بأولويات أهدافه.. كلما كبرت أهدافه زاد حجمه وكلما كثر اعداؤه اتسع حلمه..
أُخِذ على أمير المؤمنين (ع) بما فيه من موارد القوة لولا فيه دعابة!! ولولا صغر سنّه!! ولو لم يكن سجّاعاً!!
أمةٌ تُشكِلُ على قادتها وهم في خصال القوة تُخلي مكانتها لرجال الضعف.. فوعاء المسؤولية لا يبقى فارغاً فما لا يملأه القوي يملأه الضعيف وما لا يملأه الأمين يملأه الخائن.. الكثير من شباب هذه الامة كبار العقول وإن كانوا صغار السن وأقوياء الارادة وإن كانوا قليلي التجربة..
القائد لا يتسلّق على أكتاف الناس بل يدفعه شعبه من خلفه نحو المسؤولية وهو يتقدمهم بالإيثار والتضحية .. معياره بالنجاح ما يحقق من حجم الأهداف الوطنية وما يزيل عن كاهل شعبه من تراكم هموم.. في المحن ثابت وفي الطلب مستجيب وفي الرخاء متعفف؛ فعله يسبق قوله وعمله يجسّد مدّعاه؛ لا يكلّ من التصدي ولا يخيفه التحدي يؤثر الاخرين على نفسه ولا يستأثر بالفرصة حين تتاح اليه.. اذا مُدِحَ بما ظَهرَ من خيره خشي بما خفي عنهم من شرِّه!!.. يذكّره الناس بما له من محاسن ويشغله عنهم بِمَا فيه من مساوئ.. يرى القيادة بنظرة الخائف مما فيها من الحساب والراجي الله بالنجاة مما ينتابها من العقاب.. ينظر له الناس بين غابطٍ وحاسدٍ وحاقد وهو يراهم بعين الشكر والعفو..
انها ملكة مركّبة من مجموعة عناصر تظافرت مع بعضها فأنتجت في صاحبها محصلة القيادة.. منها العقلية وطريقة التفكير؛ ومنها الحكمة ووضع الأمور في مواضعها المناسبة؛ ومنها النفسية والتحمل وسعة الصدر؛ ومنها حبّ الناس؛ ومنها الثقة بالنفس؛ ومنها التجاوز؛ ومنها الشجاعة والحسم..
ليس في أيٍّ من هذه فرض الانسان لنفسه على الاخرين وتسويق الذات للاخرين ولو بالتزوير.. كما لا ينتاب الموهوب بالقيادة أمراض الحسد والحقد ونزعة إلحاق الضرر بالآخر مهما كان.. أبرز ما بالقائد تلقائية السلوك المبادر وانسجامه مع ما يحمل في داخله من أفكار ومشاعر منتظمة حول ناظم ارادته القوية وما تمنحه تلك من قوة استقطاب لمن حوله وإن لم يستهدف ذلك بإرادته والاستجابة المتميّزة لمن يدورون حوله بغض النظر عن أعمارهم ودرجة قرابتهم ومستوى علمهم.. هذا الانبعاث الذاتي نحو المتصدي هو سر تقبل القائد ولو لم يقصده هو نفسه.. فالقائد يقود لكنه لا يسود بالقوة أو بالتغرير ومن الطبيعي أن يستقطب من جانب ويثير من الجانب الاخر.. السلوك القيادي قد يريح كثيرين وقد يزعج بعضاً من الناس.. فهو وان لا يستهدف القيادة لكنها تستهدفه وتؤول اليه هذا في الاجواء الطبيعية التي تحترم فيها الكفاءة ويتحكّم بها العقل غير أن بيئةً اجتماعيةً متلوثةً بالحسد ومتشبّثةً بالتسقّط تزداد فيها المعرقلات بل ينتابها الكيد.. مثلما يتميز القائد بانطلاقته من عمق الناس وبوعي كاملٍ مما يتحلّى به من ميزات يتميز كذلك بثقة الناس به.. فهو ينطلق من عمق الاخرين بالحب والثقة ليستجيب من عمقه بحب وثقة متبادلة, الناس تتبعه طواعيةً عن وعي وهو يتفانى من اجلهم باخلاص.. له خطابٌ يترجم فكره ومشاعره, ومشروعه فيه مبادرة مشاريع واستجابات حلول, يتجاوز عمره بحجم مواهبه ويقاوم رغباته بأولويات أهدافه.. كلما كبرت أهدافه زاد حجمه وكلما كثر اعداؤه اتسع حلمه..
أُخِذ على أمير المؤمنين (ع) بما فيه من موارد القوة لولا فيه دعابة!! ولولا صغر سنّه!! ولو لم يكن سجّاعاً!!
أمةٌ تُشكِلُ على قادتها وهم في خصال القوة تُخلي مكانتها لرجال الضعف.. فوعاء المسؤولية لا يبقى فارغاً فما لا يملأه القوي يملأه الضعيف وما لا يملأه الأمين يملأه الخائن.. الكثير من شباب هذه الامة كبار العقول وإن كانوا صغار السن وأقوياء الارادة وإن كانوا قليلي التجربة..
القائد لا يتسلّق على أكتاف الناس بل يدفعه شعبه من خلفه نحو المسؤولية وهو يتقدمهم بالإيثار والتضحية .. معياره بالنجاح ما يحقق من حجم الأهداف الوطنية وما يزيل عن كاهل شعبه من تراكم هموم.. في المحن ثابت وفي الطلب مستجيب وفي الرخاء متعفف؛ فعله يسبق قوله وعمله يجسّد مدّعاه؛ لا يكلّ من التصدي ولا يخيفه التحدي يؤثر الاخرين على نفسه ولا يستأثر بالفرصة حين تتاح اليه.. اذا مُدِحَ بما ظَهرَ من خيره خشي بما خفي عنهم من شرِّه!!.. يذكّره الناس بما له من محاسن ويشغله عنهم بِمَا فيه من مساوئ.. يرى القيادة بنظرة الخائف مما فيها من الحساب والراجي الله بالنجاة مما ينتابها من العقاب.. ينظر له الناس بين غابطٍ وحاسدٍ وحاقد وهو يراهم بعين الشكر والعفو..
مقالات للكاتب د . إبراهيم الجعفري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق