الأحد، 4 سبتمبر 2016

قضية عبد الواحد

~شهدت الفترة الماضية تسجيل عشرات حالات الانتقال والتعاقد بين صفوف الأندية العراقية التي تستعد للمشاركة في الموسم الجديد من الدوري الممتاز بكرة القدم، وسارت الأمور بشكل هادئ وطبيعي إلى حد ما تخللته بعض الأمور التي تعودنا على حدوثها قبل انطلاق كل موسم ومنها على سبيل المثال التوقيع لفريقين أو التدرب مع ناد ثم التوقيع لاخر وما إلى ذلك. لكن الصفقة الوحيدة التي استثأرت باهتمام الشارع الكروي ونالت النصيب الأكبر من الأضواء كانت تخص انتقال اللاعب حسين عبد الواحد من صفوف الزوراء إلى الشرطة، سيما وان عملية المفاوضات لم تكن سهلة على الاطلاق إلى الحد الذي جعل اللاعب يقدم اعتذاره عن الاستمرار في صفوف المنتخب الوطني ويطلب العودة إلى بغداد من جل انهاء الموضوع. ولو القينا نظرة خارجية على العقد المبرم بين عبد الواحد وإدارة الشرطة سنشم منه رائحة الاجبار وليس الاختيار، اذ ان اللاعب لم يكن ليفكر بترك صفوف النوارس لولا الكتاب الذي أصدرته وزارة الداخلية والقاضي بانضمام جميع منتسبيها من اللاعبين إلى الأندية التابعة لمؤسسات الوزارة. من هنا ثارت ثائرة أنصار الفريق الأبيض وغيرهم ممن وجدوا ان في أسلوب استقدام اللاعب شيء من "الدكتاتورية"، لكننا لو تمعنا في الأمر بروية لما تجرأنا على تحميل أي جهة مسؤولية ما حدث سوى اللاعب نفسه!. نعم، فحسين عبد الواحد لم يكن ضحية بل انه سار في الطريق الذي اختاره هو بنفسه بعد أن تخلى عن عالم الاحترافية عندما تمسك بوظيفته الحكومية وبالتالي عليه أن يذعن للقرارات التي تصدرها الدائرة التابع لها، ولو كان اللاعب غير مرتبط بوزارة الداخلية هل كان هنالك أحد سيجبره على الانضمام للشرطة؟!. حسين عبد الواحد تمسك بالراتب الحكومي وفي نفس الوقت يمارس كرة القدم كمحترف يتقاضى مبالغ كبيرة، في حين كان لزاماً عليه أن يتفرغ لواحدة من المهمتين، ونحن هنا بالطبع لا ننصب أنفسنا أوصياء على حسين أو غيره من اللاعبين الذين يسيرون على نفس النهج، ولكن رأينا الشخصي هو طالما ان اللاعب وصل إلى مرحلة الاحترافية منذ سنوات ويمثل أفضل الأندية المحلية وأصبح عضواً في المنتخب الوطني فانه كان من الأفضل أن يولي اللعبة التي يعشقها كل الاهتمام.
 http://beladitoday.com/?iraq=%DE%D6%ED%C9-%DA%C8%CF-%C7%E1%E6%C7%CD%CF&aa=news&id22=67599

    
مقالات للكاتب نافع خالد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق